السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء خاص مع خالد العارف أمين سر منظمة التحرير وحركة فتح في صيدا والجنوب اللبناني

نشر بتاريخ: 28/10/2005 ( آخر تحديث: 28/10/2005 الساعة: 11:50 )
بيروت - معا - الفلسطينيون و منذ اللحظة الاولى لاقتلاعهم من ارضهم وديارهم وبياراتهم لم يتركوا وسيلة الا وكانوا السباقين فيها, من أجل عودتهم الى وطنهم وذكرياتهم وجذورهم الممتدة في عمق الارض الفلسطينية. شاركوا في كل الاعمال النضالية التي كانت تقوم فيها احزاب ومنظمات عربية كان الفلسطينيون السواد الاعظم من رجالاتها, لكنهم لم يجدوا ضالتهم في هذه الاحزاب فكانوا السباقين الى الانخراط في صفوف المقاومة و تحت راية الثورة الفلسطينية منذ ارهاصات انطلاقتها الاولى. نتحدث عمّّا يحدث تجاه فلسطين الوطن وفلسطين الشتات واللجوء عبر اجابة امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في صيدا والجنوب الحاج خالد عارف على اسئلة وتساؤلات مراسل معا في بيروت, وكان الحوار كالآتي:

سؤال: هل المخيم الفلسطيني في لبنان يحتاج الى السلاح ؟

جواب : منذ بدء العدوان الاسرائيلي الصهيوني على شعبنا في العام 1948 لم يمر يوم عليه دون مجازر او مؤامرات , فدير ياسين وقبية والسموع والصفصاف وبيت ريما وجنين وهنا في لبنان لم تجف بعد دماء مجزرة صبرا وشاتيلا , سلاحنا الفلسطيني داخل المخيمات له وظيفتان وظيفة سياسية وهي مقاومة الاحتلال الاسرائيلي الذي ما يزال جاثما على ارضنا والدفاع ضد اي اعتداء اسرائيلي صهيوني محتمل علينا, فنحن لانأمن هذا العدو الغادر المجرم الماكر .

سؤال:في حال عدم وجود السلاح كيف يمكن للفلسطيني أن يحمي نفسه داخل المخيم وخاصة وأن هناك حصارا مفروضا على هذه المخيمات في لبنان؟.

جواب:السلاح الفلسطيني لم يفقد وظيفته فوظيفته مقاومة الاحتلال وحماية المشروع الوطني الفلسطيني في اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وبلدهم التي طردوا واقتلعوا منها, والدولة لم تقم لغاية الان والقدس يقضمها شارون بالاستيطان واللاجئون ما زالوا مشتتين في بقاع الدنيا .

سلاحنا باق بقاء قضيتنا الوطنية ونحن نرحب بالحوار مع الاخوة اللبنانيين حول الية تنظيم وجود هذا السلاح, وبالفعل بدأ هذا الحوار والذي لابد وانه يعزز العلاقة ويمتنها مع اخوتنا في لبنان, ولكننا نرفض أن يناقش الملف الفلسطيني من زاويته الامنية فقط, فالملف الفلسطيني يجب ان يفتح بكافة مطالبه وعناصره الحياتية والاجتماعية والحقوق المدنية والاجتماعية والتمثيل الرسمي الفلسطيني عنها يصبح الحوار جادا وينظم هذه العلاقة الاخوية اكثر ويمتنها .

والفلسطيني لديه سلاح اخر فعال ولابد من ان يوظفه في معركته ضد العدو الصهيوني ومن اجل تعزيز الموقف الفلسطيني في كافة المجالات , الوحدة الوطنية الفلسطينية والحوار الفلسطيني الشامل المؤدي الى وحدة وطنية حقيقية بين جميع القوى والفصائل والاحزاب.

سؤال: هل يشكل السلاح الفلسطيني سواء خارج او داخل المخيمات مشكلة او تهديد
للامن اللبناني ؟

جواب: قد يكون السلاح خارج المخيمات غير ضروري ونتفهم اخوتنا اللبنانيين ولكننا نصر على أن مثل هذه الامور لايمكن أن تحل بالتشنج وبالتصريحات المتشنجة, تحل بالحوار الهادئ والمنطقي والذي يراعي مصلحة الشعبين الفلسطيني واللبناني, اما مخيماتنا الفلسطينية فعنوانها سياسي وطني والسلاح فيها له وظيفة سياسية وطنية وللحفاظ على حق العودة ولمنع اي مؤامرة تستهدف حق العودة او فرض التوطين او التهجير على شعبنا, الذي يتوق الى ساعة العودة الى الوطن والاهل والديار .

سؤال:ماهي المبررات التي تسوقها لبنان لرفض فتح سفارة فلسطينة و مزاولة الكثير من
المهن؟

جواب : لاتوجد مبررات واقعية لعدم فتح سفارة فلسطينية في لبنان, ربما هناك اسباب اقليمية او سياسية , ولكننا في الفترة الاخيرة وبعد الزيارات المتكررة للقيادات الفلسطينية الرسمية للبنان لمسنا تطورا ايجابيا خجولا في هذا الاتجاه ولكنه ما زال في طور الوعود في الغرف المغلقة.

