ملوح: العملية السلمية متعثرة ولا أفق أمامها والحسم العسكري ساعد على ضعف القضية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 25/05/2008 ( آخر تحديث: 25/05/2008 الساعة: 14:15 )
بيت لحم- معا- اعتبر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح أن العملية السلمية "متعثرة ولا أفق أمامها"، نافياً في الوقت نفسه، أن يكون خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في الذكرى الستين لاعلان دولة إسرائيل، في الكنيست هو السبب، معتبراً أن "بوش جاء ليكرس الموقف الأمريكي في المنطقة، ويعلن دعمه لدولة إسرائيل، ولا يعنيه مشاعر الشعب الفلسطيني".
وقال ملوح في تصريحات صحافية: "الوضع الفلسطيني منقسم على ذاته، ووضع عربي ضعيف أمام أي تحد يواجه من الخارجية الأمريكية، والموقف الأمريكي الذي يساند إسرائيل في كل شيء يساند توسع إسرائيل، وبقاء إسرائيل. الأمر الذي يؤكد أن هذه العملية (السلمية) طريقها مسدود ".
واعتبر ملوح أنه "لا توجد استراتيجية عربية"، مشيرا إلى أن النظام العربي الرسمي "ليومنا هذا لم يستطع أن يوحد صفه، بل لاذت الدول العربية إلى القطرية، حتى أصبح هنالك مشاكل في القطر الواحد".
ورأى ملوح أن "الانقسام الذي حدث نتيجة قيام حركة حماس بحسمها العسكري صيف 2007، شكّل بعداً جديداً للقضية الفلسطينية"، حسب تعبيره، موضحاً أنه "في السابق كان جل هم كل الأطراف الفلسطينية هو الدفاع عن حق الوجود ضد المحتل الإسرائيلي، اليوم أصبح هنالك هدف داخلي وهو كل طرف يحاول أن يهاجم الطرف الفلسطيني الآخر " ، معتبراً أن الأمر" ساعد على ضعف القضية الفلسطينية، وجعل المحتل يضع شروطه التي يرغبها، بل أصبح هنالك دعاة إسرائيليون يتساءلون مع من نتفاوض؟ "، وفق اعتقاده.
ولفت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لديها رؤية بما حدث خلال "الاقتتال الداخلي" منذ صيف 2007، مبيناً أنه "أي فصيل أو حزب سياسي أقدم على خطوة سياسية، نتساءل حول هل ساهمت هذه الخطوة في دفع العملية السلمية للأمام، أم أعاقت أي تقدم يذكر لها، هكذا نحكم على أي طرف"، مشدداً على أن "الوضع الفلسطيني بسبب هذا الانقسام في حالة أسوء من أي مرحلة أخرى مرت بها القضية الفلسطينية".
واعتبر أن دولة الاحتلال مستفيدة من حالة التشرذم هذه، وأن هنالك سلطة أمر واقع في غزة، وباقي الأطراف بما فيها " فتح " معارضة، وهنالك سلطة في رام الله وباقي الأطراف بما فيها " حماس " معارضة، والكل تحت سلطة الاحتلال. وقال إن "هنالك تفاوض رسمي تقوم به سلطة رام الله مع إسرائيل، وتفاوض تحت الطاولة تقوم به حماس من خلال مصر حول مفاوضات التهدئة، وهذا الوضع ليس صحيحاً"، حسب تقديره.
واعتبر ملوح أنه للاستمرار في التفاوض فإن الأمر يحتاج إلى وحدة الصف الداخلي الفلسطيني، ليتسنى التقدم في المفاوضات، وفق رأيه.
وكانت اسرائيل قد اقترحت الأسبوع المنصرف خلال المفاوضات الجارية ضم وإلحاق 12 في المائة من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وبسط سيطرتها الأمنية على 20 في المائة منها على امتداد شريط وادي الأردن وصولاً إلى شاطئ البحر الميت الشمالي.
وعقب ملوح على هذا الأمر بأنه " ليس بالجديد " ، مبيناً أن " هذا المشروع الصهيوني مطبقا على الأرض منذ سنوات، فقد طرحه شارون منذ سنوات، خاصة وأن الجدار العازل، والضغوطات التي تمارسها الدولة العبرية على أهلنا في القدس كلها ليست بالجديدة " ، معتبراً أن " الأمر أخذ بعداً آخر هذه الأيام بسبب حالة التشرذم الفلسطينية الداخلية التي أثرت وما تزال تؤثر سلباً على الشعب والقضية الفلسطينية " ، وفق قوله .
ورأى أن التصريحات التي نسبت إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول اندلاع " الانتفاضة الثالثة "، أن " الانتفاضات لا تقوم بها حكومات أو رئاسة دولة بل يقوم بها شعب "، مشيراً إلى أن " حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني لن تدعم بتنفيذ انتفاضة ثالثة "، ضارباً المثل بما جرى قبيل شهرين في قطاع غزة، عندما حاولوا كسر الحصار من خلال الاندفاع بالعشرات اتجاه معبر رفح للدخول الأراضي المصرية، لافتاً إلى أنهم (الغزاويون ) " لم يقوموا بكسر الحصار والتوغل للمناطق الإسرائيلية، مما يدل أن الشعب الفلسطيني غير مستعد لانتفاضة ثالثة بعد".
وعن تغير الرئاسة الفلسطينية، والأمريكية، والإسرائيلية؛ بفعل عمليات الفساد في الداخل الإسرائيلي، قال إن "الجانب الأمريكي يدعم الدولة العبرية بكل شيء".