الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطينيون بالمملكة العربية السعودية يحيون الذكرى الـ 60 للنكبة ويؤكدون على تمسكهم بحق العودة

نشر بتاريخ: 16/05/2008 ( آخر تحديث: 16/05/2008 الساعة: 17:30 )
الرياض -معا- أحيا الفلسطينيون المقيمون في المملكة العربية السعودية امس الخميس، الذكرى السنوية الستين للنكبة الفلسطينية من خلال مهرجان جماهيري حاشد للتراث والثقافة نظمته سفارة دولة فلسطين في مقرها بالرياض، تحت رعاية سفير دولة فلسطين وممثل السلطة الوطنية الفلسطينية المعتمد لدى المملكة جمال عبد اللطيف الشوبكي، وحضور المدير العام لمكاتب اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني لدى السعودية عبد الرحيم محمود جاموس، وحشدٍ كبير من رجال الثقافة والإعلام والأعمال الفلسطينيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية وحشدٍ من العائلات والشبيبة والأشبال والزهرات الفلسطينية.

وألقى سفير دولة فلسطين لدى المملكة، جمال عبد اللطيف الشوبكي، كلمة سياسية تاريخية شاملة عن القضية الفلسطينية بالمناسبة، استعرض فيها مراحل الاحتلال الاسرائيلي الذي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين والتي أدت إلى وقوع النكبة الفلسطينية الكبرى في 15/05/1948 في نفس اليوم الذي أنهت فيه بريطانيا انتدابها على فلسطين، مستعرضا مراحل الكفاح والانتفاضات التي خاضها الشعب الفلسطيني بكل قواه الوطنية في مواجهة سياسات الانتداب والهجرة "الصهيونية" في عشرينات وثلاثينات وأربعينات القرن الماضي من انتفاضة البراق سنة 1929 إلى ثورة القسام فالثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936 وما صاحبها من الإضراب الشهير الذي دام أكثر من ستة أشهر وصولاً إلى هبة شـعب فلسطين لمواجهة قرار التقسيم.

واستعرض الشوبكي في كلمته الشاملة مرحلة انطلاق ثورة شعبنا المعاصرة في 1/01/1965 على يد حركة " فتح" وما تبعها من فصائل العمل الوطني والتي انتظمت في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني بفضل كفاحه ونضاله بمختلف وسائل الكفاح والمقاومة لأجل تثبيت الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني والتي أقرتها وتؤكد عليها القرارات المتتالية للأمم المتحدة بدءاً من قرار التقسيم رقم 181 وقرار حق العودة رقم 194 لسنة 1949 وصولاً إلى سلسلة القرارات الأممية وفي مقدمتها القرار 2236 الذي يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، كما تعرض إلى مختلف المحطات والمواجهات من معركة الكرامة إلى حرب العصابات إلى المقاومة والمواجهة مع قوات الاحتلال عبر الحدود العربية الأردنية أو السورية واللبنانية إلى المواجهة الكبرى وحصار بيروت سنة 1982م والصمود الأسطوري الذي سطرته الثورة الفلسطينية والشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة القوات الإسرائيلية وما نتج عن ذلك، ثم الانتفاضة الفلسطينية الكبرى في ديسمبر 1987م وما حققته من إنجازات وطنية أدت إلى إقرار اسرائيل نفسها باستحالة استمرار إحتلاله وتنكره للحقوق الوطنية المشروعة وذلك من خلال النضال المستمر والتمسك الثابت الغير قابل للمساومة أو التنازل عن حقوق شعبنا المشروعة وفي مقدمتها حق العودة وإنهاء الاحتلال وإقتلاع الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقبل أن يختم السفير الشوبكي كلمته حيا نضال شعبنا الفلسطيني في الوطن في غزة وفي الضفة وفي القدس وفي داخل الخط الأخضر ووقفته وهبته في هذا اليوم، مؤكداً أن صوت شعبنا ورسالته وقضيته العادلة آجلاً أم عاجلاً ستفرض حقوق شعبنا وسيجري انتزاعها بمختلف وسائل النضال والكفاح ومنها المفاوضات وأن خيار السلام الذي تقدم به شعبنا واضح ومحدد وأن شعبنا وقيادته لن يقبلوا بأي سلام يؤدي للتنازل عن ثوابت شعبنا الوطنية أو إنتقاص حقوقه الوطنية المشروعة في وطنه فلسطين.

ووجه الفلسطينيون المقيمون بالمملكة العربية السعودية من خلال هذا المهرجان ثلاث برقيات إلى كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية حيوا فيها مواقفه الكريمة ومواقف المملكة العربية السعودية التاريخية الثابتة والمستمرة في دعم ومساندة نضال شعبنا حتى يسترد حقوقه كاملة، مؤكدين على تمسك شعبنا بحقه بالعودة إلى وطنه وببقية حقوقه المشروعة، وبرقية إلى جولدن براون الوزير الأول البريطاني يحملونه وحكومته فيها مسؤولية تصحيح الخطأ والجريمة والنكبة الكبرى التي ارتكبت في حق شعبنا ، مطالبين فيها العمل الجاد على تنفيذ الشرعية الدولية وقراراتها والتي كانت دولته طرفاً فيها، وبرقية أخرى إلى السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة يطالبه فيها المجتمعون بتفعيل الشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها الأممية في شأن فلسطين والعمل الجاد من أجل إنهاء حالة اللجوء والتشرد التي لا زال يعاني منها شعبنا الفلسطيني والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

كما تضمن المهرجان إلقاء بيان صادر عن حركة " فتح " حيت فيه نضال شعبنا في هذا اليوم الكفاحي والذي تجسدت فيه وحدة شعبنا داخل فلسطين وفي الشتات حول أهدافه ومطالبه وحقوقه الوطنية غير القابلة للتأويل أو التقليل أو القفز عليها وفي مقدمتها حق شعبنا في العودة وإنهاء الاحتلال، واقتلاع الاستيطان وممارسة تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وألقي في المهرجان عدد من القصائد الشعرية إحياء لذكرى النكبة قدمتها الشاعرة ميسون أبو بكر، والشاعر سليمان غزال، كما قدم الشاعر أيمن اللبدي والذي أدار المهرجان عددا من القصائد والمداخلات الهامة والتي أذكت جميعها مشاعر الحضور بالمناسبة.

وقدم طلبة جامعة القدس المفتوحة بالرياض أوبريت (( حلم وطن )) من تأليف وإخراج يوسف جنينه. كما تخلل المهرجان فقرات من الزجل الفلسطيني قدمها الشاعر نبيل الحسن والشاعر أمجد العمر، وقدمت فرقة بيسان للزجل والفنون الشعبية وفرقة شباب فلسطين ألوان من الدبكة الفلسطينية مصحوبة بالألحان والأناشيد الشعبية الوطنية الفلسطينية.

وأكدت جماهير فلسطين المقيمة في المملكة العربية السعودية من خلال هذا المهرجان على الوحدة الفلسطينية والتفافها حول ممثلها الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس.