خلال ورشة عمل لمنتدى الإعلاميين الفلسطينيين- الدعوة لوقف التحريض وإعلان المصالحة الإعلامية
نشر بتاريخ: 22/05/2008 ( آخر تحديث: 23/05/2008 الساعة: 00:05 )
غزة- معا- اكد مختصون وإعلاميون، أن التعصب الحزبي الذي سيطر على أغلب وسائل الإعلام الفلسطينية أثر بشكل سلبي وخطير على كافة أوجه الحياة في المجتمع الفلسطيني، محذرين من خطورة التعصب الحزبي الاعلامي على مستقبل الأجيال والمشروع الوطني.
جاء ذلك خلال ورشة العمل الاولى بعنوان "الإعلام والتعصب الحزبي ..أسباب ونتائج" التي نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، بالتعاون مع مؤسسة "فريدرش أيبرت" الألمانية، ضمن مشروع "دور الإعلام في التصدي لظاهرة التعصب الحزبي ".
وشارك في الورشة التي نظمت في قاعة مارنا هاوس بمدينة غزة، العديد من الإعلاميين ومدراء وسائل الإعلام ومراسلين.
وقال رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عماد الافرنجي "إن مبادرة المنتدى ومؤسسة فريد- ايبرت في عقد هذا المشروع جاء في إطار تكثيف الجهود من أجل العمل على لم شمل الإعلام الفلسطيني، وتوحيد الصوت، والعمل على توعية الصحفيين بألا يكونوا ماكنة تعمق من الأزمة الداخلية".
وأوضح الافرنجي أن المنتدى سيدعو العديد من مسؤولي وسائل الإعلام الحزبية، والقيادات السياسية والصحفيين للمشاركة في ورش العمل التى سيقوم بها المنتدى، مشدداً على أن المشروع سيشكل أداة ضاغطة على كافة الأطراف من أجل العمل على وقف كافة أوجه التحريض الاعلامي والإعلان عن تهدئة ومصالحة إعلامية".
من جهته، قال الدكتور أسامة عنتر، مدير مؤسسة فريد ايبرت الألمانية في قطاع غزة "إن وسائل الإعلام الفلسطينية كان لها دور كبير في خلق الأزمة الداخلية وتعميق الخلافات"، معتبرا أن هذه الوسائل نفسها هي القادرة على إنهاء هذه الأزمة والتخفيف من حدتها".
وأضاف عنتر "المجتمع الفلسطيني أصبح يعيش في تناقضات على كافة الاتجاهات بسبب تناقض الرسائل الإعلامية في وسائل الإعلام"، مشددا على ضرورة قيام وسائل الإعلام بدورها تجاه تعزيز مفاهيم المعاني الحقيقة للقانون والديمقراطية في المجتمع الفلسطيني، ومعالجة المرحلة القادمة".
بدوره، اعتبر د.سمير زقوت، الأخصائي في برنامج الصحة النفسية، أن وسائل الإعلام الحزبية في المجتمع الفلسطيني هي التي قادت كافة الصراعات والمعارك الداخلية التى حدثت بين حركتي حماس وفتح، موضحا أن الحزبية أفقدت الكثير من الصحفيين المصداقية والمهنية في نقل الأخبار".
وقال زقوت "إن العديد من وسائل الإعلام الحزبية قامت باستخدام ألفاظ تجريمية وتكفيرية، أدت إلى "تبخيس الإنسان"، مشيرا إلى أن هذه الألفاظ التحريضية لوسائل الإعلام شحنت عناصر الأطراف المتصارعة لارتكاب القتل الأعمى، وهدر دماء العشرات من الأبرياء".
ودعا زقوت، القيادات السياسية المسيطرة على وسائل الإعلام إلى اتخاذ قراراتها بوقف كافة الألفاظ التحريضية في وسائل إعلامها، وإنقاذ المجتمع ونفوس الشباب والأطفال من تبعات تناول هذه الألفاظ".
بدورها، قالت الإعلامية حنان المصري، مراسلة قناة العربية الفضائية "إن استهتار المسئولين لوسائل الإعلام والقيادات السياسية التي تسيطر على العديد منها أدى إلى سيطرة هذه الأبواق على عقول المواطنين وتسييس المجتمع".
وأضافت المصري "الحزبية في وسائل الإعلام غيبت أي حديث عن الحلم الفلسطيني أو مستقبل الأجيال وتوعيتهم، ورسخت أفكار الحزبية والاقتتال والعنف بين الأطفال"، محذرة من خطورة الخطاب الاعلامي الحزبي على مستقبل وأحلام الأجيال القادمة".
ودعت المصري، كافة الإعلاميين والصحفيين إلى مقاومة التعصب وعدم الاستهتار بالرسالة المهنية للإعلام، معتبرة أنه إن لم يتم التحرك سريعا لوقف المهاترات الإعلامية فان وسائل الإعلام والمسئولين عليها يتحملون مسئوليتهم تجاه ما قد يحدث من حرب وتفكك اجتماعي داخل المجتمع الفلسطيني".
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة حافظ البرغوثي في كلمة ألقاها نيابة عنه الزميل الصحفي سمير حمتو "إن إشراف الساسة على وسائل الإعلام أفقد كافة وسائل الإعلام مبادئ وإمكانيات العمل الصحفي المهني، وأودى بوسائل الإعلام إلى الدخول في جو من الهجوم الاعلامى والبعد عن الحقائق على أرض الواقع".
وأوضح البرغوثي أنه لا يمكن القول بوجود إعلام مستقل في بلادنا، لأن كل وسيلة إعلامية تنتمي إلى جهة ما.. سواء كانت رسمية أو خاصة او حزب أو فصيل. معتبرا أن الإعلام يبقى تسمية رمزية او نسبية.
وذكر أن العالم كله لا يشهد وجود وسيلة إعلامية مستقلة بالمطلق، لكن الإعلام الفلسطيني المكتوب وأعني به الصحف اليومية حاولت الترفع عن الأزمة في كثير من الأحيان ونقلت نبض الشارع المستاء من الأزمة وتداعياتها.
ودعا البرغوثي "إلى تكثيف المبادرات والجهود الفعالة من أجل وقف التحريضات الإعلامية، والعمل على إنشاء وسائل تلفزة ومواقع الكترونية تعمل على إزالة التعصب من نفوس المواطنين، معتبرا أن هذه الخطوة يمكن أن تنجح إذا ما تكثفت الجهود تجاهها رغم حاجتها لوقت طويل".
واعتبر ياسر البنا، مدير تحرير صحيفة فلسطين أن تحييد الإعلام الفلسطيني بشكل مطلق أمر غير واقعي، وأضاف "أغلبية المجتمع الفلسطيني مسيس ولديه انتماء حزبي، معتبرا أنه يمكن إزالة التعصب الحزبي من وسائل الإعلام عن طريق نشر ثقافة العمل المهني السليم".
وقال البنا "إن هناك وسائل إعلام حزبية بعدت عن الأزمات الداخلية وحساسية الوضع الداخلي المتأزم، داعيا الصحفيين ووسائل الإعلام الحزبية إلى تبني الثقافة المهنية في عملهم الصحفي للحد من التعصب الحزبي وتبعاته".
من جهتهم أكد الصحفيون المشاركون في الورشة على أن مسئولية وقف التحريض الاعلامي والتعصب تقع بالدرجة الأولى على الصحفيين أنفسهم، داعين إلى تفعيل وثيقة شرف بين الصحفيين من كافة وسائل الإعلام للعمل على تحييد العمل الصحفي عن الأحزاب السياسية.