الاحتلال انسحب بعد هدم سبعة منازل:خانيونس تعيش "نكبة جديدة " في الذكري الستين للنكبة
نشر بتاريخ: 08/05/2008 ( آخر تحديث: 08/05/2008 الساعة: 23:30 )
غزة- معا -بعض شرائط القماش الممزقة وفتات من أثاث منزلي , كان كل ما تبقى من سبعة بيوت هدمها الاحتلال الإسرائيلي أثناء اجتياحه الأخير لمنطقة عبسان الصغيرة بمدينة خانيونس اضافة لهدم 5 منازل اخرى و13 بشكل جزئي و 7 مزارع للدواجن في نفس المنطقة , كلها تعود لعائلة واحدة تم محاصرة أفرادها من نساء وأطفال لأكثر من 6 ساعات تحت تهديد السلاح وسيل من الرصاص والقنابل اليدوية , مما لم يدع مجالا للشك لدى عائلة الدغمة أنهم هالكين لا محالة .
و قالت سهير الدغمة " حاولنا الفرار بعدما سمعنا صوت طلقات الرصاص نحو المنزل لكن الدبابة الإسرائيلية باغتتنا عند بوابة المنزل , عدنا لنحاول الخروج من الباب الخلفي فأمسك بنا عدد من الجنود وأمطرونا بكيل من الشتائم والسباب والاهانات وبقينا على هذا الحال عدة ساعات , لم يهتموا لبكاء الأطفال أو الذعر في عيونهم وعاثوا بممتلكاتنا كل أنواع الخراب والدمار "
وأوضح رامي طلال محمد الدماغ :" لقد هددوا ابنتي ذات السنة والنصف بالقتل ان لم تكف عن البكاء , لم يبقوا شيئا من المنزل سوى الحطام , زوجتي وابنتي حديثة الولادة كانتا عالقتين مع آمي وجدتي في منزلنا هذا الذي طاله جزء من الدمار بينما البيتين الآخرين الذين يعودان لامي وجدتي تم تدميرهم بالكامل والآن لا اعرف كيف سيأوينا جميعا هذا الركام المتبقي ! "
وقالت آمنة محمود الدغمة :" لقد وضعت كل ما املك في بيتي والبيت الذي بنيته لابني , وبيوم واحد عاثوا فسادا في الثلاث بيوت , لم يرحموا لا الحجر ولا الشجر , حتى أنهم سرقوا مصاغ الذهب الذي كنت املكه أنا وزوجة ابني ولم نستطع أن نستعيد أي شيء منه ! من سيعوض لنا هذه الخسائر الفادحة . نحن نعايش نكبتين واحدة نحيي ذكراها الستين والثانية تتكرر كل يوم هنا !! في كل يوم نكبة ! "
في البيت المجاور تعالت صيحات الوداع واغرورقت العيون بالدموع أثناء تشييع جنازة الشهيدة وفاء شاكر الدغمة والتي أعدمها الجيش الإسرائيلي أثناء التوغل بمنزلها وأمام مرأى عيني ابنتها ذات الاثنى عشر عاما .
وأفادت شقيقة الشهيدة :" لم أصدق أنهم قتلوا أختي التي لا ذنب لها ! فهي مربية أجيال ومدرسة أطفال لم تقترف ذنبا وقتلت ببيتها أمام ابنتها وابنها الرضيع ! , حتى أنهم وضعوا أكياس القمامة عليها بعد قتلها بدم بارد دون ان تأخذهم رحمة بأطفالها الذين شهدوا إعدامها "
من جانبه أفاد حماد الرقب : "أن إسرائيل لا تحافظ على حقوق الانسان أو حرمة الموتى فاليوم نشهد جريمة جديدة ترتكب بحق أم قتلت وسط أبنائها ومقبرة نبشت وأكثر من مائة بيت يدمر حتى باتت البنية التحتية مدمرة بشكل كامل في المنطقة , فإسرائيل تحيي النكبة بنكبة أخرى على ارض الواقع لذا فلا مقام لنا ألا بدحر هذا العدوان الظالم عن أرضنا "