وزارة التربية والتعليم تطلق استراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين
نشر بتاريخ: 14/05/2008 ( آخر تحديث: 14/05/2008 الساعة: 11:54 )
نابلس-سلفيت-معا- أعلنت وزيرة التربية والتعليم أ .لميس العلمي، عن إطلاق استراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين في فلسطين، بمشاركة نائب ممثل حكومة النرويج لدى السلطة جريت لوشين ومديرة مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم 'اليونسكو' في رام الله لويز هاكسثاوزن وكيل الوزارة محمد أبو زيد والمنسق الوطني لإعداد الاستراتيجية د.ماهر حشوة ووكيل الوزارة المساعد لشوؤن التخطيط والتطوير بصري صالح.
وقالت العلمي، خلال حفل لإطلاق الاستراتيجية الذي أقيم في فندق البست ايسترن برام الله، بحضور ممثلين عن مؤسسات التعليم العالي ومئات التربويين الفلسطينيين والدوليين، أن الوزارة أدركت ومنذ تأسيسها أن أسس قوة تطوير النظام التربوي تكمن في الطاقات البشرية والعقول القادرة على صنع التغير وقيادة التطوير وذلك بما تمتلكه من قدرات وإمكانيات لتحقيق الأهداف التربوية، وبينت أن الاهتمام بالمعلم وتطويره كان دوماً في جوهر نظرتها الشمولية لمعالجة الواقع التعليمي الذي يستوجب من الجميع استنهاض الهمم واستثمار كل الإمكانيات للنهوض بذلك الواقع.
واعتبرت العلمي أن الخطة الخمسية الثانية لوزارة التربية والتعليم إطاراً ملائماً يساعد على تحديد الأولويات والبرامج المستقبلية في كافة الاتجاهات وعلى جميع المستويات، بأسلوب منطقي يوفير التعليم للجميع بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال المهمشين.
وشددت العلمي على إن تطوير الاستراتيجية الوطنية لإعداد وتأهيل المعلمين هي ترجمة عملية ومطلباً وطنياً أكيداً وخطوة أولى في سبيل تحقيق الأهداف للإصلاح والتطوير في مجال التعليم كما نصت عليه الخطة الوطنية للإصلاح والتنمية وفصلته خطة الوزارة الخمسية الثانية.
وأعلنت العلمي أن فلسطين أصبحت أمام حقبة جديدة من العمل التربوي الجاد على المستوى الوطني، والتي تحتوي على عدد من السياسات الصريحة والعمل المشترك في مجال إعداد المعلمين وتأهيلهم وتطويرهم مهنياً، مضيفة أن استراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين تسعى إلى لتطوير التعليم كمهنة وتطرح كل المتطلبات والاقتصادية والاجتماعية والفنية اللازمة لذلك، وهي تتطلب من الجميع أن يعلنوا التزامهم السياسي والأخلاقي بمبادئ هذه الاستراتيجية والسعي لتنفيذها بكل عزيمة.
وبينت أن إطلاق هذه الاستراتيجية يطلق ورشة عمل وطنية تستهدف إكساب المعلم الفلسطيني منظومة المعارف والمهارات العامة والتخصصية والقيم والاتجاهات الايجابية، اللازمة لنمو أطفالنا بشكل سوي وشامل بشكل يهيئهم للمشاركة في بناء مجتمعهم.
وأوضحت إن الرؤى والأطر والبرامج المطروحة في الاستراتيجية تعتبر دليل عمل ملائم، وقاعدة عريضة للانطلاق نحو المستقبل في هذا المجال مستقبل يتضمن عملاً دؤوباً من قبل مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية لمراجعة برامج القائمة وتطوير البرامج الملائمة لإعداد المعلمين.
ودعت وزيرة التربية جميع الشركاء لتوفير كل الإمكانيات المادية والفنية لتنفيذ برامج هذه الاستراتيجية وتوفير الدعم الملائم للمؤسسات العاملة على تنفيذها في إطار خطة تنفيذية واضحة.
كما دعت كافة الشركاء الوطنيين من مؤسسات للتعليم العالي ومؤسسات غير حكومية للحفاظ على استمرار صبغة الشراكة الوطنية التي سادت مرحلة تطوير هذه الاستراتيجية لضمان تنفيذها الفعال لمبادئها وبرامجها ويمكن من رصد التقدم فيها.
وفي السياق ذاته، أشارت جريت لوشين إلى تعاون حكومتها مع وزارة التربية والتعليم منذ قيام السلطة، حيث تعتبر النرويج من أكثر الدول المانحة دعما لقطاع التعليم، خاصة في مجال تأهيل المعلمين وبناء المدارس، معتبرة أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل لتوفير تعليم مناسب للسياق العالمي.
