زيت الطهي" السيرج" ذهب أصفر في غزة يظهر كبديل للوقود.. فعّال في تشغيل السيارات ومدمر للبيئة
نشر بتاريخ: 08/05/2008 ( آخر تحديث: 08/05/2008 الساعة: 10:12 )
غزة- معا- زجاجات مصطفة على زوايا الشوارع وفي الازقة وحتى على جزر الطريق بين الأرصفة, باتت تثمن تماما كالذهب الاسود ولكن بلون اصفر, زيت الطعام والقلي المعهود على رفوف المطابخ في البيوت أصبح هو الرمق الاخير الذي يصارع به اصحاب التاكسيات والسيارات في قطاع غزة لكسب قوتهم او تسيير اعمالهم, غير مدركين لمدى عمق الضرر الناجم عن استخدامه بدلا من البنزين والسولار, فلهم هو انفراج بسيط في ازمة دامت طويلا, وللبيئة هو تلوث حاد يهدد أوجه الحياة البشرية.
"مصائب قوم عند قوم فوائد", عبارة تنطبق تماما على حال "أبو حسن" صاحب أحد المحلات لبيع المواد الغذائية والذي تضاعف ربحه جراء ازمة الوقود نتيجة للاقبال الكثيف على انواع الزيت التي تصلح لتشغيل بعض انواع السيارات.
"اصبحت اليوم ابيع اكثر من 200 كرتونة من زيت القلي لاصحاب السيارات, وهذا ضاعف ربحي بشكل ملحوظ لدرجة انني لا احفل ببيع المواد الغذائية قدر انشغالي ببيع زيت السيرج!".
وأضاف "بلا شك رائحة زيت الطهي الذي يستخدم لتشغييل السيارات خانقة! وسببت لي اعياء شديداً في الفترة الاخيرة, ناهيك عما اصاب اطفالي الصغار, فهو ملوث خطير للبيئة ولكن ما من حل اخر !".
من جهته قال المواطن "ابراهيم" احد اصحاب تاكسيات الاجرة التي تعمل على زيت الطهي: "سعر زيت الطهي ارخص بكثير من الاسعار الجنونية التي نشهدها اليوم عند البحث عن كمية ضئيلة من السولار وهذا ان وجدت اصلا, وهو يعمل بشكل جيد تماما مثل السولار, وخطره الوحيد على البيئة ولا استطيع ان اجد حلا اخر لمشكلة انقطاع الوقود سوى تشغيل سيارتي بزيت الطهي (..) اسمع الناس يشكون من رائحة الشوارع التي باتت تشبه لحد كبير رائحة مطاعم الفلافل ومطابخ البيوت!, ولديهم الحق بذلك فالرائحة لا تطاق ولكن اعود لاقول ما باليد حيلة".
من جانب اخر حذرت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان- في مؤتمر صحفي لها- من التداعيات البيئية والصحية الخطيرة الناتجة عن استخدام عدد كبير من السائقين زيت الطعام 'السيرج' لتشغيل مركباتهم، في ظل أزمة الوقود الناتجة عن منع السلطات الأسرئيلية تزويد قطاع غزة بكميات الوقود اللازمة.