الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الغاز للأقوياء- الفتوّات في غزة ينالون غاز الطهي والعائلات تؤجل الطبخ لحين انفراج الأزمة

نشر بتاريخ: 18/05/2008 ( آخر تحديث: 18/05/2008 الساعة: 11:15 )
غزة- تقرير معا- نبيل باكير رجل ضعيف البنية غير مفتول العضلات اعتاد تجميع أنابيب الغاز من الحي القريب منه بمدينة غزة والمسارعة إلى تعبئتها في ظرف ساعة على الأكثر، ولكنه منذ قرابة شهر ينال من الضرب واللكمات ما لم يعتد عليه ولم يحبه.

يقول شقيقه الأكبر: "لقد نال نصيباً وافراً من الضرب فكي تكون ممن يحظى بغاز الطهي في غزة فلا بد أن تكون مفتول العضلات".

ابو إياد مواطن آخر يؤكد ان زوجته "أم العيال" ذهبت مع جاراتها لإحدى محطات الغاز بغزة وانتظرت هناك منذ الساعة الثانية عشر منتصف النهار حتى الثامنة وغادرت المكان خاوية الوفاض "لا جابت غاز ولا طبخت طبخة".

أما حال باقي المواطنين فلا يختلف كثيراً عنهما، وليس من المبالغة في شيء القول أن معظم أسر قطاع غزة أجلت الطبخ واستعانت بـ "النواشف" او "الساندويتشات" إلى حين انفراج الأزمة، وهي الأزمة المتعلقة بتزويد قطاع غزة بإمدادات غاز الطهي الذي أصبح عزيز المنال ولا تطاله أيدي الأسر الفقيرة والغنية على حد سواء.

غزة كما لجأت إلى السيرج المكرر لتشغيل السيارات بعد خلطه بالسولار والبنزين ورغم آثاره الضارة فقد توجهت نساء القطاع إلى أقراص الكهرباء "مدفأة" صغيرة لطهي الطعام لأطفالهن ولإعداد المشروبات الساخنة.

ولأن الطلب ازداد على أقراص الكهرباء فقد ارتفع ثمنها من "25" شيقلا إلى "45" شيقلا إلى أن نفدت من السوق وبقيت اعداد منها بيد المحتكرين من التجار الذين لم يدعوا سلعة إلا وأخضعوها لنظامهم الاحتكاري بغزة.

فمن الذي ينال غاز الطهي؟؟
حسب المواطن ابو احمد من شارع الوحدة بغزة فإن من ينال غاز الطهي: "أصحاب السيارات وأصحاب المطاعم والفتوات وأصحاب النفوذ اما المواطن العادي فله الله".

يذهب غاز الطهي إلى أناس محدودين وقد ساهم في تعميق الأزمة التي يشهدها الشارع الغزي تحويل سيارات المواطنين من البنزين " غير المتاح" إلى غاز الطهي ، وفي حالات كثيرة يسطو السائق بغزة على أنابيب منزل كي لا يتوقف عمله وهو ما أثار حفيظة النساء الصابرات على قلة الغاز ومن ثم انعدامه.

ويتساءل الغزيون عمن ينال غاز الطهي الذي تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتزويد قطاع غزة به ثلاثة ايام أسبوعياً على حد اعتقادهم، وحسب الراشح لدى المواطنين فإن اسرائيل لم تمنع غاز الطهي كما منعت السولار والبنزين فأين يذهب غاز الطهي؟.

رئيس شركة ابناء الحاج هاشم الخزندار للبترول مأمون الخزندار يقول ان اسرائيل هي المسؤول عن ازمة الوقود الخانقة في قطاع غزة متهماً اياها باتباع سياسة "حرب قذرة" هدفها تجويع المواطنين ويؤكد ان الأزمة ليست بالجانب الفلسطيني أو لدى الشركات بل لدى الجانب الاسرائيلي الذي يخنق مليون ونصف المليون انسان ويتبع يوميا سياسة حصار معينة وصلت إلى الحبوب والأعلاف.

وحول الكميات التي تدخل قطاع غزة قال ان الاحتلال قام بضخ كميات تعادل احتياج ثلاثة أيام فقط في غزة منذ التاسع من ابريل الماضي حتى الخامس من الشهر التالي، حيث قامت اسرائيل بضخ الكميات التالية إلى القطاع:

تزويد القطاع بكميات مقلصة قبل التاسع من ابريل وفي هذا اليوم تم ضخ 130-140 طن توقف الضخ حتى السابع عشر من ذات الشهر وفي السابع عشر منه تم ضخ 130 طن فقط توقف إلى العشرين من ابريل حيث تم ضخ 180 ألف لتر توقف إلى الأول من الشهر الجاري ثم عاد الضخ ليصل إلى 55 طن إلى الخامس من ذات الشهر حيث ضخ الاحتلال 130 طن ومن ثم توقف إلى الرابع عشر من مايو حيث سمح بضخ كميات بما لا يساوي بالمجمل حاجة القطاع لثلاثة ايام قبل ان يتم تحويل سيارات المواطنين إلى الغاز عوضاً عن الديزل.

وحسب الخزندار فإن قطاع غزة يحتاج إلى 30قاطرة غاز بمعدل 600-700 طن يومياً ليتخلص من الأزمة الخانقة وذلك لخمسة عشر يوماً قادمة.

وينفي الخزندار بشكل مطلق محاباة تلك الشركات للحكومة المقالة بغزة مؤكدا ان الشركات لم تقم بتزويد الحكومة بغزة أو حركة حماس بأي كميات مشيرا الى ان تخزين الغاز في غير محطات الغاز يحتاج إلى صهاريخ ضخمة ومضخات وصمامات امان وغيره وهي المواد التي لا تتوافر بالقطاع سوى للشركات العاملة.