بعد تراجع مستوياتهم وتنتظرهم البطولات الرسمية التحكيم المحلي مشكلة حقيقية على طاولة إتحاد كرة القدم الفلسطيني
نشر بتاريخ: 17/05/2008 ( آخر تحديث: 17/05/2008 الساعة: 16:23 )
بيت لحم - معا - ناصر العباسي - بعد إنتخاب مجلس إدارة جديد لإتحاد كرة القدم الفلسطيني في العاشر من الشهر الجاري فإن أبرز أهداف عمل الإتحاد خلال الفترة القادمة هو النهوض بالمستوى الرياضي المترهل حاليا نتيجة الظروف السيئة والتي أحاطت بالإتحاد السابق وبالرياضة الفلسطينية بوجه عام ومعالجة كافة القضايا الشائكة والتي تحد من عملية تطور الرياضة بشكل عام , وهذا لا يتحقق بدون خطة عمل مدروسة يتحمل مسؤوليتها الإتحاد بأكمله وبمساعدة جمعيته العمومية وبمشاركة الأكاديميين وأصحاب الكفاءات والأدمغة الرياضية والإدارية وكافة ألوان العمل الرياضي , وموضوع اليوم سنطرح من خلاله على طاولة الإتحاد الجديد مشكلة حقيقية بحاجة الى البدأ بمعالجتها في أقرب وقت ممكن كونها تحتاج لفترة زمنية ليست بالهينة حتى نحد منها , وهي مشكلة التحكيم المحلي , حيث ينتظر حكام كرة القدم الفلسطينية في محافظات الوطن العديد من الإستحقاقات القادمة , وينتظر الشارع الرياضي إنطلاق البطولات الرسمية بفارغ الصبرعلى أسس ومعايير مدروسة وواضحة خاصة بطولة الدوري ولمختلف الدرجات , ولعل من أبرز المعضلات والتي ستواجه بطولاتنا القادمة هي قلة عدد قضاة الملاعب وتذبذب مستوى البعض منهم مع ارتفاع الوزن الزائد وتواضع المستوى البدني , حتى أبدى العديد من المتابعين قلقهم على مستوى التحكيم المحلي في الوقت الحاضر خاصة خلال تحكيمهم للبطولات المحلية والتي شهدتها معظم محافظات الوطن في العامين الماضيين , وذهب البعض الى حد القول أن مستوى التحكيم الحالي لا يسمح بإقامة مباريات الدوري أو غيرها من البطولات الرسمية بعد فشل بعض الحكام لإدارة اللقاءات وكانوا سبب مباشر في حدوث أعمال الشغب على مدرجات الملاعب .
وتكمن أهمية التحكيم في الفترة القادمة عندما تشهد البطولات الرسمية موضوع حساس ومهم وهو مبدأ الصعود والهبوط لتقليص عدد الفرق المحلية من خلال بطولات الدوري ولمختلف الدرجات , وهذا سيكون هدف الإتحاد الحالي وهو تقليص عدد الفرق بعد تنظيم ورشات عمل وطرح آليات البطولات والتي يمكن تنفيذها على أرض الواقع , وأبدى بعض الحكام الفلسطينيين رأيهم بهذا الموضوع بعد إعترافهم بتراجع مستوى التحكيم بشكل عام نتيجة غياب البطولات الرسمية وعدم الحصول على أبسط حقوقهم مثل المكافئات المادية وملابس التحكيم وغيرها وتجسد ذلك بإضرابهم مؤخرا عن تحكيم مباريات درع الإتحاد بسبب عدم حصولهم على متسحقاتهم المالية والتي ترجع الى بطولة الكأس في عام 2004م قبل أن تحل هذه المشكلة قبل الإنتخابات الاخيرة , ويرى قضاة الملاعب ان المشكلة تكمن في عقد الدورات التأهيلية محليا وعدم الإشتراك في الدورات الخارجية بعدد مناسب من الحكام , وغياب جيل جديد من الحكام يستطيع أخذ مكانه خلف الحكام المتقاعدين وقلة المحاضرات النظرية لعملية صقل الحكام المحليين في كل فترة , ومن احد الأسباب أيضا هو عزوف البعض عن التحكيم هو العنف الرياضي والذي يواجه الحكام من قبل الجماهير او إداري الفرق وغيرها , لذلك بما أن الإتحاد الحالي يرفض إقامة البطولات الرسمية بشكل عشوائي وأعلن أنه سيحدد آليات واضحة لها حسب الأنظمة والقوانين المعمول بها التي تنص عليها لوائح البطولات فإنه بحاجة خلال هذه الفترة القادمة هو العمل وبشكل سريع على حل مشكلة التحكيم من خلال تعيين رئيس للجنة الحكام المركزية يكون قادر على العمل ضمن خطة مدروسة بمساعدة طاقم إداري من الحكام المتقاعدين والذين يمتلكون مواصفات القيادة الجيدة ويعملون تحت مظلة إتحاد الكرة والذي يجب أن يوفر لهم الدعم اللازم إذا أردنا النجاح في بطولاتنا القادمة ونحن بحاجة الى إقامة معسكرات داخلية ومكثفة لإعادة صقل الحكام بمختلف درجاتهم والإستعانة بالكفاءات المحلية وحتى الخارجية كون هذا الموضوع على دجرجة كبيرة من الأهمية .