الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حزب التحرير يعقد ندوة سياسية في رام الله بعنوان "قضية فلسطين.. إلى أين؟"

نشر بتاريخ: 21/05/2008 ( آخر تحديث: 21/05/2008 الساعة: 15:50 )
رام الله- معا- تحت عنوان "قضية فلسطين.. إلى أين؟" نظّم حزب التحرير في رام الله ندوة سياسية عامة مساء الثلاثاء في قصر رام الله الثقافي, حضرها عدد كبير من المفكرين والسياسيين ونشطاء في أحزاب سياسية أخرى عدوا المئات.

وتضمنت عرض فيلم وثائقي حول المشروع النهضوي الذي تمتلكه الأمة حمل عنوان "الوعد الحق" في إشارة إلى المستقبل المقطوع به (الخلافة)، وتحدّث فيها الدكتور ماهر الجعبري حول رؤية بوش للدولة الفلسطينية، وبيّن أنها لم تكن ابتكارا لبوش ولا انقلابا على السياسة الأمريكية وان حل الدولتين طرحته أمريكا منذ منتصف الخمسينات بعد اجتماع ممثلي أمريكا لدى الشرق الأوسط في استنبول عام 1950، وتمت بلورته مع نهاية حكم آيزنهاور- كما قال.

وتساءل الجعبري عن وجود رؤى لدى الجهات الفلسطينية الرسمية والتنظيمية لمشروع متكامل لانقاذ فلسطين وقال: "إلى أين يسير القادة الذين نصبهم الإعلام والحكام أمناء على قضية فلسطين وهم مجتمعون تحت شعار الدولة الفلسطينية؟ .. فما هي رؤيتهم حول هذه الدولة وهي تبدو دولة ممسوخة على عشر معشار فلسطين؟".

ومن ثم دعا الدكتور الجعبري إلى ضرورة "الالتفاف حول المشروع التحرري والنهضوي الكفيل بالخروج من المأزق في فلسطين وفي بقية بلاد المسلمين"، محذرا من تمرير الحلول تحت الشعارات الوطنية والإسلامية. وأكد أنه لا يمكن فصل تحرك أمريكا نحو حل الدولتين عن ما سمّاه المعارك الفكرية والسياسية والعسكرية المحتدمة بين الأمة الإسلامية وأمريكا ومن لف لفيفها من دول الغرب. وأن أمريكا تتحرك نحو حل الدولتين ضمن إطار مصالحها، وهي تنفذ مشاريعها من خلال أي حركة مستعدة للانبطاح: إسلامية أو غير إسلامية.

وأضاف قائلا :" فمنذ منتصف القرن الماضي، بل منذ أوائله، وقضية فلسطين في انحدار بعد انحدار، وهي ريشة في مهب ريح التنافس على المصالح بين قوى الغرب في أوروبا وأمريكا ... ثم تمكنت أمريكا من القبض على كافة ملفات القضية منذ العقد الماضي، حتى تمخضت عن رؤية بوش المتمثلة في سلطة تحت الإنعاش مجاورة لوحش الاحتلال ... وفرضت أمريكا هذه الرؤية على معترك العمل السياسي المحلي والإقليمي والعالمي ... وصارت هي الرؤية الأحادية للحل لدى جميع الفاعلين في السياسة العالمية ... وتشكلت بناء عليها اللجان وأعلنت المبادرات واستوعبتها القيادات المحلية وصارت هي مقياس الأعمال والأقوال السياسية الواقعية ... حتى صار من ينطق بغيرها كأنه يغرّد خارج السرب ... بعدما تمت عملية ترويض طويلة على قبول الاحتلال بطرق التفافية"

وحذر الأمة من أن تنطلي عليها عمليات الترويض والخداع المستمرة التي تُمارس عليها فالأمة الآن باتت هي بيضة القبان في القضية على حد قوله.

ثم ختم محاضرته بالقول أن "الأمة تملك مشروعا نهضويا عالميا ومتكامل البنود فكيف تلجأ إلى مشروع متهافت متساقط ؟ وأن أي حل لقضية فلسطين لا يكون عسكريا جهاديا هو بالضرورة يتضمن الاعتراف بكيان يهود، وأن التنازل عن أي شبر من أراضي المسلمين للمحتلين يحرم شرعا."
هذا وقد عقد على هامش الندوة معرضا للكتاب، اشتمل على كتب وأدبيات الحزب، والذي لاقى بدوره إقبالا ملحوظا.