الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاجهزة الامنية والجهاد تبادلوا الاتهامات- اصابة 3 بينهم ناشطان من الجهاد في احداث رافقت تنفيذ الخطة الامنية في قباطية

نشر بتاريخ: 06/05/2008 ( آخر تحديث: 06/05/2008 الساعة: 11:47 )
جنين- معا- واجهت الخطة الامنية التي تنفذها الاجهزة الامنية الفلسطينية في بلدة قباطية جنوب جنين مزيد من العقبات, بعد تبادل الاجهزة وحركة الجهاد الاسلامي الاتهامات حول المسؤولية عن اصابة اثنين من ناشطي حركة الجهاد برصاص الاجهزة الامنية.

وكانت قوات الامن الفلسطيني تعرضت في وقت سابق اليوم الثلاثاء لاطلاق نار من مسلحين مجهولين في بلدة فباطية, ما ادى الى اصابة شاب بجراح خطيرة.

وفيما يتعلق بتطورات الاحداث فقد أصيب ظهر اليوم ناشطان من حركة الجهاد الاسلامي بجراح في قدميهما, عندما أطلقت عليهما اجهزة الامن النار.

وبينما اتهمت حركة الجهاد الاسلامي الاجهزة الامنية باطلاق النار على عناصرها اثناء مرورهم بالقرب من حاجز عسكري, نفت الاجهزة الامنية تعمد اطلاق النار على عناصر للجهاد, قائلة إن الشخصين اللذين اصيبا برصاص الامن حاولا اعاقة تنفيذ الخطة الامنية.

وقال العقيد سليمان عمران قائد منطقة جنين لـ "معا" إن الاحداث وقعت عندما حضر شخصان مدنيان الى مركز شرطة قباطية, وحاولا التدخل للافراج عن شخص كان اعتقل على خلفية مخالفته للقانون, الامر الذي تطور الى قيام احد هذين الشخصين باطلاق النار من مسدس كان يخفيه في ملابسه على قوات الامن التي ردت باطلاق النار ما ادى الى اصابة المسلحين, احدهما في قدميه الاثنتين والاخر في احدى قدميه.

وأشار العقيد عمران الى انه تبين فيما بعد ان الشخصين هما من عناصر الجهاد الاسلامي, نافياً أن يكون اطلاق النار عليهما تم لاسباب تتعلق بانتمائهما التنظيمي.

وفيما يتعلق باحداث الصباح التي وقعت بين عناصر الامن ومسلحين مجهولين اوضح العقيد عمران أن دوريات الامن التي كانت تنتشر صباح اليوم في قباطية تعرضت لاطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين, وردت على مصادر النيران بالمثل, ما ادى الى اصابة شاب كان يتواجد بالقرب من الدوريات الامنية برصاص المسلحين.

وافادت مصادر طبية في مستشفى الرازي بجنين أن الشاب مؤمن فواز باير كميل ( 21 عاما) طالب جامعي, أدخل الى المستشفى مصابا برصاصة في الرأس, تسببت له بشلل نصفي, وتم تحويله الى مستشفى نابلس لخطورة حالته.

ويأتي انتشار قوات الامن في جنين بموجب اتفاق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل برعاية امريكية, حيث تم ادخال 600 عنصر من قوات الامن قبل يومين لحفظ الامن والنظام في المحافظة, ويعتبر الانتشار في بلدة قباطية استكمالا لانتشار سيشمل جميع مناطق محافظة جنين.

وأكد العقيد عمران أن الوضع في قباطية تحت السيطرة, مشيرا الى أن قوات الامن نصبت الحواجز داخل البلدة وعلى مداخلها لتعقب المسلحين الذين اطلقوا النار على قوات الامن وتقديمهم للعدالة.

وجدد التأكيد على ان قوات الامن ستستمر في خطتها الامنية "لحفظ النظام واجتثاث كافة مظاهر الفلتان والفوضى لتكون مدينة جنين وقراها وبلداتها خالية من الفوضى والفلتان الامني".

وأعرب العقيد عمران عن ثقته بتعاون المواطنين مع قوات الامن لانجاح الخطة الامنية, منتقداً بعض المظاهر السلبية التي رافقت انتشار القوات في قباطية كقيام بعض الاطفال برشق الحجارة على الدوريات.

