الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تتحول أزمة الغاز بغزة إلى" ثورة" على غرار " ثورة " رغيف الخبز في مصر ؟

نشر بتاريخ: 09/05/2008 ( آخر تحديث: 09/05/2008 الساعة: 18:17 )
خان يونس- معا-منذ تشديد الحصار على قطاع غزة، منتصف العام الماضي، وهو يعيش أوضاعا إنسانية واقتصادية واجتماعية معقدة، أثرت بشكل كامل، على كافة مناحي الحياة، فالعشرات من المرضى توفوا نتيجة الحصار، ومئات المصانع، والمشاغل أغلقت أبوابها، وعشرات المشاريع التطويرية والتنموية توقفت نهائيا، وشلت الحياة الاقتصادية بالكامل، متسببة بأزمات قد يعجز الفلسطينيين عن تجاوزها لعقود طويلة !!

أزمات متلاحقة :
----------------
ولكن ؛ أكثر ما يؤثر على الفلسطينيين، بشكل خاص، هو معاناتهم اليومية، التي تلازمهم على مدار الساعة، فالأزمات متعددة، ومتفاقمة، وكل يوم تظهر أزمة جديدة، أكثر فتكا وتأثيراً من سابقتها، والتي بدأت بإغلاق معبر رفح، ثم المعابر الرئيسية لإدخال المواد التموينة، ثم أزمة الكهرباء، ثم الأكسجين الخاص بالمستشفيات، تلاها أزمة المحروقات البنزين والسولار إلى أن وصلت الأزمة إلى " الغاز" والذي أصبح الهم الرئيسي للسكان العزيين، باعتبار أن الغاز عصب الحياة ومن دونه لا يستطيعون إعداد طعام أبنائهم، ولا احتياجاتهم الضرورية، وقد دفعت أزمة " الغاز" بالعشرات من المحلات والمطاعم الفلسطينية إلى إغلاق أبوابها نتيجة عدم قدرتهم على تلبية احتياجات المواطنين.

على غرار ازمة الخبز المصري:
------------------------------
أزمة الغاز المنزلي، إذا ما استمرت أكثر فإنها بالتأكيد ستوصلنا، إلى ازمة أو ثورة رغيف الخبز المصري، وسنرى حينها العديد من القتلى والجرحى، يتساقطون من أجل الحصول إلى أنبوبة الغاز ، أو نصف أنبوبة كما يتم تعبئتها الآن في مراكز التوزيع !! تماما " كما حدث في جمهورية مصر العربية " وما يدعو للقلق الشديد في هذه الأزمة ، وهو الحوادث التي تحصل بالقرب من أماكن توزيع الغاز في قطاع غزة ، والمشاحنات والمشاجرات ، والضرب والسباب والشتائم التي تحدث بين المواطنين من أجل الحصول على حصتهم من الغاز !!

بداية ثورة الغاز:
----------------
في إحدى مراكز التوزيع بمحافظة خان يونس، كان هناك بداية الشرارة لهذه الثورة " ثورة الغاز " من اجل الحصول على أنبوبة، والقصة بدأت عندما استشاط أحد المواطنين غضباً لعدم حصوله على أنبوبة غاز منذ أكثر من شهر، الآمر الذي نشب بينة وبين صاحب أحد مراكز توزيع الغاز إلى شجار سرعان ما تحول إلى محاولات للطعن بالسكاكين والاعتداء على السيارات ، ولولا "لطف الله" لكانت أولى الضحايا قد سقطت على أثر هذا الشجار، الذي تدخل حشد من المواطنين الراغبين في الحصول على الغاز من تفاقمه، لكان أول قتيل قد سجل اسمه بسكينة مواطن يبحث عن أنبوبة غاز !!!

وقال المواطن (ف. ش) انه يعاني وأسرته من أزمة كبيرة بسبب نقص الغاز، فالأنابيب التي بحوزتهم فرغت وقد تم تسليمها إلى مركز التوزيع ولكن بعد أكثر من شهر ونصف على تسليم الانبوبة الأولى و20 يوما على تسليم الأنبوبة الثانية إلا أنهم لم يحصلوا على اي منها إلى الآن.

وتسائل بغضب ! الغاز الذي يدخل إلى القطاع أين يذهب ؟ ولمن يباع ؟ ومتى يباع ؟ وما هو نصيب المواطنين من هذه الكميات ؟ متهما مراكز التوزيع بالاستغلال الفاحش - نتيجة عدم المراقبة _ ومحاولة بيع أنبوبة الغاز (12 ) ب 100 شيكل لأصحاب المركبات التي تعمل بالغاز في السوق السوداء !!!

اما المواطن ( م. ق) فيقول بعد انتهاء أنابيب الغاز في المنزل، توجهت إلى إحدى محطات بيع الغاز المنزلي في منطقة السطر الغربي ، وبقيت متوقف منذ الساعة السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء، من أجل تعبئة أنبوبة واحدة، ومع الأسف لم أتمكن طيلة هذا الوقت من الحصول إلى مرادي ، وبنفس الوقت الذي كان ينتظر عشرات المواطنين في طابوا من اجل الحصول على الغاز، ودون جدوى كانت هناك سيارات تدخل إلى المحطة وتقوم بتعبئة العشرات من الاسطوانات وتذهب ، ولا نعرف الى اين تذهب !! علما ان جزء كبير من هذه السيارات حكومية !! وقال (م، ق) وعلامات الاستياء الشديد واضحة على وجه لقد أهانونا واعتدوا علينا بالضرب والشتائم وقالوا لنا بالحرف لو ينزل .... لن تعبئوا الغاز ) .

سوق سوداء مفتوحة:
-----------------------
ويعرب المواطن أبو محمد - صاحب محل للبيع الطيور و الدجاج- والذي شوهد وأحد العاملين معه، وهم يحملون ، أنابيب الغاز، على أكتافهم بحثاً عن مركز توزيع، يوفر لهم بعض الأنابيب لمواصلة عملهم ، عن غضبة الشديد مما وصلت إلية الأوضاع في القطاع . موضحاً أن سكان قطاع غزة باتوا متسولين !! فمنهم من يبحث عن البنزين ولم يجده ، ومنهم من يبحث عن السولار ، وآخرين يبحثون عن الغاز ، وجماعات أخرى تبحث عن مصادر دخل حتى لو " كابونة " من أحدى المؤسسات الخيرية !!

وقال ابو محمد " أن وجدث هذه الأشياء فهي تباع بالسوق السوداء فأنبوبة الغاز تباع ب 100 شيكل ، وغالون السولار (18 لتر) يباع 360 شيكل ، والبنزين حدث ولا حرج فقد أصبح ذهباً وربما أغلى بكثير !!" في ظل عدم وجود مراقبة ومحاسبة للمستغلين من التجار .