الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الغول: العملية التفاوضية الجارية تحولت إلى عبء على القضية الوطنية

نشر بتاريخ: 07/05/2008 ( آخر تحديث: 07/05/2008 الساعة: 18:08 )
غزة - معا - أكد كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أهمية المقاومة في فعل الشعب الفلسطيني باعتبارها مقرة في المواثيق الدولية ومشرعة دوليا.

وأوضح الغول خلال ورشة عمل بعنوان"المفاوضات والمقاومة-البحث عن مقاربات جديدة" نظمها المركز الفلسطيني للأبحاث والدراسات-بدائل، في قاعة فندق الكومودور بغزة أن المقاومة خيارا متفق عليه وطنيا ويشكل المسار الأساسي والتاريخي للشعب الفلسطيني وقواه، وجسد نفسه بكل هذا الحجم من التضحيات والآلام العظيمة وحافظ على الأهداف والتطلعات.

ولفت الغول إلى أن الشعب الفلسطيني في مواجهه صراع شامل يستهدف كافة أساسيات الوجود المادي والسياسي والاجتماعي، وان المشروع الاسرائيلي في تناقض وجودي مع الشعب الفلسطيني، ومع تطلعاته الطبيعية والوطنية والإنسانية الحالية والمستقبلية، مبينا في ذات السياق أن صراعنا ليس على قطعة أرض احتلت من دولتنا المستقلة بل إنها مسألة تتعلق بمصيرنا الوطني وحقوقنا، وعناصر بقاؤنا ومستقبلنا.

وأكد الغول أن المقاومة بكافه أشكالها وتضحياتها هي المكون الرئيسي من معادلة القوة والصراع مع ضرورة التناغم مع الشكل التفاوضي والدبلوماسي وفق برنامج متفق عليه، وان المقاومة حتى تصل لأهدافها تتطلب حشد كل الطاقات الوطنية مهما بدت صغيره وجلب كل الدعم الممكن إقليمياً ودوليا في إطار استراتيجي شامل ومن على قاعدة الفهم لواقع التشتت الفلسطيني جغرافيا واجتماعيا وأدوارا، ولواقع التشابكات الإقليمية والعالمية في هذا الموقع.

وقال الغول "إن أي استعراض لمسيرة التفاوض مع الاحتلال يشير بوضوح أن نتائج هذا التفاوض حتى الآن هي لصالح الاحتلال ابتداءً من اتفاق أوسلو مروراً بخارطة الطريق وانتهاءً بالوضع الحالي، فإسرائيل وبحكم امتلاكها لعناصر القوة فرضت الشروط التي تريدها، وحولت كل الاتفاقيات معها إلى اتفاقيات أمنية في الجوهر"، وأضاف "أن العملية التفاوضية الجارية تحولت إلى عبء على القضية الوطنية، وان كل مجرى التسوية تحول إلى مجرد سلسلة من الإعلانات التي لا تمتلك قيمة فعلية، وهي تغطي الصراع الجاري على ارض الواقع من قمع وعنف إلى استيطان وحصار".

وأوضح الغول أن المقاومة والمفاوضات كل منهما بحاجة لشروط من اجل دفع الاحتلال للتراجع في نطاق الأهداف المرحلية، أو عدم السماح له بتحقيق مكاسب إضافية، وتتمثل شروط المفاوضات أولا في مرجعية وطنية محددة وهي منظمة التحرير الفلسطينية كإطار مؤسساتي وديمقراطي جامع للطاقات والقوى السياسية والمجتمعية في الداخل والشتات، ويجب العودة لاتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى) لإعادة ترتيب الوضع الداخلي بشكل فاعل وجدي بما يضمن إنهاء احتكار القرار واحترام التنوع الفلسطيني، وكذلك الوحدة الوطنية القائمة علي الأهداف والثوابت المتفق عليها وطنيا، بالإضافة لمقاومة فاعلة ومؤثرة ضمن إستراتيجية وطنية تخدم الأهداف وتتوافق معها، إلى جانب ذلك نحتاج لتنظيم وتعبئة إمكانياتنا لتعزيز قوة المجتمع وتوفير مقومات صموده، وكشرط أخر يجب أن يكون هناك شرعية ومرجعية قانونية دولية لتثبيت وضمان حقوقنا وحماية مجتمعنا من التغول الإسرائيلي.

وشدد على أن الربط بين أشكال الكفاح واقع ضروري في ظل الصراع الشامل الذي نواجهه، وفي ظل عناصر القوة المتوفرة وتشابكات الصراع إقليمياً ودولياً، وقال "نحتاج مقاومة تساهم في حفظ وجود وطاقة الشعب وحماية أهدافه في إطار تفاهم وطني عام، ومتفاعلة مع الأشكال الأخرى بما فيها التفاوض وفقا لبرنامج متفق عليه وطنيا، ونحتاج كذلك إلى مفاوضات تستند على حقوق الشعب كما أقرت، وتخدم الهدف فعلاً وليس إلى ممارسه لتعزيز التراجع".

وقال الغول "إن إعادة ترتيب الأوراق الفلسطينية يتطلب مغادرة مسار المفاوضات الجارية باعتبارها وصلت إلى طريق مسدود، وإعادة الاعتبار للمؤتمر الدولي ذو الصلاحيات تكون مرجعيته الأمم المتحدة وقراراتها، وهدفه إنفاذ هذه القرارات، وكذلك العمل على إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة استنادا إلى المبادرات الوطنية التي قدمت بهذا الخصوص، وترشيد العمل العسكري بحيث تتولاه مرجعية سياسية وقيادة عسكرية مركزية تقوم بإدارة العمل العسكري وتكتيكاته وفق رؤية متفق عليها وطنيا، بالإضافة لإعادة الاعتبار للعمق العربي والدولي والخروج من دائرة السيطرة الأمريكية والإسرائيلية، وتفعيل وثيقة الوفاق الوطني واتفاقيات القاهرة.