الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كارن ابو زيد: الفلسطينيون أناس حقيقيون لا يمكن أن يتم فصلهم عن تراثهم ولهم ماض وتاريخ لن يتم إنكاره

نشر بتاريخ: 17/05/2008 ( آخر تحديث: 17/05/2008 الساعة: 13:47 )
غزة- معا- اكدت كارن ابو زيد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" ان المعرض الذي تقيمة الوكالة "أنا من هناك ولي ذكريات" يهدف إلى إحياء الحياة الفلسطينية قبل النكبة.

وافتتحت ابو زيد المعرض الذي تنظمه الاونروا بالتزامن مع احياء الفلسطينيين لذكرى النكبة الـ 60 في قاعة مركز تنمية المجتمع المحلي للمعاقين بصريا بغزة.

وقالت ابو زيد في خطابها الافتتاحي "قد يقول البعض أن غزة تعيش اليوم نكبتها الخاصة التي أنتجتها قسوة الاحتلال المستمر والحصار الخانق الذي أضاف إلى الشقاء الناجم عن واحد من أكثر أنظمة الإغلاق خنقا في التاريخ الحديث إن هذا بحد ذاته، وأكثر من أي شيء آخر، يعتبر نكبة للعقل".

وتابعت ابو زيد "خلال السنوات السبع التي قضيتها في غزة، شهدت استنزاف الأمل مثلما شهدت ايضا أثره الهائل على أرواح الناس, إلا أننا في عائلة الأمم المتحدة كنا ولا نزال في طليعة الجهات التي تبذل الجهد، سواء على مستوى الدبلوماسية الخاصة أو على مستوى التأييد العلني، من أجل تغيير وضع شائن للغاية".

واشارت ابو زيد انه "خلال الفترة الواقعة بين تشرين الثاني من عام 1947 وتموز من عام 1949، قام ما يزيد عن سبعمائة ألف فلسطيني بهجر بيوتهم في فلسطين الطبيعية وذلك بسبب الطرد أو بسبب الفرار النابع من الخوف لتبدأ بعد ذلك الآلام الناتجة عن الاغتراب والرعب الذي تسبب به فعل الطرد ذلك علاوة على الآثار المدمرة للنفي والعزلة، وجميع تلك الآثار لا تزال باقية كجزء من تجربة اللاجئ الفلسطيني حتى وقتنا الحالي".

واكدت "إن أحداث النكبة قد عملت على إحداث كم هائل من الصور في مخيلة العالم، ومن ضمن تلك الصور تلك الصورة الرمزية للاجئة الفلسطينية الهاربة التي تعاني الإجهاد الناجم عن الهروب القسري فيما ترتسم على قسمات وجهها المعاناة والرغبة في الصمود من أجل البقاء والتغلب على كافة مصاعب يومها ذلك. وعبر السنين، امتزجت تلك الصورة مع الآخرين، بالإكراه وبطريقة مؤثرة في الغالب ومأساوية في أحيان كثيرة، فيما استمر الفلسطينيون بتحمل آثار الاحتلال والحرمان والنزاع المسلح الذي يبدو وكأنه أزلي".

واعتبرت ابو زيد معرض "أنا من هناك ولي ذكريات" بعد ستة عقود مساهمة صغيرة تقدمها الأونروا للتأكيد على إنسانية وقوة الروح الفلسطينية، وهي صفات غالبا ما تم حجبها أو نسيانها في خضم النضال الفلسطيني المستمر, وباعتبارنا وكالة تابعة للأمم المتحدة مكرسة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين على تحقيق أعلى مستويات التنمية البشرية، فإنه من واجبنا أن نعمل على أن نرى الأشخاص الذين نخدمهم على أنهم أشخاص وبشر لهم حياة حقيقية، وبشكل مساو في الأهمية أيضا على أنهم أشخاص لديهم تاريخ حقيقي من المنجزات التي يفخر بها ومن الثروة الثقافية التي تربطهم برباط تاريخي مع فلسطين التاريخية".

واشارت "فيما أنتم تستعرضون كل صورة، فإنني أحثكم على تخصيص وقت للتفكير في الحياة والإنسانية التي تكمن وراء كل صورة، وفي سعة الحيلة الإنسانية المجردة وفي روح مكامن القوة المفقودة. إن هؤلاء هم أناس حقيقيون، أناس لا يمكن أن يتم فصلهم عن تراثهم الذي يبعث على الفخر. إنهم أناس لهم ماض وتاريخ لن يتم إنكاره".