حلقة نقاش في جنين بعنوان "منتدى اصلاح القطاع الامني الفلسطيني والامن في خدمة المواطن"
نشر بتاريخ: 14/05/2008 ( آخر تحديث: 14/05/2008 الساعة: 20:51 )
جنين - معا - نظم مركز جنيف للرقابة على القوات المسلحة, ومركز حقوق الإنسان والمشاركة الديمقراطية 'شمس', حلقة نقاش, حول منتدى اصلاح القطاع الامني الفلسطيني, تحت عنوان "الامن في خدمة المواطن"، وذلك في قاعة الغرفة التجارية بالمدينة, بحضور ممثلي المؤسسات والفعاليات, والاطر النسوية والجماهيرية, والقوى الوطنية والاجهزة الامنية والمدنية, وحشد من المهتمين .
وافتتحت الحلقة بكلمة الصحفي علي سمودي, مدير اللقاء, موضحا انه بعد طول انتظار وواقع ماساوي وعذاب مرير, عاشه المجتمع الفلسطيني طوال السنوات الثماني الماضية, تكرست فيه الكثير من مظاهر الفوضى والفلتان, بدات الاجهزة الامنية مؤخرا, بتطبيق حملة فرض الامن والقانون, التي اطلق عليها اسم حملة البسمة والامل.
واضاف السمودي ورغم النجاحات الكبيرة, التي حققتها, والتي تؤكد ان المجتمع تواق للقانون والامن والنظام, لان لا استقرار ولا اقتصاد ولا استثمار ولا سيادة بلا قانون وقضاء وامن, رغم ذلك فان هناك الكثير من التساؤلات التي اثيرت حول اهداف الحملة وابعادها, فهل ستوفر السلطة حلول للكثير من المظاهر التي انتشرت في الاونة الاخيرة, كقضية السيارات غير القانونية, التي يستخدمها المزارعون, وهل القانون سيطبق على الجميع دون استثناء, وهل سيجمع السلاح بشكل شامل وكامل, وهل ستنتهي مظاهر السلاح التي ارقت الشارع الفلسطيني, وكيف يمكن تحقيق القانون في ظل استمرار توغلات واعتداءات الاحتلال, في المناطق التي تنفذ فيها الحملة.
واجاب محافظ جنين قدورة موسى, على تلك التساؤلات, مؤكدا انها حملة وطنية ليست من اجل ارضاء الاحتلال, وانما لخلق البسمة والفرحة في اوساط شعبنا, من خلال القضاء على كل مظاهر الفوضى والفلتان, ونشر الامن والامان لبناء اقتصادي وطني, يكفل لشعبنا حياة حركة وكريمة.
واضاف ان "هذه الحملة هي من اجل اماني الشعب الفلسطيني, ولن نميز فيها بين احد, فالجميع تحت طائلة القانون, ولا يوجد بندقية او سلاح شرعي سوى سلاح السلطة الوطنية, والاجهزة الامنية, ومن حق كل القوى, ان تمارس نشاطها السياسي بشكل ديمقراطي, في اطار الوحدة والمصلحة الوطنية والقانون".
وقال المحافظ إن استمرارية خدمة توفير الأمن للمواطنين, تحتاج إلى تعاون الجميع .
والقى رولاند فريدريك, مدير المشاريع الفلسطينية في مركز جنيف, كلمة ترحيبية باسم مركزي شمس وجنيف, موضحا ان اللقاء يندرج في اطار برنامج اصلاح القطاع الامني, ويهدف لاثارة وبحث الصعوبات التي تواجه قوى الأمن الفلسطينية، إضافة إلى خلق حالة من النقاش والتواصل, بين مختلف القطاعات, لتلمس ما يريده المواطن من قطاع الأمن, وما يريده قطاع الأمن من المواطن.
وقال, ان مركز شمس وجنيف, يؤمنان بان الامن منظومة متتالية من العلاقات ذات مستويات مختلفة, يجب مراعاتها في المفهوم الامني.
