في مهرجان ثقافي نظمه مركز بناة الغد:الحصار وأزمة الوقود يطغيان على كتابات الاطفال في خان يونس
نشر بتاريخ: 07/05/2008 ( آخر تحديث: 07/05/2008 الساعة: 19:22 )
خانيونس-معا- طغت قضية الحصار وأزمة الوقود على كتابات الأطفال في مهرجان ثقافي بخان يونس وسجل الأطفال عبر قصصهم معاناتهم بسبب ما ترتبت عليه ازمة الوقود ،،وكتبوا بانفاس متنهدة تنديدهم بالحصار، وذيلوها بتساؤلات مؤلمة :" اين حقوق الأطفال ، ولما تسحق الطفولة في غزة ؟ وما هو مستقبلنا ؟ ولما يصمت العالم، حين يرتفع صوتنا بالصراخ ؟؟.
وكتب وسيم المصري " 13 عاما" ومجموعة من الأطفال قصته حول معاناتهم في الطريق الى المهرجان حيث السير لمسافات طويلة تحت الشمس ، وفي طرقات مليئة بالقمامة والحاويات ،وظروف نفسية سيئة .
بينما رسمت لينا الآغا " 14 عاما" وأخريات بالكلمات ،طريق المذاكرة الشاقة في أجواء الحصار على ضوء الشمعة وذلك في قصتها "دراسة على ضوء خافت " ورصدن خوف الأباء على مستقبل أبنائهم الطلبة .
ويقول المصري الذي يطمح إلى تأسيس مؤسسة لحقوق الانسان :" كتبنا لنعبر عن رأينا فيما يدور حولنا، فالحصار وانقطاع الكهرباء والوقود هاجسنا الوحيد، ويشكل مصدر قلق لنا وأسرنا ونحن على أبواب امتحانات نهاية العام ، ويضيف :" حلمي ان أصبح مديرا لمؤسسة تعنى بحقوق الانسان كي أدافع عن الفلسطينيين .
من جهته ، يقول محمود ماضي أحد المنشطين بالمهرجان لقد انتج الاطفال قصص مصورة وكتبوا بانفسهم احداثا يمرون بها في طريقهم ، ويضيف:" موضوع القصة لم يقفوا امامه كثيرا فكل ثانية تحمل خوف وقلق وتحد بآن واحد ،تمنحهم فكرة جديدة في حياتهم وكلها كانت ترتبط بظروفهم المعيشية وبالحصار الذي ضرب عليهم وانعكس سلبا على أحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية .
ورسم الفتى فادي أبو موسى" 14 عاما" طوابير للمواطنين أمام أمام محطة للوقود وكتب عليها " نأسف لا يوجد وقود " .
وكان مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بخانيونس قد نظم المهرجان الثقافي للعام 2008 تحت شعار " بين دفتي كتاب، فضاء يجمعنا " بحضور أ. حسام شحادة مدير بناة الغد وأ. عبد المجيد الزطمة مدير مديرية التربية والتعليم بمحافظة خان يونس وأ. توفيق شحادة مدير منطقة خان يونس التعليمة بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا" والمنشطين العاملون بالمركز وحشد من الطلاب والطالبات والمدرسين من مدارس خان يونس .
وقال حسام شحادة بعد ترحيبه بالمشاركين :" المهرجان يشكل مساحة لتعبير الأطفال عن رأيهم ،وتفريغ انفعالاتهم عبر الكتاب وتشجيع القراءة بمشاركة المؤسسات التعليمية العاملة في محافظة خان يونس "، مشيرا ان المؤسسة تعمل جاهدة للارتقاء بمستوى القراءة والكتب عبر الأنشطة المختلفة ،منتقدا صرف اهتمامات شرائح مختلفة من المجتمع عن القراءة الى الاهتمام بتقنيات التكنولوجية المتعلقة بأخر صيحات الجوالات والبرامج الالكترونية ، مؤكدا تراجع القراءة والكتاب بشكل عام في الوطن العربي ، وفي فلسطين خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها.
بدوره قال عبد المجيد الزطمة بأن الأطفال من حقهم ان يعيشوا حياتهم كأطفال العالم ويتمتعو بأجواء اللعب ،والقراءة، مشيرا ان العالم ينظر لأطفال فلسطين انهم ارهابيين ولكنهم مع التحدي والاصرار يثبتون انهم قادرون على صنع المستحيل ، مؤكدا ان وجودهم اليوم ومشاركتهم ، رغم الحصار وصعوبة المواصلات ،دليل على انهم يملكون ارادة قوية تجعلهم يتخطون الصعاب التي يمرون بها مثمنا دور الجمعية في رعاية الأطفال ودعم أفكارهم المبدعة والاهتمام بقدراتهم وامكانياتهم .
وأثنى توفيق شحادة على جمعية الثقافة والفكر الحر ودورها في بناء جيل المستقبل عبر تزويده بوسائل المعرفة وصقل شخصيته من خلال انشطتها المختلفة .
وقال علي الشنا منسق المهرجان بأن المهرجان يهدف الى تشجيع عادة القراءة بين الفتيان وربط الكتاب بالأشياء التي حولنا وذلك عبر صنع أشياء كحامل الكتاب او ارفف للكتب لحفظها باستخدام خامات البيئة "، مشيرا ان المهرجان الذي افتتح بتلاوة القرآن الكريم ،تضمن خمس فعاليات واستمر لمدة يومين منفصلين أحدهما للفتيان والأخر للفتيات من سن" 13- 17 عاما " وشملت الأنشطة على" كتاب الكتروني" للمنشط حمدي ابو ناهية وهو تجميع لقصص الفتيان وتحويلها عبر استخدام تقنية الحاسوب إلى شكل " كتاب الكتروني " وكتابي في يدي " يقوم عليه المنشط "والفنان التشكيلي اياد الصوالحي وهو عبارة عن تصنيع دفتر ملاحظات ومذكرات للطلاب يعبرون فيه عن أفكارهم ،وذلك من خامات البيئة ، و"الراوي" ينفذه الشاعر يوسف القدرة وهو تدريب الطلاب على كيفية رواية الحكاية الشعبية الفلسطينية بأصواتهم وتسجيلها على سي دي . و"قصتي " لمحمود ماضي وتضمن كتابة قصص من تأليف الطلاب ورسم أحداثها .
ولفت الشنا ان نحو 150 طالبا وطالبة شاركوا في المهرجان موزعين على 11 مدرسة من محافظة خان يونس . ويذكر ان المهرجان الثقافي قام على العمل فيه والتنسيق الفتيان " محمد توفيق الحاج و معاذ العارور وعمر قنن ومحمد نصر الدين وعبد الله ابو حدايد وهم طلاب مدرسة ذكور خان يونس الاعدادية ب للاجئين .