الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة عمل في رام الله حول الإعلام والصحة النفسية في القدس

نشر بتاريخ: 05/05/2008 ( آخر تحديث: 05/05/2008 الساعة: 16:20 )
رام الله- معا- أوصى مشاركون في ورشة عمل حول الإعلام والصحة النفسية في مدينة القدس، اليوم، بزيادة خدمات الصحة النفسية لسكان القدس، ودعم مؤسساتها وربطها ثقافيا مع باقي الأراضي الفلسطينية.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي عقدها "مركز الإرشاد الفلسطيني"، في احد فنادق مدينة رام الله، دعوا فيها إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية التي تهم مدينة القدس، وعمل تحقيقات صحفية تحليلية، والمساهمة في خلق رأي عام وتعبئة بهذا الخصوص، والاهتمام بإبراز نماذج إيجابية أو شبابية.

ركزت التوصيات على أهمية وجود عنوان واضح في القدس، يشكل مرجعية للصحفيين في الوصول إلى المعلومة، والترويج بالبيان والمؤتمر الصحفي للقضايا المطلوب التركيز عليها.

وهدفت الورشة تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والنفسية للمواطنين في مدينة القدس، وخلق رواية فلسطينية تقف بالمرصاد للرواية الإسرائيلية والأجنبية لما يجرى في القدس، والعمل على خلق رأي عام بهدف التغيير، والاهتمام بقضايا الشباب ورسم صورة للبطل النموذج ليكون قدوة للشباب.

واستعرض كل من" مراد عمرو" و"رنا النشاشيبي" من المركز في أحد محاور الورشة، وضع الصحة النفسية في فلسطين وخاصة في مدينة القدس، وواقع الهوية الوطنية الفلسطينية للمجتمع المقدسي، وفي المحور الآخر ناقش الحضور قضايا الإعلام في مدينة القدس.

واضاف عمرو في مداخلته، على الظروف والشروط الحرجة الكثيرة التي تؤثر على الصحة النفسية للفرد والعائلة، موضحا تأثير الإغلاق وعزل القدس عن محيطها في تغيير واقع المدينة السياسي والجغرافي والسكاني.

وشدد على تأثير الجدار والعزل على البناء الاجتماعي لسكان مدينة القدس، في انقطاع تواصل الأسرة سواء النووية والممتدة، وتأثيره على الواقع الاقتصادي لسكان المدينة التي انقطعت عن المحيط البيئي الطبيعي لها، وما نتج عنه من بطالة وضعف الخدمات التي تقدم للعاطلين عن العمل، الغيرمتناسبة مع قيمة الضرائب التي يدفعها المقدسي، إضافة إلى محاصرة المؤسسات المقدسية الأهلية والتي تساهم في توفير بيئة حاضنة في القدس.

وأشار عمرو إلى السياسات الإسرائيلية المدروسة في القدس بهدف دفع شباب القدس للتماشي مع الإسرائيليين أو الخروج من المدينة، إضافة إلى تأثير إغلاق الأفق السياسي في المفاوضات حول وضع القدس.

وقالت النشاشيبي ان المعركة التي تشنها إسرائيل على الهوية الوطنية الفلسطينية للمجتمع المقدسي، بهدف خلخلة نظام المقاومة عند الفلسطيني الذي يستمد قوته وصموده من عدالة قضيته، مضيفة أن هذه الحرب طويلة ومستمرة، وتهدف إلى ضرب الفلسطيني في كل ما يهمه من ثقافة وما هو ذات معنى وصولا إلى ضرب جهاز المناعة والتشكيك بهويته وصولا للقول بغياب شريك فلسطيني للتفاوض، بحجة كونه إرهابيا وعنيفاً وهم يخلقون الأسباب للوصول إلى هذا الهدف بالضغط المستمر لخلق ردود فعل بدائية، مفسرة ذلك بالتأثير النفسي الذي يؤدي إلى غياب التنظيم في حياة الفلسطينيين، وبالتالي التأثير على إنتاجه.

واظهرت النتائج النفسية لهذه السياسات بتماشي البعض مع شخصية الجلاد، خاصة الشباب في مرحلة المراهقة، ورفض الدخول في تنظيم عمل سياسي أو اجتماعي.

وتطرقت الإعلاميتان أبو عاقلة والقواسمي إلى العوائق التي تقف أمام تغطية ما يجري في القدس، العائدة إلى شروط واقعية يمثلها الاحتلال الذي يحاصرها ويعزلها عن محيطها ويمنع الوصول إليها، إضافة إلى أسباب لها علاقة بطبيعة المهنة حيث تتركز وسائل الإعلام في المركز السياسي في رام الله.

وأشارتا إلى غياب عنوان يشكل مرجعية للصحفيين في الوصول إلى المعلومة والعنوان، وضعف الفعاليات السياسية والاجتماعية في المدينة، وهجرة المؤسسات الفلسطينية من القدس، إضافة إلى السياسات العامة للمؤسسات الإعلامية في التعامل مع قضية القدس.