كما اتهم قائد منطقة جنين بعض الخارجين عن القانون بافتعال المشاكل ومحاولة عرقلة مهمة قوات الامن, واصفاً هؤلاء بالفئة القليلة.

وكانت قوات الامن الفلسطيني في جنين اعلنت اعتقال 11 مطلوبا للعدالة وصادرت 20 سيارة غير قانونية اتلفت 3 منها في قرى برقين وبير الباشا ومثلث الشهداء.

يشار الى أن وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس راهنت على اداء الامن الفلسطيني في المناطق التي انتشر فيها مؤخراً, معتبرة في تصريحات اعقبت لقاءها اول امس مع الرئيس محمود عباس ازالة الحواجز العسكرية الاسرائيلية رهنا باداء تلك القوات.

تشكيل لجنة للتحقيق في الاحداث

وفي وقت لاحق اعلن اللواء ذياب العلي (أبو الفتح) قائد قوات الأمن الوطني في الضفة الغربية أن الجهات المختصة في قوات الأمن العام شكلت لجنة للتحقيق في ظروف وملابسات إصابة المواطن البريء في اطلاق النار على قوات الامن.

وأوضح اللواء العلي في مؤتمر صحافي عقده في المقاطعة بجنين أن قوى الأمن دخلت إلى بلدة قباطية فجر اليوم، في إطار حملة (البسمة والأمل) التي تنفذها في جنين لفرض القانون والنظام العام، إلا أنها فوجئت بإقدام مجموعة من المشبوهين والخارجين عن القانون بإطلاق النار بشكل متعمد صوبها، ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين الأبرياء بجروح خطيرة.

وأكد للصحفيين عزم قوى الأمن، قيادة وضباط وعناصر، على تنفيذ المهام الملقاة على عاتقها في تطبيق القانون وتوفير الأمن للمواطنين.

حركة الجهاد تحمل عناصر في الامن المسؤولية

واتهمت حركة الجهاد الإسلامي عناصر من الأمن الفلسطيني "باطلاق النار باتجاه سبعة من قيادات الحركة وذراعها العسكري سرايا القدس في بلدة قباطية وأصابة اثنين من بين المستهدفين".

وقالت الحركة على لسان احد قياداتها في بيان وصل "معا" نسخة عنه: "إن قيادات الحركة والسرايا كانوا يمرون الساعة 12.45 من ظهر اليوم من أمام إحدى النقاط للأمن الفلسطيني عندما قام مسلح بإطلاق النار باتجاههم بشكل مباشر، مما أدى لإصابة اثنين من المجاهدين عرف من بينهم تيسير خزيمية أحد القادة المحليين للحركة في البلدة فيما يتم التحفظ علي هوية الآخر لأسباب أمنية بحتة حيث أنه من أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال".

وأضاف البيان "أن القادة المستهدفين كانوا يقومون بجولة في البلدة لمحاولة جمع مخاتير العشائر مع قيادة الأجهزة الأمنية لتفادي أي إشكاليات قد تحدث في المستقبل بين المواطنين والسلطة كما حصل صباح اليوم، إلا أنهم تفاجأوا بإطلاق النار اتجاههم واستهدافهم بهذا الوابل من الرصاص الذي كان يستهدفهم في الأجزاء العليا لأجسادهم".

وطالبت حركة الجهاد السلطة الفلسطينية "للوقوف فوراً عند مسؤوليتها"، مؤكدة "أن الحركة والسرايا لن تقف مكتوفة الأيدي وأن هذه الحادثة هي بمثابة الشرارة للمس بسلاح المقاومة وهو ما لم ولن نوافق عليه مهما كلفنا الأمر".

وكانت حركة الجهاد الإسلامي نفت في بيان سابق أن يكون لأي من عناصر الحركة دور في الاشتباكات التي شهدتها بلدة قباطية.

وقال مصدر في الحركة في تصريح صحفي له "إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن أن عناصر من الجهاد الإسلامي يشتبكون مع السلطة الفلسطينية هو نبأ عارٍ عن الصحة".

وأضاف المصدر " أن بعض المسلحين من العائلات قاموا بإطلاق النار باتجاه عناصر أمن السلطة".

وقال المصدر في ختام تصريحاته: "إن الحركة تقود في هذه الأثناء وساطة لحل الخلافات، وتكليف أشخاص من المخاتير وقيادة السلطة للتنسيق فيما بينهم لمنع أي أحداث قد تحدث في أي وقت مقبل".