الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الاسلامية المسيحية تعلن تقريرها الرابع عشر حول اوضاع القدس والمقدسات

نشر بتاريخ: 13/05/2008 ( آخر تحديث: 13/05/2008 الساعة: 22:13 )
رام الله -معا- بين التقرير الرابع عشر حول اوضاع القدس والمقدسات الذي قدمه الامين العام للجبهة الاسلامية المسيحية الدكتور حسن خاطر في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجبهة ظهر اليوم 13/5/2008م ببرام الله أن الولايات المتحدة تراجعت خطوات كبيرة في موضوع تسوية الصراع العربي الاسرائيلي والاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس قبل نهاية العام 2008م ، وتحولت بدلا من ذلك الى الضغط باتجاه الاعلان عن اتفاق مباديء حتى نهاية العام يضمن للفلسطينيين فقط صلاحيات مدنية خدماتية محدودة في الاحياء العربية الواقعة ضمن القدس الشرقية لمدة خمس سنوات .

وأوضح الدكتور حسن خاطر ان استمرار بقاء القدس تحت الاحتلال يعني استمرار بقائها في ايدي غير امينة ، وبين التقرير ان كل المؤشرات التي برزت خلال هذا الشهر تؤكد مضي سلطات الاحتلال نحو التهويد الكامل للمدينة وتعّمد القضاء على أي فرصة أو فسحة يمكن ان تجعل من القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وقد تم تلخيص ابرز هذه المؤشرات في النقاط التالية :

1-تكثيف الاستيطان في القدس الشرقية واستكمال الاحزمة الاستيطانية حولها واحكام عزلها تماما عن امتدادها العربي من الجنوب والشمال والشرق بواسطة الاستيطان والجدار ، والاحتلال يراهن على تحويل كل ذلك الى امر واقع يستحيل معه الحديث عن أي مستقبل آخر للمدينة ، وهذا ما يحصل فعلا على الارض في هذه الايام ،وتشير الاحصائيات الاسرائيلية الى ان عدد المستوطنين في القدس وحدها تجاوز 55% من مجموع المستوطنين في الضفة الغربية والبالغ 475 ألف مستوطن .

2-شروع سلطات الاحتلال فعليا في محاولة الالتفاف على ادارة شؤون المقدسيين وقطع الطريق على الجهات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية في مجال الخدمات المختلفة التي تقدمها للمواطنين ،كالصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية وغيرها ،فرئيس بلدية القدس "اوري لوبليانسكي"أعلن خلال هذا الشهر انه يعمل مع مسؤولين اسرائيليين آخرين على تجنيد تبرعات من منظمات يهودية- غير حكومية- لإصلاح وبناء غرف تعليمية في المدارس العربية في القدس الشرقية وذلك حسب زعمه لإغلاق الطريق على حركة حماس والسلطة الفلسطينية من السيطرة على المراكز التربوية والتعليمية في القدس، وقد اعلن انه تم تلقي حوالي مليون دولار كبداية من متبرعين يهود من بريطانيا بواسطة عضو الكنيست كوليت افيتال لهذا الغرض،وقد اعلن مؤخرا ان الحكومة الاسرائيلية ومنظمات استيطانية وقطاع كبير من اللوبي الصهيوني المعني بالقدس قد اعلنوا تأييدهم ومؤازرتهم لهذا التوجه الذي يهدف في نهاية المطاف الى سلب المواطن المقدسي وربط حياته ومصالحه بعجلة الاحتلال وقطع الطريق على المؤسسات والقوى الرسمية والوطنية التي كانت تضطلع بقدر كبير من هذه المسؤوليات على مدار السنوات والعقود الماضية.

