الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

أكثر من مئة صحفي بالمؤتمر الإعلامي الثاني- تلفزيون فلسطين وفضائية الأقصى ديكان في قفص واحد والنقابة "شاهد ماشفش حاجة"

نشر بتاريخ: 02/05/2008 ( آخر تحديث: 02/05/2008 الساعة: 22:55 )
أريحا- ناصر اللحام- معا- تحت شعار "نحو حوار إعلامي فلسطيني مهني وديمقراطي" إجتمع أكثر من مئة صحافي فلسطيني في ضيافة شبكة أمين الإعلامية بالقرية السياحية بمدينة أريحا، وبالإتصال مع الزملاء في قطاع غزة عن طريق الفيديو كنفرس للبحث في سؤال: هل الإعلام الفلسطيني سلطة رابعة أم أداة في تأجيج الصراع الداخلي؟

وقبل ان يبدأ المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام جرى إعطاء كلمة لأسرة الصحافي الشهيد فضل شناعة كما عرض فيلم وثائقي حول مسيرة الشهيد .

الأجواء الجميلة وبرك السباحة، وهدوء القرية السياحية لم تنجح جميعها في إطفاء نار السؤال في صدور الصحافيين، هل إنقسمت الصحافة إلى فتح وحماس مثلما إنقسمت الأرض إلى ضفة وغزة ؟

وفي الجلسة الأولى حول الحريات الإعلامية والتي ترأسها وليد العمري وأمين أبو الورد، كان واضحاً أن العديد من الصحافيين لهم مداخلات قاسية وملاحظات قوية على أداء الإعلام الحزبي وما آلت إليه الأمور، وإن كل طرق يحاول قدر الإمكان إستخدام وسائل إعلامه للنيل من وطنية وأخلاق والشرف الوطني للطرف الآخر .

ناصر عليوة مدير المرصد الوطني للإعلام لخص الواقع الإعلامي في ظل الصراع الداخلي في غزة، ومثله تحدث عن الضفة غازي بني عودة، وبعده تحدث محسن الإفرنجي عن الإعلام في ظل إدارة الحكومة المقالة فقال : ( الحال واحد ولكنه في غزة أكثر تعقيداً ) .

ويتضح من خلال المؤتمر أن معالم الواقع الإعلامي في ظل الصراع الداخلي إتسمت على النحو التالي :
· خطاب تحريضي متبادل إلى حد فخري .
· النَّدية في الإنتهاكات فكلما نكَّل طرف بصحافي سارع الطرف الآخر للتنكيل بصحافي محسوب عليه من باب الإنتقام .
· إستخدام بغيض للدعاية المضادة - حتى أنها لم تستخدم ضد الإحتلال .
· تضخيم كل طرف لأخطاء الطرف الآخر .
· الإنتقائية في بث الأخبار لصالح خدمة طرف ضد طرف .
· الإعتماد أكثر على مصادر مجهولة .
· التلاعب بالألفاظ والمعاني والصور والمفاهيم .
· إهمال القضايا الوطنية والهمَّ العام .
· غياب الإدارة المهنية في إدارة الأزمة .

ولم يغب عن بال الصحافيين أن هناك فضائيات عربية وغير عربية لعبت وتلعب في ملعب الصراع الداخلي الى جانب الإعلام المحلي، وتساءل أكثر من صحافي مستقل : هل معقول أن إعلام فتنة ينجح بسهولة وإعلام مجتمع وثقافة يفشل ؟ ولماذا ؟

ومما قيل أيضاً: ليس الصحافيين وحدهم ضحايا الصراع وإنما كل المجتمع وفي إشارة إلى "إنحطاط" الإعلام الإلكتروني فترة الإقتتال أشار أكثر من متحدث إلى " أن أخطر ما في الإعلام الإلكتروني أنه أصبح حينها وسيلة سريعة لنشر ثقافة الحقد والكراهية " .

وبعد نقاشات وجدل شارك فيه العديد من الصحافيين قال الصحافي خالد عمار :" لقد أصبح الصحافي موظف عند هذه الفضائية أو هذه المؤسسة ولم يعد مدافعاً عن الحرية وإنما موظف ملتزم بشروط وظيفته في أغلب الأحيان " .

د.عصمت عبدالخالق أدارت مجموعات العمل في المؤتمر للخروج بآليات إخراج وسائل الإعلام أتون الإقتتال وكان معها الزميل صلاح هنية، وقد تحدثا عن ضرورة الخروج من الأزمة .

ناصر اللحام ترأس جلسة مجموعة تعزيز الحريات في الضفة الغربية، وترأس منتصر حمدان مجموعة تعزيز الحريات في قطاع غزة وفيما إنهمك الجميع في التفكير بهذا الأمر تولت نائلة خليل ووليد البطراوي صياغة قائمة بالمصطلحات التي يجب على الإعلاميين تجنيب إستخدامها .

أمل جمعة وعبير البرغوثي، ودنيا إسماعيل، وأسماء أبوناموس كنَّ من الصحافيات اللواتي عملن كمقررات في جلسات البحث وقد بدا حضور مميَّز للصحافيات خلال هذا المؤتمر .

وتراوحت مواقف المشاركين بين قمة التشدد والمطالبة بحل النقابة وحل وزارة الإعلام، وبين رؤى إصلاح أدوات العمل .. كما طالب البعض التشديد على فصل رئاسة التحرير عن الإدارة لأن الجمع بينهما يسيء للمهنة وللحريات الإعلامية، وهناك ما طالب الإستفادة من منظمات حقوق الإنسان والدعم الخارجي في تدريب الصحافيين وهناك من طالب برفض المساعدات والإهتمام بالجيل الصحافي الجديد .

في اليوم الثاني للمؤتمر إنهمك الجميع في بحث دور النقابة وكيفية الخروج من أزمة الوضع الراهن، وفجأة وجد الجميع نفسه يبحث في سؤال : من هو الصحافي ؟ وما هي النقابة ؟ وأين الخط الفاصل بين المهنة وبين الحريات ؟

وقد أدار الجلسات ماجد العاروري وعطاف يوسف وشارك فيها خليل شاهين وحسام عز الدين بحضور الدكتور المحامي خلود الدجاني .

اما عبدالناصر النجار ومهند عبد الحميد ونهاد أبوغوش وخلود السايح ونبهان خريشة ومنار وادي وجمانة قنيص وخالد أبوعكر وجعفر صدقة وشيرين ياسين فقد شاركوا في إدارة حلقات بحث ونقاش آليات تفعيل النقابة والرد على سؤال من هو الصحافي ؟

وقد لوحظ في اليوم الثاني للمؤتمر أن المشاركين قد اغرقوا المؤتمر بعشرات النقاط للبحث ما يجعل التفريق بين المبادىء والأولويات والأمور الفنية والمشاكل الشخصية صعباً للغاية .

وقد أقر المؤتمر الثاني لجنة صياغة للبيان الختامي مكونة من السادة ( د.عصمت عبدالخالق، د.فريد أبوظهير، باسم أبوسمية، ناصر اللحام، أحمد حماد، صلاح هنية، جمانه قنيص، الى جانب 3 زملاء من غزة هم : فتحي صبَّاح، دنيا الأمل إسماعيل، محسن الإفرنجي .

حيث من المقرر أن تشرف اللجنة على صياغة البيان الختامي ظهر الأحد الموافق 3/5/2008، هذا وقد نجح المؤتمر في عقد مناظرة شخصية بين رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بأسم أبوسمية وبين مدير فضائية الأقصى فتحي حمَّاد عبر الفيديوكنفرس وقد إتسمت المناظرة بالهدوء والمهنية ولأن "معا" تدرك أهمية تأثير ذلك على الجمهور سوف تنشر تقرير خاصاً ومنفصلاً حولها .