الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المنتدى التنويري في نابلس يبادر بتشكيل لجنة "أنا المواطن"

نشر بتاريخ: 10/05/2008 ( آخر تحديث: 10/05/2008 الساعة: 13:47 )
نابلس- معا- بمبادرة من المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني "تنوير" وإثر حوارات متواصلة على خلفية ندوة فساد الأدوية، تداعت فعاليات وشخصيات ومؤسسات وطنية في محافظة نابلس لتشكيل لجنة " أنا المواطن "حيث تم حوار معمق في مقر المنتدى تركزت على جوهر هذه الفكرة وأهدافها ووسائل عملها.

وكانت خلاصة ذلك حسب بيان المنتدى الذي تلقت "معا" نسخة منه، تحديد مفهوم حقوق المواطن وفق المواثيق الدولية والنظام الأساسي الفلسطيني، والقوانين الفلسطينية السارية المفعول باعتبارها احد الدوافع الأساسية لصمود شعبنا وثباته على أهدافه الوطنية.

وافاد البيان ان حوار الحضور الذي أداره د. يوسف عبد الحق، رئيس المنتدى، تركز في التركيز على الثقافة التنويرية للمواطنة بين جماهير شعبنا بشكل مواز لفعاليات شعبية تعزز وتحمي حقوق المواطن بعيدا عن الغرق في الكتابات النظرية على ما لهذه الكتابات من أهمية معروفة.

واتفق الحضور على اعتبار المجتمعون في الجلسة الحوارية يشكلون مؤتمرا تأسيسيا للجنة أنا المواطن ومن ثم انتخب سكرتاريا (لجنة ) ، اعتبرت د.عصام حجاوي منسقا عاما لها وبعضوية المفتي الشرعي في محافظة نابلس، وكفاءات أكاديمية وممثلين عن المؤسسات المشاركة وشخصيات وطنية شعبية واعتبارية مهتمة بذات الموضوع، ثم إتَفق الحاضرون على أن تكون اللجنة مرنة ومفتوحة، مثلها مثل المؤتمر التأسيسي لمشاركة كل من يؤمن بهذه الفكرة، وكانت أولى توصيات هذه اللجنة هو إعادة الاتصال بكافة المؤسسات والشخصيات المعنية وثمة توصيات أخرى.

وقد ناقش الحضور بوعي وجدية ومسؤولية وشفافية وبحرقة عالية لشعورهم بالظلم المركب عليهم والحط من كرامتهم وإنسانيتهم جراء الحصار الطويل والحواجز الكثيرة والفساد والمتاجرة بقوتهم ودوائهم ومعاملاتهم ومصالحهم ودمائهم وأرواحهم.

وأفسح الجو الديمقراطي لمعظم الحضور التعبير عن أرائهم ضمن مداخلات مرتبطة بزمن محدد. ثم افتتح د.خالد المصري المداخلات متسائلا، كيف نمارس المواطنة ؟ وفيما لم نكن كفلسطينيين تحت الاحتلال فهل نعتبر أنفسنا مواطنين؟

د.أباهر السقا إعتبر مفهوم المواطنة بأنه مفهوم حديث في منطقتنا، وأن العرب لم يتحدثوا عن المواطنة بل تحدثوا عن المفهوم الحضري، وما جاء به الكواكبي عن مفهوم المواطنة مأخوذا عن أوروبا لأنه درس هناك.

وبدوره، افصح الشيخ مفتي نابلس، أحمد شوباش، بان قضية المواطنة ليست دينية أو إسلامية ولم ترد لا في القرآن أو السنة أو الأدب الإسلامي، معتبرا أن معاني المواطنة طيبة والإنسان الصالح هو جوهر هذه الفكرة.

اما د.نظام عباسي اعتبر مفهوم المواطنة مفهوما حديثا ذاكرا الثورة الفرنسية اول ما نادت به وطعنت به في آن لأنها تخلت عنه بالنسبة للمهاجرين الأفارقة عندها حارمة منه الشعوب التي وقعت تحت نير استعمارها في المغرب العربي وغيره.

أما د. فيصل الزعنون فقد إعتبر المواطنة بأنها إحساس بالانتماء للأرض والشعب قبل صياغة القوانين ولذلك كان مفهوم المواطنة كانتماء اقوى في ظل الاحتلال المباشر.

وهذا الطرح جاء منسجما مع الفكرة الأبلغ التي تحدث عنها د.بلال سلامة الذي عرف المواطنة على أنها ليست بالضرورة إنتماء بل معاقدة بين الوطن والسلطة معتبرا الانتماء أقوى من المواطنة كونه، أي الإنتماء، حالة تعاقدية مقدسة وسرمدية بين الإنسان والأرض وقال: إن حقوق المواطن مسلوبة في ظل الفساد وطالب بتشكيل لجنة مواطنة لإعطاء الناس حقوقها.

اما المهندس عارف هاشم فقد وحد بين مفهوم المواطنة والمجتمع رابطا المفهوم في وحدة الإرادة الواحدة للمجتمع خاصة السياسية منها في ظل وضعنا الفلسطيني المصادرة أرضه، وهذا منسجما مع ما جاء به محمد المصري الذي ربط جدلية العلاقة بين حقوق المواطن وحقوق الوطن، لكن الأستاذ عدنان الجوهري :ربط بين مفهوم المواطنة بالاحتكار معتبرا وحدة أرادة المواطنين في التوقف عن استهلاك سلعة محددة لفترة محددة فان هذه الإرادة تكسر جشع الاحتكار ويجعل المحتكرين يرضخون لمطالب الناس كما حدث للحامي بريطانيا.

أما المربي علي خليل حمد بحكمته المعهودة ربط بين المواطنة و العصبيات الدينية والسياسية والقبلية والاثنية معتبرها العدو اللدود والنقيض لمفهوم المواطنة لأنها تُغلب مصالح العصيات على مصلحة الجماعة والمجتمع والوطن والأمة. والفنان طاهر باكير: وضع مفهوم المواطنة ضمن الدائرة الإنسانية، متسائلا: هل أنا إنسان حقا في ظل وجود دواء وطحين فاسدين. والأستاذ نضال دروزة :ربط ضعف المواطنة بغياب الديمقراطية متوازيا في الرأي مع د. عبد العزيز احمد و محمد جميل عبدو اللذان ربطا تطور المواطنة بحرية الرأي والاعتقاد وإفساح المجال للرأي الأخر.

د. رندة أبو ربيع:علينا ترجمة مااتفقنا عليه من مداخلات إلى حيز الفعل ،ولانريد لجنة برقم جديد ،و علينا ان نخرج من الاكاديمي إلى المواطن الذي يشعر بالدونية من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب وNGO والسلطة والاحتلال.