الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مبعدو كنيسة المهد- قصة المكان المناسب والزمان غير المناسب

نشر بتاريخ: 06/05/2008 ( آخر تحديث: 06/05/2008 الساعة: 18:01 )
بيت لحم- تقرير معا- لم يعد خافيا على احد أن أسوأ أشكال الغربة هو الغربة في داخل الوطن ، هو الرحيل عن منزلك وأطفالك وعائلتك وعملك وأنت في داخل وطنك.

وهذا هو حال مبعدي كنيسة المهد إلى قطاع غزة ، ومعظمهم ليسوا مطاردين وليسوا من حملة السلاح وليسوا ممن تتهمهم إسرائيل بتنفيذ عمليات ضد الاحتلال.

فحين اجتاحت إسرائيل بيت لحم قبل ست سنوات أي في العام 2002 هرب الناس فرادى وزرافات للاحتماء من الدبابات والمروحيات الإسرائيلية ، احتموا بدور العبادة والمساجد ودار البلدية والكنائس وقد اقتحمت إسرائيل دار البلدية واعتقلت كل من احتمى بها ولكنها أفرجت عنهم بعد أربعة أيام ، ثم اقتحمت المساجد واعتقلت من احتمى بها وافرجت عنهم بعد عدة ايام ومثلها كنيسة السريان وكنائس اخرى وهكذا دواليك .

اما في كنيسة المهد فقد اعتمدت اسرائيل باب الانتقام الشخصي من كل شخص احتمى فيها ، ويبدو ان قصة كنيسة المهد بحد ذاتها صارت تعني للامن الاسرائيلي اعتبارات خاصة.

وبالفعل فقد شتتت اسرائيل شمل الذين احتموا بها، وابعدت 13 منهم الى اصقاع الارض، وابعدت 28 منهم الى قطاع غزة واعتقلت الكثيرين وعاقبت اخرين.

وبعد ست سنوات يمكن القول أن إسرائيل أبعدت الى اوروبا كل من اعتقدت انه نفذ عمليات ضدها، ونفت الى قطاع غزة (كل من لم يعرف الامن الإسرائيلي ماذا سيفعل بهم لانهم لم ينفذوا عمليات ضد اسرائيل وانهم فقط تواجدوا في كنيسة المهد او لانهم ينتسبون لعائلات قاتلت الاحتلال).

بعد ست سنوات من الإبعاد، وبعد أن شملت صفقات العفو بين السلطة واسرائيل المطاردين في الضفة الغربية، لم يعد هناك أي مبرر اخلاقي او سياسي او امني لبقاء ملف المبعدين من كنيسة المهد مفتوحا، ومن الجدير اغلاقه بسرعة ومنح هؤلاء فرصة انسانية للقاء اولادهم وعائلاتهم بكل كرامة واحترام.