كما عبرت عن سعادة بلادها النرويج بإطلاق هذه الاستراتيجية المعبرة عن التزام الحكومة الفلسطينية بتطوير التعليم، الذي يركز على التعليم الجيد والمهارات والاستثمار في التعليم وعن التزام بلادها الاستمرار في دعم الاستراتيجية ماليا وعلى مدار الثلاث سنوات القادمة.
بينما لويز هاكستير أن الاستراتيجية مهمة لتحسين التعليم، شاكرة حكومة النرويج على دعمها المالي، معتبرة أن هذا التوجه عامل مهم في علاج مشاكل قطاع التعليم، والوصول بالتعليم الفلسطيني إلى مستويات عالمية وموضحة أن قطاع التعليم بحاجة إلى تنسيق وتوعية العاملين في هذا القطاع، وهي أولوية مطلقة ومكون أساسي في الخطة الخمسية للوزارة.
وأشارت إلى أن نوعية التعليم هو واحد من الأهداف الستة التي تبناها الملتقى العالمي للتعليم، وهذا يشكل تحديا لكثير من الدول في هذه المنطقة، وأن نوعية التعليم أساسية في تلبية احتياجات الحياة المعاصرة، لافتة إلى أن تطوير المعلمين القادرين على تحسين نوعية التعليم يتطلب تحسين البرامج الاستراتيجية ودعم الشركاء، ومؤكدة على التزام 'اليونسكو' بتوفير الخبرات الفنية لتنفيذ هذا المشروع.
من جانبه ألقى ماهر حشوة الضوء على الاستراتيجية بالإجابة على سؤال لماذا استراتيجية وطنية لتأهيل المعلمين؟، إضافة إلى عملية تطوير عناصر الاستراتيجية القائمة على رؤية المعلمين وبرامج إعداد المعلمين وبرامج التطوير المهني المستمر ومهنة التعليم وإدارة نظام تأهيل المعلمين.
من جهته، عرض بصري صالح، الطريق نحو تطبيق استراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين في فلسطين بالحديث عن منطلقات العمل في إطار الخطة الخمسية وإعداد وتأهيل المعلمين، من خلال التركيز على مهنة التعليم بهدف الحصول على أفضل المعلمين، مشيرا إلى مرحلة الإعداد القائمة على اعتماد وإطلاق الاستراتيجية والخطة التنفيذية ومن ثم مرحلة تطوير وتنفيذ عناصرها.
وأعلن صالح أن الوزارة بدأت عملها التطويري -المنبعث من روح خطتها الخمسية- من خلال عدة مراحل متزامنة والتي من بينها البدء في مرحلة تقويم المناهج ضمن منظور شمولي وتطبيق المنحى الشمولي للتطوير المدرسي اعتمادا على معايير تربوية وطنية و تحسين فرص استثمار تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في التعليم وكذلك توظيف آليات ملائمة لرعاية الطلبة الموهوبين, ولتشجيع وتعميم المبادرات الخلاقة للمعلمين وكذلك تنفيذ استراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين.
وبين صالح أن إعداد وتأهيل المعلمين تعتبر أولى الخطوات نحو التطوير و تعزيز الشراكة التي تتسم معالمها من خلال التركيز على مهننة التعليم بهدف الحصول على أفضل المعلمين و بهدف الحصول على أفضل ما لدى أفضل المعلمين بالاعتماد على التنسيق وتكامل الجهود لمؤسسات التعليم العالي والتعليم العام وإعادة صياغة متطلبات ودور واليات تطوير مهنة التعليم ومأسسة المتابعة من خلال هيئة مستقلة من جهة والاعتماد على معايير تحاكي التجربة الدولية وتستجيب للمتطلبات الوطنية.
كما أكد صالح على أهمية الإطار المؤسساتي وعلى أن تكون الوزارة في كرسي القيادة لضمان تنفيذ استراتيجية تأهيل المعلمين من خلال وتكاملها مع الجامعات والمؤسسات الأخرى.
وأوضح صالح أهمية ضمان دعم الحكومة لمراجعة ألأطر الإدارية والمالية اللازمة لمهنة التعليم وإعادة النظر في آليات ومتطلبات وسياسات اختيار المعلمين ودعم جهود تحسين الوضع الاقتصادي للمعلم وإقرار نظام حوافز مرتبط برخصة التعليم والرتب الخاصة بالمعلمين وتحسين نظام إدارة المعلومات التربوية بما يخدم متطلبات الاستراتيجية.