الاتحاد العام للنقابات وجمعية عنوان العامل: غالبية مصانع "بركان" غير ملتزمة بشروط السلامة
نشر بتاريخ: 19/05/2008 ( آخر تحديث: 19/05/2008 الساعة: 15:04 )
نابلس- سلفيت- معا- أكد والإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين- سلفيت وجمعية عنوان العامل أنه تبين من خلال عدة لقاءات عقدت مع العاملين في المنطقة الصناعية "بركان" أن معظم المصانع غير ملتزمة بشروط السلامة والصحة المهنية ولا توفر الحد الأدنى من وسائل الوقاية من إصابات العمل التي تهدد العمال هناك, وحتى الحد الأدنى للأجر كما نص عليه القانون الإسرائيلي, والأجازات المرضية والسنوية والنقاهة.
وأوضح العمال في هذه المصانع أن معظم بل جميع المصانع إلى حد ما, لا توفر للعمال الفلسطينيين وسائل الوقاية من خطر الإصابات, مما يعرضهم لإصابات عمل كثيرة , حتى أنهم لا يعرفون طبيعة المواد التي يتعاملون معها سواء بمدى خطورتها أو تأثيرها على صحة العامل سواء بالمدى القريب أو البعيد.
وأكد العمال على أن صاحب العمل يضغط بكل قوته على العامل المصاب باتجاه نقله إلى المستشفيات الفلسطينية لكي يتهرب من الاستحقاقات كما يفرضها القانون عليه , وفي أحسن الأحوال يقوم المشغل الإسرائيلي بتعويض العامل المصاب بمبالغ زهيدة , مستغلا بذلك حاجة العامل للعمل, فهو يهدد العمال بالفصل أو فصل أقرباؤهم بالعمل , وفي بعض المصانع التي يوجد بها مقاولين فلسطينيين أيضا المقاول يمارس دور سلبي اتجاه هؤلاء العمال, ويستغلون أيضا حالة الفقر والبطالة التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني لتمرير سياسة الظلم والاستغلال التي يتعرض له العمال الفلسطينيون.
وأكد العمال ابيضا أنهم لا يحصلون على ورش تثقيفية حول قضايا السلامة والصحة المهنية من قبل أي جهة بالمصنع , ولا تأتي أي جهة إسرائيلية لمراقبة السلامة المهنية بالمصنع أو رؤية مدى التزام المصنع بقضايا السلامة المهنية , هذه الأمور جميعها فاقمت من حجم الإصابات التي يتعرض لها العمال في تلك المصانع .
واوضح الإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وجمعية عنوان العامل ا للعمال أن قانون العمل الأسرائلي يلزم صاحب العمل بتوفير كافة وسائل السلامة والصحة المهنية للعمال, وبعمل ورشات عمل تثقيفية للعمال وبنقل العامل المصاب إلى المستشفيات الأسرائلية, وأكدوا للعمال ضرورة أن يتوجه أي عامل مصاب لرفع قضية على صاحب العمل بالتأمين الوطني الإسرائيلي خلال عام على الأكثر, وبأهمية توحد العمال خلف العامل المصاب من أجل عملية رفض نقله إلى مستشفيات الفلسطينية والضغط من أجل نقله إلى المستشفيات الإسرائيلية وإبلاغ الاتحاد العام وجمعية عنوان العامل لكي يتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تكفل حق العامل المصاب, وأن يبتعد العمال عن ظاهرة الخوف من الفصل, لأن صحة العامل أهم بكثير من بقائه أو عدم بقائه بالعمل, وتم التطرق إلى أحد الأمثلة في مصنع ( الخياطة ) عندما تعرضت أحدى العاملات الفلسطينيات هناك إلى إصابة عمل, حيث كسرت رجلها وحصلت على تعويض مالي فقط ثلاثة الآلاف شيقل, تحت ضغوطات كبيرة من صاحب العمل والمقاول الفلسطيني, حيث أن هذه العاملة تشتكي ألان من تورمات بالركبة لا تستطيع من خلالها مواصلة عملها, فهي الآن مهدده بفقدان عملها بالمصنع بعد خسارتها للتعويضات التي كانت تستحقها.
ويذكر هنا انه تم توجيه العمال إلى عيادة الطب المهني في رام ونابلس من أجل عمل الفحوصات الطبية اللازمة للعمال, ومن ثم البدء بعمل اللاجراءات القانونية من قبل الإتحاد وجمعية عنوان العامل, القائمة على دراسات علمية وجدية من أجل بذل كل الجهود لوقف الاستهداف لمقصود لصحة وحياة العمال, وخصوصا بعد أن ظهرت أعرض لأمراض سرطانية في بعض مصانع البلاستيك ومشاكل بالسمع في بعض المصانع الأخرى.
وتأتي هذه اللقاءات في أطار الشراكة الجدية بين الإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين - سلفيت , وجمعية عنوان العامل من أجل رفع نسبة الثقافة والوعي لدى العمال والضغط على المشغل الإسرائيلي من أجل إلزامه بتطبيق قانون العمل الإسرائيلي خصوصا في موضوع الحد الأدنى للأجور وقضايا السلامة والصحة المهنية , ومساندة العمال في مطالبهم وكشف وفضح الممارسات في الأعلام الإسرائيلي والفلسطيني والدولي . هذا وأكد محمود البر رئيس الإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين - سلفيت , أن الإتحاد العام يضع كامل أإمكانياته تحت تصرف العمال من أجل رفع الظلم الذي يتعرضون له , محذرا بالوقت نفسه المقاولين الفلسطينيين من خطورة الممارسات التي يمارسونها باستغلال العمال إلى هذا الحد.