عرض علمي للملف الفلسطيني من وجهتي النظر الإيرانية والأمريكية من قبل طلبة الدراسات العليا في النجاح
نشر بتاريخ: 19/05/2008 ( آخر تحديث: 19/05/2008 الساعة: 14:12 )
نابلس- معا- نظم طلبة مساق تحليل السياسات ضمن برنامج التخطيط والتنمية السياسية -قسم الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية لقاءاً أكاديمياً لعرض نتاج عملهم الجماعي (الملف الفلسطيني، واستخداماته في وجهتي النظر الإيرانية والأمريكية) والذي اشرف عليه الدكتور باسم الزبيدي.
وفي بداية اللقاء الذي أقيم في مدرجات الشهيد ظافر المصري بحضور عدد من المهتمين وأساتذة الدراسات العليا، رحب عريف اللقاء الطالب يوسف ارشيد بالحضور، مذكرا بأن هذا اللقاء الأكاديمي هو لقاء علمي بحت، يهدف إلى تسليط الضوء وتوضيح المعطيات والمصالح والاهتمامات والمحددات التي تلعب دورا في رسم سياسات الدول ومتخذي القرار السياسي في ظل البيئة الدولية المتسمة بالتشابك والتعقيد والتداخل، وأن ما سينتج عنه هذا اللقاء من نتائج ونقاشات وحوارات لا تعبر عن رأي الباحثين الشخصي، إنما يعبر بالضرورة عن تجسيد علمي واقعي للمحددات والمعطيات والبيئة الداخلية والخارجية، التي تحدد سياسات كل من الدولتين تجاه القضية الفلسطينية.
من جانبه قدم الدكتور باسم الزبيدي مدرس المساق إشارات سريعة حول الهدف من هذا النشاط وهو التطبيق والتجسيد العملي لمساق نظري، مبينا انه يهدف إلى تزويد الطالب بالمعرفة اللازمة والمهارة لتحليل السياسات وتقييمها وهو يعرف بالمراحل " الخطوات " المتبعة في تحليل السياسات وهي أولا : تعريف المشكلة التي يراد التغلب عليها وثانيا اختيار معايير التقييم وثالثا تحديد السياسات البديلة ورابعا تقييم هذه السياسات وخامسا اختيار واحدة منها، وأخيرا مراقبة أداء السياسة المختارة وتقييم نتائجها على ضوء المشكلة المشار إليها في المرحلة أو الخطوة الأولى.
وأضاف انه تم تكليف طلبة المساق القيام بتحليل سياساتي للملف الفلسطيني من وجهتي النظر الأمريكية والإيرانية باعتبار المجموعة الأولى تعمل في حقل التحليل السياساتي لدى الرئيس الأمريكي "جورج بوش " بينما تعمل المجموعة الثانية في حقل التحليل السياساتي لدى الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد " من خلال اقتراح عدد من البدائل والخيارات أمام كلا الرئيسين، وذلك بدراسة دقيقة تأخذ طابع التحليل البحثي القائم على جمع معلومات حول كلا البيئتين وطموحات كلا الطرفين على ضوء الواقع الدولي ومعطيات السياسة الدولية الحالية وطموحات كلا الدولتين المستقبلية.
ثم قدم ممثلا الفريق الإيراني رفقة شقور وسحر القيسي عرضا لملفهم مستعرضين مراحل العمل ضمن هذا الفريق الذي يعمل محللا السياسيات فيه لدى الرئيس الإيراني احمدي نجاح والوقوف على المحددات والمتغيرات الضابطة لسياسة نجاد وأبرزها الملف النووي والضغوطات الداخلية والسياسة الخارجية، والمواقف الإيرانية من القضية الفلسطينية والعلاقة مع اللاعبين الأساسيين في المنطقة والعلاقات مع العرب والدول المجاورة والغرب وروسيا والصين.
كما تم استعراض الخيارات المطروحة أمام القيادة الإيرانية وهي ثلاثة خيارات: الأول خيار المواجهة يتمثل هذا الخيار بالتصعيد مع الولايات المتحدة على صعيد القضية الفلسطينية، والثاني المهادنة ويتمثل هذا الخيار من إمكان إيران إن تستخدم الملف الفلسطيني في إجراء صفقة مع الولايات المتحدة، والثالث إبقاء الوضع على ما هو عليه ويتمثل هذا الخيار بإبقاء الوضع على ما هو عليه الآن بين المد والجزر.
وبعد وضع المعايير والخصائص والاوزان الخاصة ضمن النموذج المتبع للتحليل وهو: النموذج متعدد الخواص، والذي تعلمه الطلبة على مدار فصل كامل وتحليل كامل لكل المعطيات المتوفرة تبين أن الخيار الثالث وهو بقاء الوضع على ما هو عليه حصل على أفضل نسبه وهى (71.04%) لما يترتب عليه تحقيق قوة وزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة والحد من الأطماع الأمريكية في المنطقة، ويحظى بقبول المحافظين والجماعات الدينية والدول الصديقة وحتى الإصلاحيين يفضلون هذا الخيار على الحرب.
أما الخيار الذي حصل على المرتبة الثانية بنسبة (59.29%)وهو المهادنة وإنهاء حالة العداء بين إيران وأمريكا مقابل تقديم تنازلات إيرانيه هذا الخيار لا يحظى بموافقة المحافظين والمتشددين داخل إيران، وينعكس بشكل سلبي على تصدير الثورة الإيرانية ونشر المذهب الشيعي والخيار الذي حصل على المرتبة الأخيرة بنسبة(52.1%) تقريبا خيار المواجهة العسكرية، هذا الخيار من ِشأنه إن يكلف إيران كثيرا من الناحية العسكرية، وتصبح آبار ومصافي النفط في مرمى النيران الأمريكية.
واستعرض ممثلا الفريق الأمريكي سمير عودة ورائد الدبعي الركائز الأساسية للرؤية الأمريكية في الشرق الأوسط والساعية إلى خلق شكل إقليمي جديد تضطلع الولايات المتحدة بدور كبير في رسمه بما يخدم رؤية العالم الحر والمنظومة الدولية الجديدة، وإيجاد بيئة إقليمية جديدة تتناسب والرؤية الإصلاحية للولايات المتحدة، بحيث تدعم منظومة المبادئ والتوجهات في النظام العالمي الجديد، وانخراط الولايات المتحدة في المنطقة بحيث تصبح الرقيب على تصرفات دول المنطقة وذلك من خلال مبادرات ومناورات بهدف تدعيم التوجه نحو تنقية الأجواء الشرق أوسطية للوصول إلى قيم العالم الحقيقي. كما تم استعراض علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالملف الفلسطيني واليات صنع القرار في امريكا.
وتم استعراض الحلول والبدائل أولها حل الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي بتنازلات إسرائيلية لصالح الطرفين الفلسطيني والعربي، والثاني حل الصراع العربي الإسرائيلي بتقديم الفلسطينيين كافة التنازلات والخطوات المطلوبة منهم إسرائيليا، أما الثالث حل الصراع بتقديم تنازلات من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، والرابع إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في إطار المحيط الشرق أوسطي، والخامس حياد الطرف الأمريكي، وعدم التدخل في الملف الفلسطيني.
ونوه الفريق أن الخيار الأول والأخير هما غير موجودين وتم إسقاطهما من الحسابات الذهنية لعدم مقبوليتهما، بل واستحالتهما أصلاً، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تفكر فيهما، وتم وضعهما استثنائياً للجمهور العربي، وبذلك عملياً يكون هناك ثلاثة خيارات فقط.
وقد حصل خيار إدارة الصراع في المنطقة على المرتبة الأولى وبنسبة 86.6% ، والذي يعني إبقاء هذا الملف مفتوحا وإدارته بشكل يتوافق والمصالح الأمريكية في المنطقة ووفقا للوضع القائم في كل مرحلة من مراحل الصراع، مما سيمكن من الحفاظ على علاقاتها الإستراتيجية بإسرائيل، وتأمين جانب من الود مع الطرف العربي. والثاني الحل على حساب تنازلات فلسطينية على 76.7% والثالث الحياد الأمريكي في التدخل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على 72.7%,
وفي نهاية العرض تم فتح باب النقاش بين الجمهور والعارضين حول القضايا المطروحة وتم الرد عليها في أجواء علمية وأكاديمية بحتة.
وشكر الدكتور نايف أبو خلف منسق برنامج التخطيط والتنمية السياسية الدكتور باسم الزبيدي والطلبة على أدائهم المتميز، واعتبر ذلك بداية نحو مزيد من العمل والتطبيقات العملية للمساقات النظرية.ويشار إلى أن العمل هو عمل جماعي، وقد تم انتداب هؤلاء الطلبة كممثلين عن البقية.فيما وصف الحضور العرض بأنه شيقاً وجذاباً مما حدا بالحضور إلى الدخول في جو الحدث وتمثل الطلبة العارضين على أنهم إيرانيين وأمريكيين في الحقيقة، مما أثار النقاش وأثراه.