3-بناء مركز امني ضخم فيما يعرف (E1) وهي المنطقة الواقعة بين الرام والعيزرية أو بين القدس ومعاليه ادوميم او بتوصيف اخر في المكان الذي يجعل من فكرة القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية امرا مستحيلا ، وقد تم خلال هذا الشهر نقل قيادة لواء يهودا والسامرة من راس العمود الى هناك ، على ان يتم تحويل المقر القديم الواقع في وسط القدس العربية الى مستوطنة صهيونية تضم 110 وحدات سكنية تحت اسم "معاليه دافيد" تتبع "لجمعية الطائفة البخارية" ،وبناء على المخططات الاستيطانية التي تم الاعلان عنها فان هذا المبنى الحكومي الجديد يشكل اللبنة الاساسية في المشروع الاستيطاني الضخم الذي سيحكم الاغلاق على القدس من الناحية الشرقية وسيشكل جسرا استيطانيا يربط القدس بمجموعة معاليه ادوميم والمستوطنات الشرقية ويسهم بشكل مباشر في حصار وعزل معظم الاحياء والبلدات العربية الواقعة شرق المدينة .

4-رغم انعقاد مؤتمر انابولس للسلام ورغم تواصل اللقاءات بين القيادة الفلسطينية والقيادة الاسرائيلية الا ان تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية ونوابه ومعظم القوى والاحزاب الاسرائيلية تؤكد باستمرار وتعيد التأكيد في كل المناسبات ان القدس الشرقية وعلى رأسها البلدة القديمة والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وما يعرف "بالحوض المقدس" هي خط احمر وجزء لا يتجزأ من عاصمة الدولة اليهودية،وصرح حاييم رامون نائب رئيس الحكومة أن القرى العربية التي تعد اليوم جزءا من القدس ويبلغ عددها حوالي (28) قرية ، تم ضمها عن قصد كي يتم التفاوض مع الفلسطينيين عليها مستقبلا وليس على البلدة القديمة او المسجد الأقصى .

5-توظيف جدار الفصل العنصري في اعادة رسم صورة القدس وحدودها وفق مصالح الاحتلال، واخراج قسم كبير من البلدات المقدسية خارج الجدار وعزلها عن مركزها التاريخي، والشروع في تنفيذ مخططات جديدة تهدف الى اعادة تفصيل الوجود الديمغرافي العربي حسب المقاس الجغرافي الذي سمح به الجدار، والذي يهدف الى تحويل المقدسيين الى اقلية داخل مدينتهم ، ومن اجل ذلك شرعت في اصدار بطاقات جديدة لاعادة تعريف المقدسيين حسب سياسة الامر الواقع التي فرضتها على الارض .

وقد اكدت الجبهة على لسان امينها العام ان القدس في ظل هذه التطورات تمر في اسواء مراحلها ،وان الاحتلال غير معني اطلاقا بالتنازل عن أي جزء مما هو داخل الجدار ، وان كل ما تريده اسرائيل في القدس هو مزيد من الوقت ليس اكثر ، وطالب الامين العام للجبهة الدكتور حسن خاطر القيادة الفلسطينية والعربية والاسلامية،باتخاذ مواقف جديدة تستند الى تفعيل القرارات الدولية ذات الشأن ،والمطالبة برفع الحصار عن القدس ووضعها تحت الرقابة الدولية الى حين الانتهاء من المفاوضات .

كما تطرق التقرير ايضا الى قمع الحريات الدينية في القدس وبين ان هذا القمع تحول الى سياسة ممنهجة تطال المسيحيين والمسلمين معا ،كما حذر من استمرار الحفريات الاسرائيلية وبين حجم الاخطار التي باتت تهدد البلدة القديمة والمسجد الأقصى ،ووقف التقرير كذلك مع المؤسسات المالية الصهيونية والصناديق غير الحكومية التي تم تأسيسها لغرض تهويد القدس والاستيلاء على عقاراتها واراضيها ، وختم التقرير الذي تجاوزت صفحاته الـ70صفحة بدق ناقوس الخطر جراء شروع سلطات الاحتلال خلال هذا الشهر البدء بتنفيذ اولى مشاريع "واجهة القدس" الذي يمثل اخطر مشروع استيطاني يهدد المربع الأهم في القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية .