في ظل ازمة الوقود- سائقو سيارات الاسعاف في رفح يتكبدون المشاق مع ازدياد الطلب على خدماتهم
نشر بتاريخ: 14/05/2008 ( آخر تحديث: 14/05/2008 الساعة: 10:51 )
غزة -معا- استمر الضغط على خدمات النقل العام المحلية، بما فيها الإسعاف، مع استمرار أزمة الوقود الخانقة في قطاع غزة.
وتشير الاحصاءات إلى أن ما نسبته حوالي 15% فقط من خدمات النقل العام لا تزال تعمل في قطاع غزة، بينما لا تزال 90% من السيارات الخاصة في قطاع غزة متوقفة عن العمل، ولا تزال محطات الوقود والبالغ عددها 450 محطة مغلقة.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان وصل "معا": بالنسبة لسائقي الإسعاف، كان الوضع محفوفا بالمشاق حيث ازداد الطلب على خدماتهم على مدار الشهرين الماضيين نتيجة لندرة الوسائل البديلة لنقل المواطنين إلى المستشفيات.
وأشار المركز الى انه يوجد في مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة 15 سيارة إسعاف تقدم خدماتها لأكثر من 175,000 نسمة.
ويقول سائقو الإسعاف في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في رفح "إن أزمة الوقود تجعل من عملهم عملا شاقا وتعيسا".
ويقول فوزي عبد الهادي، مدير إسعاف جمعية الهلال الأحمر، "إن أزمة الوقود تؤثر سلبا وإلى حد كبير على تقديم الخدمات الصحية في جنوب قطاع غزة: "إننا نحاول الإبقاء على عمل سيارات الإسعاف التابعة لنا، ولكننا اضطررنا إلى الحد من نشاطنا، ونحن الآن نستجيب للحالات الطارئة فقط ".
وحسب بيان المركز: "تقدم سيارات الإسعاف الخاصة بجمعية الهلال الأحمر خدماتها لما بين 250 و 300 حالة شهريا في مدينة رفح ومحيطها.
ويضيف عبد الهادي بأن المستشفى تتلقى الآن حوالي 350 اتصالا شهريا. "لا نستطيع تلبية جميع الطلبات في هذه الأيام لأن الطلب العام ازداد كثيرا. وفضلا عن حالات الطوارئ، فإننا نقوم بنقل المرضى بين المستشفيات المحلية. إننا الآن لا نستطيع أن ننقل إلا أقل من نصف الحالات المحولة رغم أننا نطلب من أكثر من مريض محول الصعود في سيارة إسعاف واحدة لتوفير بعض الوقود".
وأكد المركز "عدم مشروعية فرض العقاب الجماعي على السكان المدنيين بموجب القوانين الإنسانية الدولية" مضيفا أن إسرائيل تفرض حصاراً على قطاع غزة على مدار ما يقرب العامين. وفضلا عن إنكار حق 1.5 مليون مدني في حرية التنقل والحركة، بما في ذلك حق حرية التنقل والحركة طلبا للعلاج خارج قطاع غزة، أدى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة إلى تدمير اقتصاد قطاع غزة وبنيته التحتية، وهو لا يزال يتسبب في تقويض توصيل الخدمات الأساسية، بما فيها المساعدات الإنسانية والخدمات الطبية الطارئة".
وفي المستشفى الإماراتي في رفح، توقفت سيارة الإسعاف الوحيدة في المستشفى قبل عشرة أيام بسبب نفاد الوقود كليا مما تسبب في تعليق خدمات الإسعاف بصورة مؤقتة.
ويذكر أن المستشفى الإماراتي في رفح يضم قسم قبالة ويقدم الخدمات لنحو 1,800 مريض شهريا.
ويقول أسعد داود سائق الإسعاف في المستشفى: "الوضع تعيس. اعتدنا أن نقدم مستوى جيد من الخدمات للمرضى ولكن الظروف الآن صعبة بسبب عدم توفر الوقود في القطاع (..) أنا عادة ما أقوم بنقل المرضى إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس والذي يبعد فقط 7 كيلو مترات من هنا (..) ولكن اليوم لم يعد لدي ما يكفي من السولار للوصول إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس والعودة ثانية".
وأضاف داود أن خدمات الإسعاف في المستشفى الكويتي أضحت تعمل "يوما بيوم".
وأشار الدكتور حامد صيام، مدير المستشفى الإماراتي في رفح، إلى أن المستشفى لا تضم وحدة للعناية المركزة، وبالتالي يوجد هناك حاجة لنقل الحالات الخطيرة فورا: "يولد في هذه المستشفى ما يقرب من 20 طفلا يوميا، وإذا احتاج أحدهم إلى عناية متخصصة، فإنه يتعين علينا نقله إلى المستشفى الأوروبي".
وكرر صالح الحمص، مدير وحدة التمريض في المستشفى الإماراتي، الحديث حول أن العديد من المرضى، بمن فيهم الحوامل، يصلون إلى المستشفى على عربات تجرها الحمير مؤكدا على تأثر كافة نواحي الرعاية الطبية في قطاع غزة: "يأتي المرضى إلى المستشفى بأية طريقة كانت. نحن نواجه مشاكل في نقل المرضى، الحصول على الدم في حالات الطوارئ، وإرسال الأطباء من المستشفى لرؤية الحالات الطارئة خارجا. و خلاصة القول أن حياة المرضى في غزة معرضة للخطر".