الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال ندوة شمال غزة - وليد العوض :استمرار الانقسام يفتح الطريق لنكبة جدي

نشر بتاريخ: 09/05/2008 ( آخر تحديث: 09/05/2008 الساعة: 17:41 )
غزة- معا- قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ان الحركة الصهيونية لم تقم فقط بسرقة ارض بلا شعب كما يدعون فحسب ، بل سرقوا على دولة كانت مؤسساتها قائمة على الأرض كان شعبها يسعى لاستقلاله فطردوا سكانها في أوسع عملية تطهير عرقي منذ الحرب العالمية الثانية وكما تشير مجمل الأبحاث والدراسات فقد اغتصبوا دولة كانت قائمة بمؤسساتها المختلفة تخضع للانتداب بريطانيا التي حرمت أهلها من حقهم في الاستقلال ،،

جاء ذلك خلال ندوة جماهيرية حاشدة حضرها عدد كبير من المختصين و أصحاب الرأي نظمتها اللجنة الوطنية العليا بالتعاون مع هيئة العمل الوطني في محافظة شمال غزة مساء امس الخميس 8-5-2008 تحضيرا للمهرجان الوطني الكبير يوم الخامس عشر من أيار في مخيم جباليا

واشار العوض الى ان قوى الاستعمار العالمي التي تواطأت مع الحركة الصهيونية ومشروعها العنصري ووفرت لها كل فرص وعوامل النجاح من السلاح والعتاد وإقامة معسكرات التدريب والتجنيد علاوة على تسهيل حركة الهجرة لاستيعاب الاف يهود في العالم وإسكانهم في فلسطين ،في الوقت الذي حرمت فيه اصحاب الأرض الحقيقيين من أي وسيلة للدفاع عن حقوقهم في مواجهة الخطر الداهم وقد ساعدت هذه التسهيلات الحركة الصهيونية من تحقيق نجاحات هامة لمشروعها في اغتصاب وطن وتهجير الشعب الذي ابدى مقاومة باسلة في محاولات بطولية لمنع ذلك.

وشدد العوض على ان العصابات الصهيونية قد جاءت وفقا لما تؤكده العديد من الأبحاث والدراسات لتقيم مشروعها الاحلالي على أنقاض ألف وثلاثمائة تجمع فلسطيني كان قائم يبلغ عدد سكان الواحد منها انذاك عدة الآلاف في عام 1945 وقد شنت عصاباتهم المعروفة الارغون وشتيرن والهاغناة حربها الوحشية وحملات الإبادة والتطهير والعرقي ضد شعبنا الفلسطيني الاعزل إلى أن تمكنت هذه العصابات في منتصف أيار عام 1948 من سرقة الوطن وهو ما نسميه عن حق( بالنكبة الكبرى) التي حلت بشعبنا،

وفي معرض حديثه على النكبة استعرض العوض ما شارات له سلسلة من الدراسات التي تؤكد ان الصهاينة سرقوا الوطن وأقاموا كيانهم على مؤسسات دوله كانت قائمة بذاتها لعب الانتداب دورا تآمريا بغيضا في حرمان شعبها من الاستقلال كما نصت كل صكوك الانتداب،واشار في هذا السياق إلى أن الصهاينة بنوا دولتهم على مؤسسات دولة قائمة بعد ان اغتصبوها فقد كان في فلسطين إبان الانتداب1700 منشأة حكومية من نوادي ومباني ومؤسسات للصناعة وغيرها بالاضافة 500 مؤسسة عاملة في مجالات عدة ، وتميزت فلسطين بموقعها الجغرافي المتميز الذي كان يربط البلدان المجاورة بشبكة من السكك الحديدية حيث كان فيها 41 محطة للقطار و700 كيلو متر من سكك للحديد، إضافة إلى 31 مطاراً و 6000 كيلو متراً من الطرقات المعبدة و37 معسكراً للجيش البريطاني سلمت بمعظمها ومعداتها للصهاينة الذين استخدموها في حربهم لإبادة شعبنا وتهجيره عن وطنه. وفي هذه النكبة أيضا استولت إسرائيل على 2000 معلم تاريخي من المساجد والمقابر والاديره والكهوف ومراكز الآثار، كما كانت فلسطين غنية أيضا بمصادر المياه وعذوبتها حيث توفر فيها آنذاك 3650 مصدراً للمياه، وللسيطرة على كل هذا فقد استخدمت العصابات الصهيونية كل وسائل الاباده من قتل وتدمير واغتصاب وحرق الناس وهم أحياء كما حدث مع أهالي طيرة حيفا جريمة التطهير العرقي وقد أثبتت الدراسات التي صدرت مؤخراً بما فيها تلك التي صدرت عن الكتاب الإسرائيليين والباحثين بعد أن استفاقت ضمائرهم فأشاروا إلى أن 90% من القرى الفلسطينية نزح سكانها الذين مثل عددهم آنذاك 52% تحت وطأة التعرض لهجمات عسكرية تمت أثناء وجود الانتداب البريطاني وتحت حمايته ومع حلول شهر أيار عام 948 و الإعلان رسمياً عن قيام إسرائيل تم طرد النسبة المتبقية التي تمثل 42% من السكان وقد استكملت إسرائيل طرد العدد المتبقي الذي يمثل 6% بعد اتفاقات الهدنة التي أعقبت قيامها.
وبين العوض في الندوة الجماهيرية الحاشدة أن العصابات الصهيونية ارتكبت في حربها ضد شعبنا أبشع المجازر التي عرفتها الإنسانية حيث دمرت أكثر من 700قرية ومحله وارتكبت ما بين عامي 1947- 949 فقط 247 حادثة قتل وأباده منها 141 مذبحة تعتبر 70 منها في إطار المذابح الكبرى و 71 في إطار المتوسطة ونلاحظ ان الإرهاب الغير مسبوق الذي نفذته العصابات الصهيونية مكنها عام 1948 من إتمام حلقات مهمة من فصول مؤامراتها القاضية باحتلال فلسطين وطرد أهلها الذين تحولوا إلى لاجئين فاق عددهم هذه الأيام ستة ملايين لاجئ تناثروا في اتجاهات متعددة إلى كل من لبنان والأردن وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة والى العديد من دول العالم الأخرى، من خلال ما تقدم فان لغة الأرقام التي اشرنا لها أعلاه والعديد مثلها تختزنه الأبحاث والدراسات يبين أن إسرائيل سرقت دولة قائمة بذاتها وشردت شعباً بغالبيته وقلبت حياته رأسا على عقب.

وقال العوض ان شعبنا الفلسطيني يستعد هذه الأيام لاحياء ذكرى النكبة التي ما زالت جرحا غائرا في الجسد الفلسطيني و بالرغم من مضى ستة عقود من الزمن على وقوعها وما تركته من آثار على حياة شعبنا فانه لم ولن يستسلم للوقائع التي فرضتها ا إسرائيل كنتاج للنكبة المؤلمة وما زال يخوض مسيرة كفاحية متواصلة كافح خلالها من اجل الحفاظ على حق العودة واسقط العشرات من مشاريع التوطين وتمكن إعادة إبراز هويته الوطنية و كيانه المعنوي و السياسي بفعل التضحيات الكبيرة منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية التي شكلت ذروة التحدي الفلسطيني في مواجهة النكبة وقد استطاع شعبنا عبر ممثله الشرعي والوحيد الوصول إلى كافة المحافل الدولية لكسب التأييد لحقوقه الوطنية المشروعة، وبناء كينيته السياسية الموحدة التي مثلتها نشأة منظمة التحرير الفلسطينية وتنامي دورها ومكانتها على كافة الأصعدة كما حظيت باعتراف عربي و عالمي بتمثيل لشعبنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى وكسبت تأييد العالم لحق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعودة لاجئيه الذين شردتهم الكنبة قبل ستين عاما ، وخلال العقود الطويلة من التضحية و العطاء المتواصل عكس نضال شعبنا وكفاحه المتواصل إصراره وتصميمه على نيل حريته واستقلاله والعيش بحرية وكرامة ، ومن اجل ذلك قدم على هذا الدرب،،درب الحرية والعودة والاستقلال ،، مئات الالاف من الشهداء و الجرحى والأسرى و المشردين وعلى درب التضحيات هذا ما زال شعبنا البطل يخوض نضاله الدءوب من اجل عودة لاجئيه الذين شردوا من ديارهم عام 1948 مستندا لقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 194 القاضي بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم،

وحذرعضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض في حديثه الشامل من وجود ملامح نكبة جديدة تلوح في الأفق ستكون تداعياتها لو تحققت لا قدر الله اكبر كثيرا من تداعيات نكبة عام 1948 ، تبرز ملامحها لكل متتبع من خلال تصعيد العدوان الإسرائيلي بكافة إشكاله ومواصلة الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري الذي يلتهم58% من أراضي الضفة الغربية وتقطيع أوصالها إلى معازل يصعب التواصل بينها وإقامة حزام استيطاني واسع يعزل القدس عن الأراضي المحتلة عام ويترافق كل ذلك مع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة وقطع إمدادات الوقود على سكانه الذين باتوا على شفى كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من مليون ونصف فلسطيني

واستطرد العوض مشددا ان ما يزيد من هذه المخاطر يتمثل في استمرار حالة الانقسام الحاد الذي يعصف بالوضع الداخلي الفلسطيني ويهدد المشروع الوطني الفلسطيني ويهدد في حال استمراره مجمل القضية الوطنية الفلسطينية ويفتح الطريق كما أشرت إلى نكبة أخرى غير التي صنعها الأعداء عام 1948 بل بمساهمة فلسطينية خالصة وبإصرار اعمي لم يعد مفهوما من قبل أقطاب الانقسام الذين يصرون على تجاهل هذه المخاطر رغم وضوحها وضوح الشمس وطرح العوض اما الجمهور تساؤلا مشروعا لمصلحة من استمرار ذلك والى متى تستمر سياسة الهروب للإمام من استحقاقات إنهاء الانقسام بما فيها تجاهل المبادرات الداعية لذلك،
ودعا العوض في ختام حديثه خلال الندوة التي استمرت لاكثر من ساعة ونصف الجميع الى تغليب المصلحة الوطنية العليا والعمل على مواجهة المخاطر والتحديات بما يتطلب وقف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي واشتراط استئنافها بوقف العدوان والاستيطان مشيرا الى ان حكومة اولمرت باراك تتخذ من هذه المفاوضات غطاءا لاستمرار استيطانها

كما شدد في الوقت نفسه على ضرورة الإسراع في مغادرة هذه الحالة المؤلمة من الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية و التعامل الايجابي مع كافة المبادرات المطروحة وتنفيذ كل ما يساعد على تطبيقها بما يفتح الطريق للبدء بحوار وطني شامل لمعالجة مختلف جوانب الأزمة الفلسطينية وفق وثيقة الوفاق الوطني وإقامة حكومة انتقالية متوافق عليها وإعادة وحدة النظام السياسي بمؤسساته كافة و تحضر لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعه وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل ومعالجة ملف منظمة التحرير وفق لما نص عليه اتفاق القاهرة آذار 2005 ان ذلك وحده يمكن أن يغلق الطريق على مخاطر وقوع نكبة جديدة تبدد مشروعنا الوطني ويعيد الأمل المفقود للمواطن الرازح بين مطرقة الاحتلال وسندان الانقسام

وفي ختام الندوة أكد الحاضرون على الاستمرار في التحضيرات لاحياء الذكرى الستين للنكبة وحشد الجماهير الفلسطينية في المهرجان الكبير المقرر يوم الخامس عشر في مخيم جباليا كرسالة رمزية تؤكد على ان راية العودة ستبقى خفاقة لحين عودة اللاجئئين الى ديارهم