الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سعدات: شعبنا لا يستطيع الصمود أمام المشروع الاحتلالي الإجلائي بدون أن يكون موحداً في أهدافه وهويته

نشر بتاريخ: 18/05/2008 ( آخر تحديث: 18/05/2008 الساعة: 19:56 )
غزة - معا- أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي أحمد سعدات أن الشعب الفلسطيني لا يستطيع الصمود أمام الاحتلال ، أو إلحاق الهزيمة بمشروعه الاحتلالي الإجلائي والاستيطاني بدون أن يكون موحداً في أهدافه وهويته، وأدوات ووسائل كفاحه، له قضية واحدة، وأجندة واحدة فوق كل الأجندات الخاصة، مشيداً بصموده على مدار سنوات النكبة وتشبثه بحقوقه الوطنية المشروعة ثابتاً في وجه مؤامرات التصفية.

وشدد الأمين العام للجبهة الشعبية خلال كلمة ألقاها بالنيابة عنه عبد اللطيف غيث في مؤتمر الوفاق الوطني الذي نظمه جمعية أساتذة الجامعات في الخامس عشر من شهر مايو -2008 أن الأولوية في العمل الوطني يجب أن تعطى لاستعادة وحدة الشعب الفلسطيني، واعتبار هذه الأولية سابقة لأي مهمة أخرى، معتبرا أن نقطة البدء هي إنهاء الانقسام ووقف وإلغاء كافة الإجراءات والخطوات التي قام بها طرفا الانقسام (فتح وحماس)، والتي عملت على تكريس الانقسام، داعياً في ذات السياق إلى العودة فوراً إلى طاولة الحوار الوطني الشامل تطبيقاً لوثيقة الوفاق الوطني لعام 2006، وعملاً بالخيار الديمقراطي في حل التناقضات الداخلية، والعودة إلى الشراكة الحقيقية بديلاً للاستقطاب الثنائي.

كما طالب سعدات بوقف ما وصفه "الرهان السياسي على المفاوضات الجارية وعلى الدور الأمريكي فيها، باعتبار أن جوهر الموقف الإسرائيلي لا زال التنكر للحقوق الفلسطينية المشروعة، ولا زال يمارس القتل والحصار ويغزو الأرض بالاستيطان والمصادرة وبناء الجدار"، مشيرا إلى أن الاستمرار في هكذا مفاوضات ليس في صالح قضية الشعب الفلسطيني، وان البديل لذلك يكمن في العمل والنضال من أجل نقل ملف القضية الوطنية الفلسطينية إلى المؤتمر الدولي الكامل الصلاحيات وبرعاية الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها بشأن الموضوع الفلسطيني.

وأكد سعدات على أن وحدة الشعب الفلسطيني هوية وأداة وكيانية سياسية لا يتم إلا بإعادة إصلاح بناء م.ت.ف باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني من خلال ممارسة الخيار الديمقراطي أي الانتخابات حيثما كان ذلك ممكناً، وبمشاركة كافة الأطياف والقوى السياسية الفلسطينية وصولاً للجبهة الوطنية العريضة التزاماً بإعلان القاهرة 2005.

ولفت سعدات إلى أن خيار المقاومة ثابتاً ما دام الاحتلال قائم والشعب الفلسطيني يعيش حياة اللجوء، وهو غير قابل للمساومة، موضحا أن هذا الخيار يخضع في تطبيقه وأشكاله المختلفة للظرف الملموس وما تتطلبه المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في الزمان والمكان المحددين.

وقال سعدات "إن حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة، والتاريخ الكفاحي الطويل والمرير والتضحيات الجسام على مذبح الحرية والاستقلال، تدعو الجميع، بل تجبر الجميع ، ليس فقط إلى اليقظة من المؤامرات التي تحاك ضد الوجود الوطني، بل إلى المبادرة الجادة والمسؤولة، والتقدم بقوة وشجاعة نحو إعادة اللحمة إلى الكيانية السياسية والكفاحية للشعب الفلسطيني وترميم ما علق بمسيرة الشعب من سلبيات وانحرافات حتى نصبح نداً لخصم هدفه نفي الوجود وطمس الحقوق الثابتة وفرض الاستسلام علينا".

وحذر سعدات من استمرار الانقسام لأن من شأنه تعريض النضال الوطني وتضحيات الشعب ومكتسباته إلى مخاطر حقيقية، وهو يضعف ويجزئ قواه الذاتية ويضعف قيم الثورة وأخلاقها، وهو طعنة في صميم الوحدة الوطنية.

وكان سعدات قد استهل كلمته موجهاً تحية الإكبار لجماهير الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وللأمة العربية، ولأحرار العالم ولقوافل الشهداء، وأفواج الأسرى والجرحى، الذين قّدموا حياتهم دفاعاً عن حرية واستقلال شعبهم وحقه في العودة لتراب الوطن "فلسطين.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن خيار الوفاق الوطني هو الخيار الوحيد من بين كل الخيارات لإنقاذ الوضع الفلسطيني من التشرذم والضياع وتعرض الحقوق المشروعة و المكتسبات عبر التضحيات الطويلة للخطر الشديد، وإن وقت الشعب الفلسطيني من دم ومعاناة، كما أن صبره له حدود وهو ينتظر استجابة واضحة وسريعة بالتخلي عن الأجندات والمصالح الفئوية والذاتية لصالح أجندة وحدة القضية والوطن والهوية والأوطان.