جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا والعمل الصحي بطوباس تنظم ندورة حول "زواج الأقارب وعلاقته بالأمراض الوراثية"
نشر بتاريخ: 21/05/2008 ( آخر تحديث: 21/05/2008 الساعة: 15:37 )
طولكرم - معا - نظمت جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا ولجان العمل الصحي في طوباس أمس الثلاثاء، ندوة تثقيفية بعنوان "زواج الأقارب وعلاقته بالأمراض الوراثية رأي العلم والدين".
وتحدث في الندوة عقاب دراغمة رئيس بلدية طوباس الذي رحب بالحضور مشيداً بدور جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا في توعية المواطنين تجاه هذا المرض، مؤكداً على أهمية عقد مثل هذه الندوات لما لها من أهميه في خلق التوعية وإبعاد شبح الأمراض التي تكلف المجتمع والدولة الكثير من الاموال ناهيك عن العبء النفسي الذي تتركه في المجتمع .
من جهة ثانية قدم الدكتور جمال دراغمه نائب رئيس الجمعية لمحة عن تاريخ تأسيس فرع الجمعية في طوباس، وأهم النشاطات التي تقوم بها وخاصه في ما يتعلق بنشر الوعي حول أساليب التعامل مع المرض والوقاية منه، بالإضافة إلى تقديم خدمات صحية مجانية وخدمات معنوية للمصابين بالمرض، موضحا ان الجمعية نجحت في رصد كافة الحالات المصابة بهذا المرض كما نجحت في متابعته والحد منه.
واوضحت الجمعية، انه وفي نقاط انجاز قابلة للقياس وحسب دراسه قامت بها مؤسسه لجان العمل الصحي والجمعيه وجد بان نسبه حاملي السمه الوراثيه لهذا المرض 5.2% في محافظه طوباس ولم يسجل أي حالة اصابة جديدة بالمرض ، كما تم فصل او منع 8 حالات من مشاريع الزواج خلال البع سنوات الماضية، وذلك نتيجة الدقة في المتابعة والمثابرة على تحقيق الأهداف التي أنشأت الجمعية من اجلها للوصول الى غايتها السامية وتحقيق شعارها الاستراتيجي ( نحو فلسطين خالية من الثلاسيميا ) .
بدوره تحدث الدكتور هشام درويش من جامعه القدس ابوديس وقدم تعريفا للأمراض الوراثية وتوارث الصفات المرتبطة بالجنس وواقع الإمراض الوراثية في فلسطين مثل الثلاسيميا والهيموفيليا وحمى البحر الأبيض المتوسط والإعاقات العقلية وإعاقات السمع وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض
وأشار درويش إلى ان هناك أمراضا كانت قد توارت وعادت إلى الظهور مرة أخرى بعد اختفائها في المجتمع الفلسطيني وعزا ذلك الى ضعف الثقافة الطبية الوراثية في فلسطين عموما الامر الذي يتطلب مزيدا من الوعي المجتمعي والعلمي .
وقال الدكتور رياض عامر استشاري امراض عن تكوين الدم في جسم الإنسان وتناول الأمراض الوراثية الدموية في فلسطين متل الثلاسيميا والهيموفيليا ووجه العديد من النصائح للأطباء لكيفية التعامل مع هذه الأمراض سواء في التشخيص او العلاج .
ودعا عامر الى اجراء فحوصات الكشف المبكر قبل الزواج أيضاً لتفادي ولادات جديدة ، معتبراً أن هذا الكشف ضروري جداً وهام، ومنذ أن تم اعتماده بعد قرار قاضي القضاة في العام 2000 فإن نسب الإصابة بالمرض قد تقلصت إلى مستويات منخفضة للغاية.
وتطرق عامر إلى بعض الإمراض المتعلقة بالسرطانات الوراثية وخاصة الثدي والقولون واكد على ضرورة أن يقوم المواطن بالكشف الدوري وخاصة في العائلات التى ظهر عندها المرض لان الاكتشاف المبكر لهذه الأورام تكون نسبه الشفاء فيه عاليه بينما المتأخر فان نسبه الشفاء اقل من 10%.
اما الدكتور حسن خضر استاذ علم الفقه في جامعه النجاح فقد أعطى الرأي الشرعي في الموضوع، حيث أكد أن الدين هو أساس الحياة وأن المنهج الإسلامي يقوم على تحقيق المصالح للناس ودرء المفاسد عنهم، وهو يقوم على المحافظة على النفس، بحيث يجب على الإنسان أن يختار الأفضل دائماً له ولأبنائه .
كما أكد خضر على ضرورة أن يأخذ الإنسان المسلم بالأسباب ومنها الوقاية المسبقة من الأمراض والتي يعتبر الثلاسيميا جزء منها، مؤكداً على أن هناك تدابير شرعية وربانية، إلا أن على الإنسان أن يأخذ بالأسباب ويقوم بالبحث عن العلاج اللازم، مؤكداً على أن مريض الثلاسيميا يشكل عبئاً صحياً واقتصادياً واجتماعياً كبير على أهله وعلى المجتمع والدولة .
وأشار إلى أن الفحص الطبي قبل الزواج لا يتعارض مطلقاً مع الشرع الإسلامي، وهو ضرورة في هذا العصر لظهور مثل هذا المرض، داعياً الجميع لتقبل هذا الإجراء والتعاون معه بروح المسؤولية، ودعا الحكومة إلى اتخاذ كافة السبل والتدابير الكفيلة بتجفيف منابع هذا المرض والقضاء عليه بشكل كامل .