الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة يدعو الفصائل الآسرة للجنود الإسرائيليين الى الإستفادة من تجربة "عملية الجليل"

نشر بتاريخ: 20/05/2008 ( آخر تحديث: 20/05/2008 الساعة: 20:57 )
بيت لحم -معا- دعا الباحث المختص بقضايا الأسرى، ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين، عبد الناصر عوني فروانة، اليوم الثلاثاء ، فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية كافة، لا سيما آسرة الجنود الإسرائيليين في غزة وبيروت، الى دراسة تجربة عملية تبادل الأسرى التي جرت في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة وعشرين عاماً ، والتي عرفت بـ"عملية الجليل" والإستفادة من دروسها ومساراتها واستخلاص العبر منها .

وانتقد فروانة في بيان وصل معا نسخة منه كافة الفصائل الفلسطينية لعدم تمكنها من تكرار تلك التجربة، وعجزها عن تحرير أي أسير منذ ذلك التاريخ مما أبقى مئات الأسرى معتقلين منذ عشرات السنين، كما انتقد منظمة حزب الله لقبولها بالشروط والمعايير الإسرائيلية بالنسبة للأسرى الفلسطينيين في عملية التبادل التي جرت عام 2004 ، و في الوقت ذاته أعرب عن أمله وثقته في الفصائل آسرة الجنود الإسرائيليين في غزة وبيروت في تجاوز أخطاء الأمس .

وبيّن الباحث فروانة أن تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي منذ النكبة عام 1948 ، شهد ( 34 ) عملية تبادل أسرى ما بين عدة حكومات عربية وحزب الله وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية من جهة، وحكومة الإحتلال من جهة أخرى، وسبق وأن أصدر الباحث فروانة دراسة شاملة عن مجمل عمليات التبادل ونشرها على موقعه فلسطين خلف القضبان .

واشار الى انه تم بموجبها إطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية، موضحاً أن جمهورية مصر هي أول من بدأت عمليات التبادل عربياً وذلك في فبراير عام 1949 فيما تعتبر عملية التبادل مع حزب الله بتاريخ 15-10-2007 هي الأخيرة عربياً والتي استعادت بموجبها "اسرائيل " جثة أحد جنودها، فيما استعاد حزب الله جثتي مقاتلين من حزب الله استشهدا خلال حرب تموز 2006 ، وأفرج عن الأسير اللبناني حسن عقيل الذي اعتقلته القوات الاسرائيلية خلال ذات الحرب .

واستعرض الباحث فروانة في تقريره أبرز عمليات التبادل فلسطينياً فأشار الى أن ثاني تلك العمليات كانت بتاريخ 28 يناير 1971، وأطلق بموجبها سراح الأسير محمود بكر حجازي وهو أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة ، مقابل أن أطلقت حركة فتح سراح الجندي الإسرائيلي "شموئيل فايز"، فيما تلتها عملية تبادل الليطاني أو كما سميت "عملية النورس" بتاريخ 14-3-1979 والتي أطلق بموجبها سراح ( 76 ) اسيرا من سجون الإحتلال الإسرائيلي من ضمنهم ( 12 أسيرة ) مقابل أن أفرجت الجبهة الشعبية - القيادة العامة عن الجندي الإسرائيلي ( أبراهام عمرام ) الذي كان محتجزا لديها، ومن ثم عملية قبرص في منتصف شباط 1980 وأطلق بموجبها سراح المعتقل مهدي بسيسو " أبو علي " ووليام نصار ، مقابل إطلاق سراح المواطنة الأردنية " أمينة داوود المفتي " التي عملت جاسوسة لصالح الموساد الإسرائيلي وكانت محتجزة لدى حركة فتح وتمت عملية التبادل في قبرص وباشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر .

وأضاف فروانة أنه وفي 23 نوفمبر 1983 ، كانت عملية التبادل الكبيرة حيث أطلقت إسرائيل سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم ( 4700 ) اسير فلسطيني ولبناني ، و( 65 ) أسيراً من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود اسرائيليين من قوات (الناحال) الخاصة أسروا في منطقة بحمدون في لبنان من قبل ( حركة فتح ) .

فيما اعتبر الباحث فروانة أن "عملية الجليل " وهي عملية تبادل الأسرى التي جرت بتاريخ 20-5-1985 ما بين الجبهة الشعبية - القيادة العامة وحكومة الإحتلال الإسرائيلي ، هي أعظم عملية تبادل شهدها الصراع العربي- الإسرائيلي ، فهي الأبرز والأكثر زخماً على الإطلاق، والأكبر من حيث عدد الأسرى الذين تحرروا من سجون الإحتلال المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تمت تلك العملية وفقاً للشروط والمعايير الفلسطينية، وشكلت رافعة لمعنويات الجماهير العربية والفلسطينية وصفعة قوية للإحتلال .

وبيَّن فروانة أنه أطلق بموجبها سراح ( 1155 ) اسير فلسطيني وعربي من السجون الإسرائيلية منهم ( 883 ) أسيرا كانوا محتجزين في السجون المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة من كافة المناطق دون استثناء بينهم الأسير الياباني أوكوزوموتو، وخُيرَ كافة المحررين حول الجهة التي يرغبون التوجه إليها بعد التحرر ، فاستقبلت القدس والمثلث والجليل ومدن وقرى الضفة والقطاع ومخيمات الشتات أبناءها المحررين ، الذين كانوا يقضون أحكاماً جائرة أدناها عشرات السنين وأقساها السجن المؤبد لمرة أو لعدة مرات ، وأن غالبيتهم العظمى شاركوا في عمليات للمقاومة أوقعت خسائر بشرية في صفوف الإسرائيليين ، و بتعبير شارون ( أياديهم ملطخة بدم الإسرائيليين ) .