وليد كنعان حمل الخبرة من الخارج وعاد بها فهل يلقى الدعم الحقيقي لتجسيدها على ارض فلسطين؟
نشر بتاريخ: 13/05/2008 ( آخر تحديث: 13/05/2008 الساعة: 13:38 )
بيت لحم - معا - كتب حافظ عساكره - وليد كنعان" أبو خالد" نجم رياضي لامع في سماء فلسطين بل والعالم اجمع.. شاءت الاقدار ان يمضي هذا البطل ريعان شبابه في الغربة, التي رغم قسوتها الا انه استطاع ان يستغلها لمزيد من الابداع والتمرس حتى بلغ اعلى مراتب التطور والنجاح في حياته الرياضية.
ويعتبر كنعان من ابرز ابطال لعبة "الونغ تشان"كونغ فو, في العالم بشهادة اقدر واكبر الخبراء العالميين.
وقد تغرب هذا البطل لأجل الرياضة الفلسطينية.. وعاد لأجلها.. لكن هذه المرة يحمل في جعبته آمالا وأهدافا رياضية قابلة للتحقيق إن وجدت آذان صاغية لإخراجها من سباتها، لأجل تطوير الرياضة الفلسطينية.
عاد هذا البطل العالمي إلى ارض الوطن، مصمما على خدمة الرياضة الفلسطينية في المجال الذي تخصص فيه, مقررا البقاء في مسقط رأسه مدينة بيت لحم، ليتمكن من تشكيل منتخب فلسطيني للعبة، لتمثيل اسم فلسطين في كافة المحافل المحلية والدولية، كونه المخول الرسمي بتدريب هذا الفن بكافة مراحله، والمشرف على اختباراته الرسمية، والمخول كذلك بمنح شهاداته ولجميع المراحل.
الماستر كنعان يبلغ من العمر 55 عاما... قضى منها 40 عاما في تعلم رياضة الكونغ فو الى جانب تعليمها.. عاش في الولايات المتحدة الأمريكية، سنوات طويلة, حيث أكمل هناك مشواره الرياضي, مقتحما كافة الالعاب الرياضية لينهل منها علما رياضيا في فنون الدفاع عن النفس إلى جانب لعبته المحببة" الونج تشان".. بعد إن ابتدأ مشواره الرياضي في فلسطين مسقط الرأس.. مدينة القدس.. مبتدئا برياضة الجودو التي وضعته على بداية الطريق ليكمل هذا المشوار الذي ابتدأه هناك في الولايات المتحدة.. بعد ذلك سافر كنعان إلى الصين ليتطور في الأسلوب، ويحصل على مراتب أعلى، فتميز هناك، وكان من القلة الذين يتمتعون بإتقان هذا الفن العريق" الونج تشان" فاعتبر احد ثلاثة ابطال متميزين على مستوى العالم في هذه اللعبة، والذين حافظوا بدورهم عالميا على إتقان هذا الأسلوب بشكل كامل وصحيح.
لقد كنت مشغفا بان التقي هذا الخبير الفلسطيني الذي مضى على غيابه عن فلسطين سنوات طويلة, وفعلا رأيت فيه صفات البطل المتواضع وذلك الشخص الودود المبتسم, الذي يومئ بالامل والمستقبل المشرق، وما من شخص رآه الا واحبه، تحدثت إليه وأول ما شعرت به يجيش في خاطره، هو هم الرياضة الفلسطينية، للنهوض بها وتطويرها.
قال لي: "انه يعيش على أمل أن يصحو يوما ليجد نفسه أمام نواة منتخب فلسطيني تستحق أن تحمل اسم فلسطين، لتمثله وترفعه عاليا في كافة المحافل الدولية.. ليعلم العالم أننا ما زلنا على الخريطة ولنا فعلنا الرياضي الكبير".
وكلما أبحرت معه في الكلام، شعرت أنني أخوض في بحر لجي عميق, وانهل من نهر متدفق لا ينضب, اشعر احيانا انه مفخرة لنا جميعا, ولكنني اتأسى عندما أراه وحيدا، لا يجد من يحقق احلامه التي هي حلم كل فلسطيني غيور على بلده ومصلحة شعبه.
كنعان وجدته انسانا غير كل الناس, فبدلا من ان يستعرض لي خبراته ومهاراته من باب الفخر والاعجاب الذي اقول انه يستحقه, بل وجدته ذلك المتخجل من الحديث لولا انه يجيبني على اسئلة احببت ان اطرحها عليه وبإلحاح شديد, فهو يحب الأفعال ولا يرغب كثرة الاقوال.. يخالف المعهود، لأنه لا يحبذ أضواء الشهرة.. ولا يعظم الدرجات والشهادات.. إنما يتمنى أن يضيف شيئاً إلى الرياضة الفلسطينية، لا أن يكون هو زيادة عليها.. كما ويتمنى أن تحتضنه مؤسسات فلسطين الرياضية، وتوفر له الإمكانيات لينطلق بخطته التي رسمها لأجل تطوير الاتحاد الفلسطيني للكونغ فو بعد أن عكف على إعدادها فترة غير قليلة من الزمن.
أراد الخبير الفلسطيني التحدث عن لعبة الكونغ فو في فلسطين ولم يرغب بالتطرق إلى الحديث عن نفسه.. لكن لكثرة الإلحاح عليه اخبرنا عن بعض انجازاته التي حققها في هذا المجال الرياضي .. كانت انجازات رائعة في العاب الدفاع عن النفس بشكل عام ورياضة الونج تشان خصوصا, ولم يكتف بالحديث، بل نهض كنعان من مقعده وتوجه إلى مكتبه واخرج مجموعة من الملفات تحوي بداخلها شهادات شرف وخبرة ومزاولة وتدريب مجالات رياضية مختلفة، وصدقا لم يتكلم عن شيء إلا واتى من تلك الملفات بشهادة تثبت صحة قوله.
