الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب قراقع: النكبة غائبة عن الثقافة والتربية في إسرائيل وعدم رسم حدود هو تكريس للدولة الواحدة تحت الحكم

نشر بتاريخ: 14/05/2008 ( آخر تحديث: 14/05/2008 الساعة: 11:08 )
بيت لحم - معا - اعتبر النائب في المجلس التشريعي عيسى قراقع ان النكبة الفلسطينية ومأساة الشعب الفلسطيني في حرب 1948 لا تزال غائبة وبعيدة عن منهاج التدريس والتربية في المدارس الإسرائيلية بما فيهم المفكرين الجدد في إسرائيل الذين لا زالوا يعيشون في أزمة أخلاقية في تناول موضوع نكبة عام 1948.

وأشار قراقع في تصريح له تلقت "معا" نسخة منه، أن الرواية الثقافية الإسرائيلية لا تزال تتهرب من التطرق وبجرأة إلى نكبة الشعب الفلسطيني وان هذه الثقافة مسيسة تخدم أهداف سياسية في محاولة لاستبدال الواقع وإحلال واقع جديد مكانه وتزوير وتشويه للتاريخ والجغرافيا، وتلعب مناهج التعليم في إسرائيل الدور الأبرز في غرس مبادئ التطرف والعسكرة والعدائية والتعصب لدى الطلبة اليهود تجاه العرب، وأن فلسطين من بحرها إلى نهرها هي أرض الأحلام القومية والدينية لليهود.

واضاف قراقع انه وبعد ستين عاما لم يطرأ تحول جذري في الفكر الثقافي والتربوي في إسرائيل، فصورة الفلسطيني والعربي في مناهج التدريس لا تزال صورة سلبية ويوصف كل عربي بأنه إرهابي ومتخلف وعدواني، وكذلك فان كتب الجغرافيا والخرائط التي تدرس في المدارس الإسرائيلية تتجاهل بصورة مطلقة القرى والبلدات الفلسطينية وحلت محل أسماءها أسماء عبرية وتوراتية وهذا يخدم التوجه الأيديولوجي "للصهيونية" الرامي إلى إظهار فلسطين قبل هجرة اليهود بأنها قفراء خالية من السكان لمحو وشطب الحق الفلسطيني والعربي في هذه الأرض.

واعتبر قراقع أن عدم رسم حدود لدولة إسرائيل وعدم وجود الخط الأخضر في كتب الجغرافيا والخرائط الإسرائيلية هو تكريس للنزعة "الصهيونية" بإلغاء الوجود الفلسطيني وتكريس للدولة الواحدة والسيطرة تحت الحكم الإسرائيلي.

واضاف قراقع في بيانه، ان وعي الحدود بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي غير موجود في العقل الثقافي الإسرائيلي مما يعني أن حكومة إسرائيل لا تسعى إلى إقامة دولتين لشعبين بل تسعى إلى استمرار السيطرة على الجغرافيا والسكان الفلسطينيين في آن واحد، وما تقوم به من توسع في بناء المستوطنات والجدران في أراضي 1967 يدل على هذا التوجه.

وقال قراقع: "حكومة إسرائيل وجهازها الثقافي شن حملة مغرضة على المفكرين الإسرائيليين الذين تجرأوا في أبحاثهم للتطرق إلى مذابح ومآسي اللاجئين خلال حرب 1948 كالكاتب الإسرائيلي "ايلان بابيه" و "وبني موريس" وتم إلغاء بعض الكتب من مناهج التدريس لأنها تحدثت عن جرائم لا إنسانية جرت خلال الحرب"، وهذا ما جرى مع وزيرة التربية في إسرائيلي "يولي تمير" التي طالبت بتوضيح الخط الأخضر في الخرائط الإسرائيلية حيث شنت عليها عاصفة من اليمين والمستوطنين كون ذلك يتناقض مع أحلام إسرائيل الكبرى.

واشار قراقع ان الحقيقة على الأرض تشير أنه بعد ستين عاماً فان إسرائيل قد كرست الدولة الواحدة بنظام قوانين تمييزي بين فئات السكان في هذه الدولة، فالفلسطينيون في ارضي 1948 يواجهون قوانين وتشريعات عنصرية ويعاملون كمهمشين من حقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية، وكذلك الفلسطينيون في القدس لا تنطبق عليهم فيما ينطبق على اليهودي من حقوق وواجبات وتسعى القوانين الإسرائيلية إلى تهجيرهم من المدينة أما سكان الضفة الغربية فتحكمهم الأوامر العسكرية الإسرائيلية.