بعد نابلس وطولكرم- المئات من عناصر الأمن ينتشرون في جنين بموجب اتفاق بين السلطة واسرائيل لحفظ النظام

جنين- معا- وصل الى مدينة جنين شمال الضفة الغربية ظهر اليوم السبت أكثر من 600 عنصر من قوات الامن الفلسطيني, للانتشار في المدينة, بموجب اتفاق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل.

وكان في استقبال القوات على مدخل مدينة جنين قادة الاجهزة الامنية وعناصر الامن في جنين وقادة حركة فتح وجمع غفير من المواطنين.

وفور وصول القوات قامت بالتجول في شوارع المدينة, ومن ثم ستتوجه الى مقر قوات الامن الوطني, ليبدأ انتشارها في المدينة والمناطق الريفية المجاورة.

ويعتبر انتشار القوات الحالية التي تم حشدها من عناصر الامن الوطني في محافظات الضفة الغربية, تمهيدا لانتشار قوات اخرى يتم تدريبها في الاردن, من المقرر أن تصل في 13 الجاري.

ويأتي الانتشار في جنين بعد انتشار مماثل في نابلس وطولكرم, لتصبح بذلك اهم مدن شمال الضفة الغربية تحت سيطرة امنية فلسطينية, تتولى فرض النظام والقانون, بينما اقدمت اسرائيل على اقتحام نابلس وطولكرم رغم اعادة الانتشار فيهما, الامر الذي قد يتكرر في جنين.

وأعلن اللواء ذياب العلي (أبو الفتح) قائد قوات الأمن الوطني في محافظات الشمال أن القوات التي تم ادخالها الى جنين ستقوم بحملة لفرض القانون والنظام في المحافظة, مشيرا الى أن هذه القوات والتي قوامها 600 فرد ستعمل بالتعاون مع قوات الأمن المتواجدة في جنين أصلاً.

وقال اللواء ( أبو الفتح): "ستنفذ هذه القوات تعليمات سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) من أجل خدمة المواطنين وحمايتهم وإنهاء ظاهرة الفلتان الأمني في المحافظة وصولاً إلى إنهاء هذه الظاهرة في عموم الأراضي الفلسطينية".

وأضاف "أن حملة البسمة والأمل تكتمل بالتعاون بين رجال الأمن وأهالي محافظة جنين لفرض النظام والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد والوحيد (سلاح أجهزة أمن السلطة الوطنية الفلسطينية)، وان هذه الحملة ستتواصل حتى تحقق أهدافها".

وشدد اللواء (أبو الفتح) على اصرار السلطة الفلسطينية لانجاح الجهود الامنية الرامية لتوفير الامن للشعب الفلسطيني وحمايته, قائلا: "إننا نؤكد انه مهما كانت هناك صعاب ومحاولات لتخريب جهودنا الأمنية فإننا نؤكد إن هدفنا توفير الأمن لشعبنا وحمايته، وصولاً إلى تحقيق أهدافه بالحرية بالاستقلال".

وأكد أن هذه الخطة الأمنية التي ستنفذها قوى الأمن الفلسطينية هي خطة الحكومة الفلسطينية برئاسة د. سلام فياض وبتمويل منها.

ووزعت قوى الأمن الفلسطينية في جنين, منشورات تدعو المواطنين إلى دعم ومساندة الأجهزة الأمنية.

وفي المقاطعة, قام عناصر الأجهزة الأمنية, بعرض عسكري حيث خاطب العقيد سليمان عمران قائد منطقة جنين, القوة ورحب بها ودعاها الى ضرورة فرض النظام والقانون.

اما المحافظ قدورة موسى فقال ": ان المهمة التي سيقومون بها ستكون طريقا إلى بناء الدولة الفلسطينية المستقلة, وعاصمتها القدس الشريف, داعيهم إلى حفظ وصايا الشعب وآراء القيادة الفلسطينية, ولتكونوا على قلب رجل واحد, لنكون بشعبنا ارض الأمان, مشيرا, أن بدون الأجهزة الأمنية, لن يكون هناك كينونة ودولة واقتصاد وسياسة."

من جهته أكد عامر السعدي, رئيس مرجعية حركة فتح, في حديث مع مراسلنا, أن حركة فتح تؤكد التزامها ودعمها المطلق, لتوجيهات الرئيس أبو مازن, الهادفة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف, ولنشر العدل والأمن, وتحسين الأحوال الاقتصادية .

بدوره أشار الرائد خالد ملوح, مدير جهاز الاستخبارات العسكرية في جنين أن الأجهزة الأمنية تعمل على قلب رجل واحد, من اجل ضبط الأمن والأمان داعيا المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية, والى الإبلاغ عن أية تجاوزات يقوم بها رجال الأمن, ليتم التعامل معهم حسب القانون, .

بينما دعا العقيد وسيم الجيوسي, قائد شرطة المحافظة إلى تسليم السلاح غير الشرعي, كما دعا المطلوبين لتسليم انفسهم للعدالة .

قال العقيد سليمان عمران "أبو حديد ", قائد منطقة جنين, في حديث مع مراسلنا, "لقد أنجزنا مربعين أمنيين في محافظة جنين, وهما مربع مدينة جنين, ومربع المنطقة الغربية من المحافظة, وبقي لدينا ثلاثة مربعات أمنية, وهي مربع المنطقة الجنوبية من المحافظة, ومربع المنطقة الشرقية من, ومربع المنطقة الشمالية من المحافظة ".

وأضاف " سنعمل حتى انجازها كاملة, ويمكن العودة إلى أي مربع من المربعات الأمنية في المحافظة بعد انجازها, من اجل أن تبقى محافظة جنين بكافة مدنها وقراها وبلداتها, نظيفة من أي فوضى, وأي فلتان امني, ويكون القانون, سيد الموقف, ومن اجل تحقيق الأمن والأمان, لشعبنا الفلسطيني".

وقد اعرب العديد من المواطنين عن ارتياحهم لدخول القوة الامنية للمحافظة وطالبوا بضرورة فرض الامن والنظام ومحاسبة المعتدين .

وتجدر الاشارة الى أن انتشار قوات الامن الفلسطيني في مدن الضفة الغربية, يأتي في اطار خطة أمنية للمنسق الامني الامريكي كيت دايتون بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية واسرائيل, ضمن خطة امنية شاملة لاعادة بناء الاجهزة الامنية التي دمرتها اسرائيل خلال انتفاضة الاقصى التي اندلعت في العام 2000.

وفي تعقيبها على اعادة نشر قوات الامن قالت حركة حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم: "إن نشر قوات الأمن الوطني في مناطق الضفة الغربية يجب أن يكون في إطار تطبيق القانون والحفاظ على امن المواطن الفلسطيني وصون كرامة الشعب الفلسطيني وعدم المس بسلاح المقاومة وشرعيتها في الدفاع عن الفلسطينيين في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية".

واضاف برهوم "إن أي انتشار للأجهزة الأمنية بموجب الشق الأمني لخارطة الطريق كما هو حاصل في الضفة الغربية وتحت إشراف (فرايزر) و(دايتون) هو حفظ أمن الاحتلال الإسرائيلي على حساب التوافقات الوطنية وامن المواطن الفلسطيني".

وحذر برهوم من "المساس بالمقاومة الفلسطينية وسلاحها الشرعي وكذلك بالمقاومين الفلسطينيين".