مهرجان للحكايات الشعبية بذكرى النكبة في خان يونس
نشر بتاريخ: 19/05/2008 ( آخر تحديث: 19/05/2008 الساعة: 13:43 )
غزة- معا- نظم نادي الشروق والأمل التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر ومؤسسة تامر للتعليم المجتمعي مهرجانا للحكاية الشعبية بمناسبة الذكرى الستون للنكبة وذلك بمشاركة كبار بالسن الذين عاصروا النكبة والأطفال في مقر النادي بخان يونس.
وتبادل اللاجئون من مخيم خان يونس والأطفال الحكايات الشعبية المختلفة حول الهجرة والنكبة والإرهاب الإسرائيلي ضد اللاجئين الآمنين في بيوتهم العام 1948.
وسردت الحاجة ام محمد أمام جمع من الأطفال التفوا حولها على حصيرة حكايتها مع النكبة قائلة :"قبل النكبة كنا يا أطفال نعيش في (حمامة) في امن وأمان بين الخضرة والبساتين نأكل العنب والتين ونستريح تحت الأشجار، نزرع بأيدينا ونبيع في أسواق المجدل ،حتى جاءت عصابات (الهاغاناة) وأطلقوا علينا النيران من الرشاشات ومن القصف بالطيارات وأجبرونا بالقوة تحت الخوف والترهيب بالرحيل القسري عن مدننا وقرانا، وجرينا جري كبير، لما وصلنا للبحر أطفال وشيوخ ونساء وشباب بملابسنا وتركنا حمامة الجميلة بخيراتها ، ولكنها تعيش بداخلنا في ذكرياتها الجميلة لن ننساها ولآخر نبض بعروقنا راح نبقى نتمسك بحقنا فيها وانتو أيضا ما تفرطوا بأرضكم هناك، نمتلك أوراق الطابو وقواشين البلاد ومفاتيح البيوت".
وتواصل الحاجة ام محمد: "كانت حمامة فيها بساتين العنب والتين كنا نزرع الأرض ونأكل من خيراتها مبسوطين في بيوت من الطين شفنا المرار وذقنا العذاب والهوان لما بعدنا عن مدننا ولازلنا نحلم بالعودة وما راح نتنازل عن شبر من أراضينا هناك مستعرضة المعاناة في العيش بخيام وكالة الغوث وحتى يومنا هذا".
فيما استعرضت ام فيصل اللاجئة من (حمامة) أيضا بعضا من الأهازيج والأغاني الشعبية التي التي كانت النسوة في حمامة يغنينها في أفراحهن وفي المناسبات السعيدة.
وقال نجوى الفرا مديرة نادي الشروق والامل بان الهدف من المهرجان هو تعزيز الهوية الفلسطينية وربط الأجيال الفلسطينية بها وبالحكايات الشعبية التي تعد من ارثنا الثقافي الفلسطيني.
وقال يوسف جربوع من مؤسسة تامر ومنسق حملة تشجيع القراءة في قطاع غزة:" حملة تشجيع القراءة تنفذ هذا الشهر " آيار الحكايات " وذلك بهدف توثيق حكايات أجدادنا وآبائنا وتجاربهم المختلفة عن النكبة والتهجير للأطفال حتى تبقى الحكايات حية تتناقلها الأجيال المختلفة.
وأوضح بأنه بمناسبة الذكرى الستين للنكبة فان المؤسسة اغتنمت هذه المناسبة في اعادة بناء الذاكرة الفلسطينية الجماعية وتعزيز الهوية الخاصة بالفلسطينيين وقامت بتنظيم فعاليات مرتبطة بالحكايات الفلسطينية في قطاع غزة. من خلال إقامة خمسة مهرجانات في محافظات القطاع اجتمع فيها الأجداد، والأطفال والشباب الذين تدربوا على رواية الحكاية لنعيد للحكاية رونقها من خلال رؤيتها من الأجداد والشباب للأطفال.
وذكر جربوع "أن المهرجانات تأتي للربط بين الحكاية الفلسطينية وتشجيع عادة القراءة عند الأطفال وتفعيل الأطفال والشباب والشابات الفلسطينيين بمختلف أماكن تواجدهم لإعادة بناء العلاقة المتواصلة بين الأجيال".
ولفتت نبيلة حسن منسقة الحملة في وسط قطاع غزة بأن الحملة "تعزز الهوية الفلسطينية وتسعى الى استحضار صور نكبة 48 في نفوس الأجيال للحفاظ على التراث الفلسطيني والهوية من محاولات الطمس والتزييف التي يسعى الإسرائيليون الى تدميرها وانسابها الى تاريخهم المزيف والمزعوم".