وقال:" ندرك ان الوضع الفلسطيني, يحويه الكثير من المشاكل والصعوبات, وعلى راسها الاحتلال, ولكن ما نلمسه من نجاح عقب انتشار قوى الأمن, في جنين, يعد مؤشراً لإمكانية تحقيق الاستقرار والاستقلال" .
وقدم المقدم عثمان عبد الله, من الاستخبارات العسكرية, مداخلة عن الأمن الفلسطيني, بين الضرورات المجتمعية وضرورات السياسة, موضحا ان المواجهة المستمرة لشعبنا مع الاحتلال, على مدار اربعين عاما, افرزت افكار ومسلكيات سلبية عديدة, اختلطت فيها المفاهيم والحقائق, واصبح المواطن غير امن, خاصة في ظل انتشار الجريمة والسرقة وظاهرة تجارة السلاح والمتاجرة بارواح الناس مما دفع الاجهزة الامنية للتحرك, لتاخذ على عاتقها المسؤولية, وتعمل على تلبية ضرورات توفير الحد الادني, من الامن.
واضافك" ولكن عندما تحقق شيئا من الامن, نجد الاحتلال يسعى لتخريب أي مسعى للوصول لحالة الامن والاستقرار, لانه معني باستمرار حالة الفوضى والفلتان, والدليل عملياته في محافظة جنين".
واستعرض اللواء كمال الشيخ, مدير عام الشرطة السابق, تجربته الشخصية بعد خدمة 40 عاماً, في مجال الأمن, فقال :"اننا قادرون على فرض النظام والقانون, وتوفير حياة كريمة لشعبنا, عن طريق مكافحة الاحتلال, وتثبيت المواطن على ارضه من خلال ضمان وتامين عدة احتياجات رئيسية له, تكفل وتصون صون دمه ".
وحذر من محاولات البعض, اثارة الشائعات المضللة, التي تستهدف المس بشعبنا وسلطته واجهزته الامنية, واثارة الفتن والبلبلة, لانها من اهم عوامل تدمير المجتمع وسمعة رجال الامن.
والقى العميد زياد المشهراوي, مستشار رئيس المخابرات العامة, محاضرة بعنوان "إصلاح قوات الأمن الفلسطينية الفرص والمعقيات" اوضح فيها, ان الاراضي الفلسطينية شهدت تدهورا متدحرجا في الاوضاع الامنية, منذ زيارة شارون للمسجد الاقصى, وقيام اسرائيل باعادة احتلال الضفة, وانتهاء بـ"الانقلاب" في قطاع غزة .
وذكر, انه رغم الحاجة الملحة لعملية اصلاح واسعة للقطاع الامني الفلسطيني, فان هناك عدة معيقات, ابرزها التعنت الاسرائيلي, وعدم تنفيذه لالتزاماته تجاه العملية السلمية, مما افقد السلطة القدرة على الاقناع, بجدوى الخيار التفاوضي لحل الصراع.
وراى المشهراوي, ان هناك العديد من الفرص, لتحقيق الاصلاح, تتمثل في الضغط الشعبي لاحداث اصلاح حقيقي, في الجهاز الامني, والرغبة الدولية في دعم الاصلاح, وتزايد الاصوات المنادية به, من مختلف الاوساط.
واضاف, بالرغم من كل المعيقات, الا ان ارادة الاصلاح في تصاعد مستمر, والحاجة الماسة للامن تفرض نفسها, مما يفرض على الجميع, سلطة وفصائل وقوى مجتمعية ومواطنين, تقديم تعريف موضوعي للامن, والخروج بمفهوم وطني مشترك, للامن القومي.
وتحدثت رندة سنيورة, المدير العام للهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن, معبرة عن ارتياحها لوجود تحسن ملحوظ خلال العام الماضي, في الوضع الفلسطيني, في معالجة الفلتان الامني, وتراجعه ونجاح مكافحته, مما خلق وضع امني اكثر استقرارا, انعكس على الوضع الاقتصادي والسياسي, يؤكد الحاجة الماسة, لوقفة جادة, لتحديد معايير الامن, عما كان دارجا خلال الاعوام الماضية.