الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

القنطار ردا على الإدعاءات حول نيته الزواج: كنت وسأبقى شوكة في حلقهم.. والعلاقة العاطفية تقوي ارتباط الاسير بقضيته

نشر بتاريخ: 02/05/2008 ( آخر تحديث: 02/05/2008 الساعة: 18:04 )
بيت لحم-معا- نقل المحامي يامن زيدان رسالة من الأسير سمير القنطار بعد زيارته في سجن هداريم رداً على الخبر المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي والتي تحدثت عن "اعتزام الأسير سمير القنطار الزواج".

واستنكر سمير القنطار الانباء التي روجتها الصحف الاسرائيلية حول نيته الزواج، وقال "هنا لا استغرب أبداً بقاء هذه الدوامة من حملات وسائل الإعلام المعادية التي تتناولني، لأنني وبكل فخر واعتزاز وتواضع كنت وسأبقى شوكة في حلقهم داخل الأسر وخارجه".

وقال في رسالته :

"إن نفي خبر اعتزامي الزواج والتي ساقتها احد الصحف الإسرائيلية كجزء من حملة تحريض علي لا يعني أبداً أنني ضد أن يرتبط الأسير بعلاقة زوجية أو خطوبة مع إنسانة أحبته وأحبها، واخترق هذا الحب كل الجدران والقضبان وعتمة الزنازين، على العكس تماماً أن ما يقوي ارتباط الأسير بقضيته وهموم شعبه هو العلاقة العاطفية الإنسانية التي تزوده كل يوم بالأمل وتبعث في قلبه الدفء والحياة".

"ليس هناك أجمل من لحظات الحب التي تنبعث من مشاعر زوجة أو خطيبة تودع حبيبها المناضل الذاهب إلى ميدان القتال. وليس أكثر إنسانية من ذلك الشعور الذي يراود أسير ينظر من فتحة نافذة زنزانته ليرى نجمة معلقة في السماء وهو يدرك أن الحبيبة قد تكون في نفس اللحظة تشاهد تلك النجمة. إن هذا الشعور يجدد مخزون الأمل في وجدانه ويعطيه القوة لأن الحبيبة بالانتظارط.

"من قرأ الأدب الإنساني يدرك العلاقة والحبل السري القوي بين الحب والنضال. بين عيونه الزوجة والحبيبة وفوهة البندقية في ميادين القتال. ليس هناك أكثر صفاء من مشاعر مقاوم عائد وبيده وردة حمراء. وليس هناك كثافة إنسانية من تلك الواقعة التي أصيب خلالها مناضل بحروق شوهت مظهره فعاد وهو مقتنع أن خطيبته لن تطيق العيش معه وهو محترق الوجه والجسد فاكتشف أنها أحبته أكثر".

"إن المقاومة، وحسب فهمي المتواضع لها، لا تدعونا أبداً إلى الانغلاق والابتعاد عن كل ما أبدعه الإنسان في لحظة حقيقية. لا تمنعنا من أن نقرأ ما كتبه الأديب "حنا مينا" عن الشاعر التركي ناظم حكمت في كتابه "ناظم حكمت: السجن، المرأة، الحياة". أو ما كتبه أرنست همنغواي في "لمن تقرع الأجراس". أو ما كتبه جورج أمادو عن "فارس الأمل".

واختتم رسالته قائلا "لذا إن الأسير عندما يرتبط بعلاقة زوجية من داخل السجن هو يفعل ذلك ليس منة من اسرائيل بل رغم انفهم. وهو لا يحتاجهم من أجل ذلك بل يكفي توكيل لعائلته ومحاميه لينجز هذا الأمر قانونياً وشرعياً. رغم أن هذا الارتباط لا تكتمل معه دورة الحياة. لان الأسير ممنوع أن يلمس أحداً خارج الأسوار، بل يشاهد فقط من خلف الزجاج وجوه أحبائه خلال زيارتهم. وإن عدم اكتمال دورة الحياة الزوجية في الأسر، تعوضها اكتمال دورة الأمل والتفاؤل اللذان يبعثان القوة ويجددان مخزون الصبر والروح والإنسانية في الأسير الإنسان".