وليد كنعان وصفه البعض، انه نجم رياضي من "العيار الثقيل"، كان حقا على الاعلام الرياضي والرياضة الفلسطينية وفلسطين أن تفخر به وتحتضنه وتتوجه نجما رياضيا فلسطينيا تتباهى بانجازاته بين دول العالم اجمع.. فكنعان لمن لا يعرفه.. رجل رياضي ذو خبرة واسعة تزيد عن 40 عاما، في مجالات رياضية عديدة ومختلفة، منها الجودو، والملاكمة، والتايكواندو، والسولام، والكونغ فو، لكن الأهم هو تخصصه في مجال "الونج تشان" كونغ فو، فهو الوحيد في الشرق الأوسط وكل فلسطين، ومن القلة المعدودين على مستوى العالم الحاصلين على درجة الماستر في كل اساليب "الونج تشان" كنغ فو.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الخبير كنعان، حاصل على ماستر تدريب أسلوب الونغ تشان طريقة كونج هونج.. إلى جانب تعليم وتدريب أسلوب الحاجب الأبيض.. وأسلوب تاي تشي كوان" باك ميه".. كما انه حاصل على درجة الأستذة في أسلوب الونج تشان طريقة فوسان الصين الشيوعية.
فالماستر كنعان صاحب مشوار رياضي حافل وكبير في رياضة الكونغ فو، فهو تتلمذ على يد امهر الخبراء العالميين وأشهرهم.. منهم: الماستر الكبير أدي تشانغ في أمريكا.. والماستر الشهير" كن لي" في الصين الشيوعية عام 1994 أسلوب" باك ميه" الحاجب الأبيض.. والماستر المعلم الكبير الراحل" بان نام" الذي بدوره منح كنعان شهادة في هذا الفن عام 1994، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الشهادة التي حصل عليها كنعان، كانت آخر شهادة يصدرها هذا الخبير منذ 20 عاما ولم يصدر بعدها أي شهادة أخرى.
ومن بين انجازاته الرياضية الحافلة حصوله أيضا على بطولة الاتحاد الأمريكي للونج تشان كنغ فو عام1982 بإدارة الماستر" ادي تشونج"، وكذلك على بطولة الستي كالج للملاكمة في كليات ساكرا منتو/ كاليفورنيا عام1972.
أما على مستوى المنافسات العالمية التي جرت في الصين أثناء تواجده هناك لتعلم أسلوب الونج تشان كنغ فو، تغلب كنعان آنذاك على 4 طلاب من امهر واقدر طلاب الماستر " الدكتور ليانج كوان مان".
وبعد عودة كنعان الى أمريكا غداة تدريباته التي تلقاها في الصين، درب واشرف كنعان هناك على العديد من أساتذة الكونغ فو والتاي تشي، يذكر من بين هؤلاء، المعلم والكاتب الكبير" مايك ندرمان". ويعرف من زملاء كنعان على مستوى العالم الماستر "فانج ها" الذي زار فلسطين قبل أسبوعين تقريبا، وحل ضيفا على صالات المعهد العربي بمدينة القدس، حيث قاد حصة تدريبية في فن التاي تشي بالتناوب مع الماستر" كنعان".
أما على مستوى التمثيل الدولي، فكان للماستر كنعان شرف تمثيل دولة فلسطين في مصر عام 1995 عندما تم تأسيس الاتحاد العربي الأول للوشو كونغ فو.
وتستحضرني في هذا السياق بعض المقتطفات التي كان يرددها الماستر كنعان أمامي بشكل عفوي دفعتني لان اختم بها مقالتي هذه، "ليكن الإخلاص في العطاء، هو هدفنا حتى نعلوا ونزداد"،.."ليس الهدف هو إضاعة الوقت، والحصول على المال، لا أريد مالا، ولا استجدي الحصول على أي منصب، كل ما أريده أن اخدم الرياضة الفلسطينية"، "من الواجب لم شمل جميع الزملاء المدربين تحت سقف اتحاد واحد، اسمه الاتحاد الفلسطيني للكونغ فو لاجل النهوض به، وقتها ووقتها فقط سنبدع وسنعلو وسنرتقي ونحقق المراتب المشرفة".."قلتها قبل حوالي 15 عاما، وأكررها اليوم من جديد، أتمنى تطبيق الأقوال إلى أفعال، وعدم المط الزائد بها، لان ذلك يضعف العزيمة ويفكك القوى وينهك الفكر، ويحكم على أصحاب المواهب بفقدانها وخيبة الأمل في هذا المجال الرياضي الذي لا يقل أهمية عن بقية المجالات الأخرىـ السياسية والاقتصادية والاجتماعيةـ".
وقبل الختام نقول كلمة رياضية أخوية صادقة: "أن امضي يا كنعان وابق كما عهدناك رمزا في العطاء والبذل والتفاني والانتماء لرياضتك الفلسطينية، ويكفينا انك كنت وما زلت خير سفير رياضي عرفته فلسطين عالميا، فكلنا نحبك ونقدر جهودك ومكانتك العالمية التخصصية، ويكفي مدينة بيت لحم فخرا انها نالت شرف احتضانك بين اهلك ومحبيك فيها. وهذا اقل الواجب، أن يكرم المزور زائره. وكان الله في عون العبد، ما دام العبد في عون أخيه.