الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

يعقد في الضفة وغزة على مدى يومين- إنطلاق أعمال مؤتمر "المفاوضات والمقاومة: البحث عن مقاربة جديدة"

نشر بتاريخ: 10/05/2008 ( آخر تحديث: 10/05/2008 الساعة: 13:07 )
رام الله- معا- انطلقت اليوم، أعمال مؤتمر "المفاوضات والمقاومة: البحث عن مقاربة جديدة"، والذي ينظمه المركز الفلسطيني للإعلام والأبحاث والدراسات "بدائل" في رام الله وغزة على مدى يومين.

وذكر المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، نمر حماد، أن محاور المؤتمر تتخذ أهميتها من نوعية الشخصيات السياسية المساهمة بها، وكان ولا يزال لها إسهام كبير في العملية المتواصلة لتحقيق حل للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي باعتباره لب الصراع في الشرق الأوسط.

وقال حماد: "من التجارب المريرة التي تعلمنا, أهمية العامل الدولي في الصراعات الإقليمية، فقد كان عاملا حاسما في بعض المحطات من تاريخنا الفلسطيني، وخاصة نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية".

وأضاف "من النتائج التي يفترض أنت تكون قد علمتنا إياها نكبة 1948، أهمية ترسيخ قيادة شرعية للشعب الفلسطيني، قيادة واحدة تتحدث باسم وطن وشعب واحد، حتى لو كانت الجغرافيا قد قسمته".

واستذكر كم قدم الشعب الفلسطيني من تضحيات لترسيخ الاعتراف العربي والدولي بمنظمة التحرير، ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، والتي استطاعت أن توحد قواه وأن تعيد إحياء هويته، وتصبح الوطن المعنوي لكل فلسطيني وفلسطينية.

وتمنى النجاح للمؤتمر، مبينا أن مداولاته ستكون خير معين للقيادة السياسية في نضالها من أجل تحقيق الأهداف الوطنية.

من جهته، أشار منيب المصري، عضو اللجنة الاستشارية للمؤتمر، إلى أن الأخير بات بمثابة تقليد سنوي، يحرص المركز على إقامته، لمناقشة موضوع أو أكثر يتعلق بالتحديات والخيارات والبدائل التي تواجه الشعب الفلسطيني، من أجل فحصها وإظهار عناصر القوة والضعف فيها.

ونوه المصري إلى أن عقد المؤتمر يتزامن مع حلول الذكرى الستين للنكبة، مبينا أن ذلك يزيد من أهمية المؤتمر.

وقال: "إن عنوان المؤتمر يدلل على مضمونه وأهدافه، فبدون مراجعة وتشخيص التجربة الفلسطينية مراجعة جريئة وعميقة وعلمية، وخصوصا فيما يخص المفاوضات والمقاومة لا يمكن استخلاص الدروس والعبر الكفيلة بتقويم التجربة، ولا يمكن توفير القدرة على معالجة الأخطاء والثغرات والنواقص".

ولفت إلى ما يواجه المسار التفاوضي من تعثر، مبينا أنها تواجه مشكلة أسوة بالمقاومة، مشيرا إلى أن المفاوضات التي بدأت بعد "انابوليس"، ورغم كل النوايا والجهود الفلسطينية والعربية والدولية المخلصة، لم تتقدم، وتوظفها اسرائيل بأسوأ شكل ممكن، للتغطية على العدوان والاستيطان والجدار والاغتيالات والاعتقالات وتقطيع الأوصال وفصل وتهويد القدس، وفرض الحصار الخانق على قطاع غزة، وتعميق وتأبيد الانقسام السياسي والجغرافي الفلسطيني.

وختم قائلا: "كلي أمل وثقة، بأن هذا المؤتمر سيتقدم خطوات ملموسة، سواء على طريق تشخيص الواقع الفلسطيني، وخصوصا فيما يتعلق بالمفاوضات والمقاومة، أو على طريق اقتراح العلاج اللازم".

أما رئيس المركز، هاني المصري، فذكر أنه منذ بدء التحضير لعقد المؤتمر، طغى على المناقشات ضرورة أن يتركز على عنوان "المفاوضات والمقاومة: البحث عن مقاربة جديدة"، كون هذين الموضوعين يستأثران بجزء أساسي من النقاش والخلاف الدائر في الساحة الفلسطينية.

وعزا المصري اختيار عنوان المؤتمر، إلى عدة أسباب، بضمنها تعثر المفاوضات وعدم تحقيقها أي نجاح يذكر.

وأضاف: لا يبدو أن المفاوضات الجارية ستكون قادرة على التوصل إلى معاهدة سلام، تحقق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية المكرسة في القانون الدولي، وفي الشرعية الفلسطينية العربية والدولية.

كما تحدث عن المقاومة قائلا: رغم الحق بممارسة المقاومة، ورغم أهمية الاحتفاظ بهذا الحق لممارسته كلما كان ذلك ضروريا لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية، إلا أن المقاومة الفلسطينية التي مورست في السنوات الأخيرة أصبحت ردة فعل وأداة تكتيكية، ونوعا من تسجيل موقف للتاريخ، وأداة في الصراع الداخلي الذي بات يتمحور حول السيطرة على السلطة والتمثيل الفلسطيني والقرار الفلسطيني.

ولفت إلى دور الانقسام السياسي والجغرافي في إضعاف المفاوضات والمقاومة، داعيا إلى وضع حد له، وتكريس الوحدة الوطنية.