الأحد: 10/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في كلمة بمناسبة النكبة: هنية يدعو إلى رفع الحصار ويطالب "الاخوة" في رام الله بمد أياد بيضاء لغزة

نشر بتاريخ: 18/05/2008 ( آخر تحديث: 18/05/2008 الساعة: 17:12 )
غزة- معا- قال رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية في خطاب متلفز اليوم "إن العودة باتت اقرب بعد ستين عاما على النكبة وأن الانحسار والتراجع بدأ يتهدد مستقبل وكيان الاحتلال".

واعتبر هنية "ان الحصار والاستهداف الإسرائيليين والعدوان المتواصل دليل على استمرار فصول النكبة وتحيز المجتمع الدولي وتوفيره الغطاء لاستمرار اغتصاب فلسطين عبر صمته على معاناة الضحية".

وقال: "الحصار المفروض منذ عامين على قطاع غزة، وسياسة العدوان والاستيطان والحواجز وضم الأراضي وتهويد القدس وبناء الجدران لهو فصل آخر من فصول النكبة".

واعتبر "ان الشعب الفلسطيني أثبت على مر تاريخه وفي مختلف أماكن تواجده، وبعد ستين عاماً على النكبة والمأساة بأنه عصي على التذويب في بوتقة التطويع، وعصي على القبول بطمس الذاكرة أو اضمحلال إرادة الصمود والمقاومة".

وانتقد مشاركة عدد من الرؤساء بانشاء اسرائيل في عامها الستين, قائلاً: "ان مشاركة الرؤساء وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي جورج بوش في احتفالية إنشاء كيان الاحتلال بذكراها الستين بانه تحيز فاضح وتكريس لمنطق الهيمنة وتجاوز للأعراف وانه لن يغير من الحقيقة شيئا ولم يسقط الحقوق ولم يطمس مأساة النكبة".

وشن هنية هجوماً على خطاب الرئيس الأميركي أمام الكنيست الاسرائيلي قائلاً: "إنه شكل عداء واضحاً للشعوب العربية وتجاهلاً للقضية الفلسطينية العادلة وتناسياً مقصوداً لنكبة الشعب الفلسطيني"، مضيفا: "من العجب أن يفخر الرئيس الأميركي بنموذجه الديمقراطي في الوقت الذي يقود فيه حصارا لمعاقبة الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي".

واضاف: "البهرجة دليل على مأزق السياسة الأميركية وفشلها في سياسات المنطقة وفشل المشروع الصهيوني بعد60 عاماً من الصمود الفلسطيني الأسطوري".

واكد هنية على أن الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة ويرفض سياسة التطبيع قائلا: "كل شيء تغير بعد ستين عاماً لكن نحن لم نتغير وحقوق شعبنا وقضيته عبر عنها الشيوخ والعجائز والشباب والأطفال تحدثوا عن العودة وأوراق الطابو ومفتاح الدار وانهم باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

وتابع: "المقاومة غدت رقماً صعباً تحول دون ضياع الحق والانصياع للباطل قدمنا آلاف الشهداء والاسرى من خيرة ابناء شعبنا والجرحى وآخرهم من يتلقى العلاج في مصر والأردن وتركيا وبعد مضي 60 عاما على النكبة ورغم الاختلال في موازين القوى والدعم الاستراتيجي اللامحدود وكل محاولات دمج الكيان ليصبح نسيجا بالمنطقة فإن حقائق سياسية برزت وهي ان القضية استعصت على كل محاولات الطي والطمس وظلت قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة".

واضاف "فشلت كل محاولات التطبيع والتسويات المجحفة التي رفضتها الشعوب العربية والاسلامية وبقيت ثقافة الممانعة والمقاومة واضحت هي الخزان الذي لا ينضب واقصر الطرق للتحرير والعودة والاستقلال".

ووجه هنية رسالة للقادة في رام الله قائلاً: "ونقول للإخوة في رام الله لا تمدوا لأهلكم في القطاع يد النكران والقطعية والتأليب والتحريض، ومدوها يداً بيضاء من غير سوء، وتحرروا من إرادة الخارج، وتخلصوا من هواجس التمثيل وعقدة القيادة ونزعة السلطة، فنحن شركاء في الوطن حاضره ومستقبله، كما لا يجوز تجاوز الأعراف والتقاليد والتي سجلت انتكاسة جديدة باعتقال زوجات الأسرى من نابلس القابعين في سجون الاحتلال، وليتم الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين وحماية المقاومة وعناصرها. لقد عرضنا منذ بداية الأزمة المبادرة تلو الأخرى، وتمسكنا بالحوار سبيلاً، ووقَّعنا على اتفاق صنعاء وطرحنا رؤية متكاملة كانت ومازالت صالحة لإعادة اللحمة واستعادة الوحدة".

وشدد هنية على ضرورة رفع الحصار وتخفيف المعاناة، وتوفير الحد الأدنى من عوامل الصبر والصمود، واستعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام الداخلي، وحماية المقاومة وتحقيق التوافق الوطني حول إدارة المقاومة بما يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني، والبحث في صيغ التكامل بين البرامج لاستكمال مشروع التحرر الوطني.

وأكد على ضرورة التمسك بالحقوق والالتزام بالثوابت وعدم التفريط أو التنازل والتأكيد على حق العودة ورفض التوطين والالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس والإفراج عن كافة الأسرى من سجون الاحتلال وفي مقدمتهم رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك والنواب والوزراء وأعضاء المجالس البلدية.

ودعا إلى توفير الأجواء التي تسهم في استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام والتمسك بوحدة الوطن في الضفة والقطاع، والتأسيس للحوار والتراضي الوطني الذي لا يستثنى أحداً، ونؤكد هنا بأننا معنيون بتحقيق تسوية شاملة لأوضاعنا الداخلية.

وشدد على ضرورة استمرار الجهود والاتصالات من أجل كسر الحصار وإعادة فتح المعابر والتجاوب مع كافة المبادرات والتحركات لتحقيق ذلك، "وفي الوقت الذي نلتزم فيه بتوفير الاحتياجات وتخفيف المعاناة عن ابناء القطاع فنحن والى جانب أننا استوعبنا قرابة 17 ألف موظف مدني وعسكري وقدمنا العون لآلاف العمال والمزارعين والصيادين والمتضررين من الاجتياجات الإسرائيلية وتقديم الدعم للبلديات في القطاع فإن الحكومة سوف تزيد عدد العمال إلى خمسة آلاف عامل كل شهرين في إطار نظام التشغيل الذي بدأته الحكومة منذ خمسة شهور".

وأكد دعمه لجهود مصر في تحركاتها على صعيد تحقيق التهدئة المتبادلة وبحيث تتزامن مع رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان، وقال: "في حال رفض الاحتلال التجاوب مع المبادرة المصرية المدعومة فلسطينياً، فإن الأشقاء في مصر مدعوون من جانب واحد إلى إعادة فتح معبر رفح وكسر الحصار عن شعبنا، فمصر ليست وسيطاً بل حليف وداعم لشعبنا وحقوقه الثابتة وبحكم موقعها السياسي والجغرافي فإن أهالي قطاع غزة يعيشون في كنف مصر ويقتسمون مع شعبها المبارك لقمة العيش".

ونوه إلى زيارة عدد من المبعوثين الأوروبيين معبر رفح مؤخراً قائلا "انهم قاموا بجولات عديدة في مرافقه، وتأكدوا من كافة التجهيزات اللازمة لعمل المعبر، ورفعوا تقاريرهم لمرجعياتهم في الاتحاد الأوروبي وأكدوا خلالها إلى أن المعبر جاهز للعمل ومستوفي لكل المتطلبات، مؤكدا استعداد الحكومة المقالة لإعادة فتح المعبر بحيث يدار تحت مسئولية الشرعيات الفلسطينية رئيساً وحكومة بتواجد أوروبي غير معطِّل".

واعرب عن تشجيعه للمباحثات بشأن التوصل إلى صفقة مشرفة بشأن تبادل الأسرى، إن فصائل المقاومة الآسرة للجندي شاليط متمسكة بمطالبها بشأن عدد الأسرى ونوعيتهم، وهي في الوقت ذاته لم تتراجع عما تم التوصل إليه من خلال التفاوض غير المباشر عن طريق الأشقاء المصريين.

وقال: "لقد صار مؤكداً بأن شعبنا وفصائله أحرص من قادة الاحتلال على طي هذا الملف لدواعي سياسية وإنسانية، ونؤكد بان انجاز هذا الملف يمكن أن يتم سريعاً إذا ما تجاوبت حكومة الاحتلال مع مطالب الشعب الفلسطيني، وتخلت عن التصنيفات والمعايير المرفوضة لأسرانا الأبطال".