الفلسطيني في لبنان محروم من حقوقه المدنية والاجتماعية ومن تملك شقة تأويه واولاده ومحروم من اكثر من 73 مهنة , حتى قرار السيد وزير العمل طراد حمادة والذي نشكره عليه فانه ما زال بحاجة الى متابعة وتنفيذ ليكون قرارا او تشريعا, ويخرج من كونه مذكرة وزارية, وهنا لابد من توجيه الشكر الى الوزير طراد حمادة والى كل من يساهم في رفع الظلم والحرمان عن اللاجئيين الفلسطينين حتى يتمكنوا من العيش بكرامة في انتظار عودتهم الى ارضهم ووطنهم فلسطين.

سؤال: انتم على صعيد القيادة الفلسطينية لهذه المخيمات الفلسطينية, كيف تتعامل معكم القيادة اللبنانية خلال الاجتماعات التي تعقد ؟

جواب :علاقتنا مع الشعب اللبناني تاريخية, حيث امتزج الدم الفلسطيني مع الدم اللبناني دفاعا عن فلسطين وعن لبنان , اما على الصعيد الرسمي اللبناني فانها لم تكن الا وتيرة منتظمة.

سؤال : ما هي المعاناة التي يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني ؟

جواب : كنا ثمنّا ايجابياً مذكرة وزير العمل والتي تسمح للفلسطينين بمزاولة بعض المهن, ولكننا دعونا الى الغاء كافة القوانين التي تمنع على الفلسطيني مزاولة اكثر من 73مهنة وتمنع عنه حقوقه المدنية والاجتماعية وتملك شقة او تورثها لابنائه بعد وفاته, ووقف العمل بمنع ادخال مواد الاعمار للمخيمات الفلسطينية الا باذن مسبق وطلب من مخابرات الجيش, فمخيماتنا بحاجة الى العديد من الخدمات والبنى التحتية التي لم تجر لها صيانة منذ عشرات السنيين, هل يعقل ان تكون شبكة المياة وشبكة المجاري منذ نشوء المخيمات بعد نكبة عام 1948 .

سؤال: لايوجد سلطة او كلمة للسلطات اللبنانية داخل المخيمات ,هل تعتقد أن ذلك الامر قد يؤدي الى توتر علاقتكم مع القيادة اللبنانية, بسب تذمر الكثير من اللبنانيين من ذلك ؟

جواب : نحن اكدنا للاخوة اللبنانيين اننا تحت سقف القانون اللبناني, ولايمكن أن نكون فوق القانون وهذا ما اثبتناه قولا وفعلا في منظمة التحرير الفلسطينية اذا اننا لم نرتض ان تشكل مخيماتنا ملجأ لأي مخالف للقانون اللبناني, فقد سلمنا للدولة اللبنانية العديد من المجرميين الذين فروا يطلبون الاختباء في المخيم والكل يذكر " ابو عبيدة" الذي قتل جنودا لبنانيين وفر الى المخيم, قمنا بالتعاون مع جميع الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية بتسليمه للدولة اللبنانية, ونرفض رفضا قاطعا ما تروج له بعض الفئات المغرضة ضد مخيماتنا بأنها بؤر أمنية, هذه الافتراءات مردودة عليهم ونعرف أن خلفياتها عنصرية حاقدة, فمخيماتنا عناوين سياسية وطنية, ولن نسمح لاي كان ان يفرض علينا التوطين او التهجير .
العلاقة الوطنية اللبنانية الفلسطينية لايمكن لاحد ان يخربها فهي معمدة بالدماء التي سالت وامتزجت دفاعا عن فلسطين ولبنان.

سؤال : هناك قرار صادر عن الامم المتحدة يقضي بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان, كيف تتعاملون مع هذا القرار في طلب منكم تنفيذه ؟

جواب: هناك الكثير من القرارات التي اتخذت وصدرت عن الامم المتحدة تخص القضية الفلسطينية ولم ينفذ منها شيء خاصة القرار "194" القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. ان تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات هو شأن لبناني فلسطيني يمكن التفاهم عليه بالحوار الاخوي بين القيادات الرسمية الفلسطينية واللبنانية , وقد اكد اكثر من مرة الرئيس محمود عباس " ابو مازن " اننا على استعداد للحوار مع الاخوة اللبنانيين ولن نقف عائقا اما السلم الاهلي اللبناني ولن نكون الا عاملا مساعدا في استقرار وازدهار هذا البلد الطيب الذي نحبه ونحترم سيادته وقوانينه.

وبالفعل هناك حوار فلسطيني لبناني حول الملف الفلسطيني برمته, وهناك تحضيرات لانعقاد مؤتمر وطني لبناني فلسطيني يععمل عليه النائب الدكتور اسامة سعد والنائب السيدة بهية الحريري والاخوة في حركة امل وحزب الله.


سؤال: هل تتوقع انفراج قريب في المخيم من قبل السلطة اللبنانية ؟

جواب : اننا على اتصال دائم مع قيادتنا الفلسطينية في الوطن من اجل طلاعهم على كافة المعطيات والاتصالات التي نجريها مع الاخوة في الدولة اللبنانية والذين لمسنا تفهما و تطورا ايجابيا ولو بسيطا تجاه ايجاد حياة كريمة لشعبنا الفلسطيني في المخيمات ورفع الظلم الاجتماعي واعطاء الفسطيني حقوقه المدنية وحقه في تملك شقة تمكنه من العيش الكريم الذي يشكل عاملا مساعدا لدعمه من اجل تمسكه في حقه بالعودة ورفض التوطين والتهجير.