هكذا يحاول الشاباك تجنيد الجواسيس في صفوف اليمين المتطرف
نشر بتاريخ: 26/05/2008 ( آخر تحديث: 27/05/2008 الساعة: 00:21 )
بيت لحم-معا- مجرد ان تصافح رجال الشاباك فأنك بحكم الضائع .. هكذا افتتح شاب يهودي اعتاد زيارة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية كونه محسوبا على اليمين المتطرف وسجل تفاصيل عملية تجنيده للعمل لصالح الشاباك ضد رفاقه .
وكان اول كلمه سمعها الشاب "ب" الذي تم تسريحه حديثا من احدى الوحدات القتالية المختارة من قبل "ايرز " الذي يعمل في وزارة الجيش " انني معني بلقائك وكانت هذه العبارة مفتاح عملية تجنيده على يد الوحدة اليهودية في الشاباك المسؤولة عن مكافحة الارهاب والعنف اليهودي .
وحدد رجل الشاباك منذ مدة "ب" كهدف محتمل للتجنيد مثل كثيرين غيره جرى العمل على ربطهم بالشاباك حيث تلقوا محادثه هاتفية غير متوقعه عرض فيها ممثل الشاباك عليهم مساعدتهم للعمل لصالح ارض اسرائيل وذلك وفقا لنص المحادثة التي جرت بين رجل الشاباك الشاب""ب " الذي قام بتسجيلها .
وتقتصر مهمة الوحدة اليهودية في الشاباك على مكافحة الارهاب اليهودي وتستخدم منظومة معلوماتية متنوعه ومتشعبه الهدف منها اختراق صفوف اليمين المتطرف حيث تتردد هناك قصص كثيرة عن محاولات فاشلة لتجنيد هؤلاء النشطاء او بعضهم دون ان تتطرق الروايات للقصص الناجحة وهي كثيرة بكل تأكيد .
وتلجأ الوحدة الى طرق " اقناع " مختلفه وان اشتركت جميعها بنمط عمل واحد حيث يقول رجال الشاباك " المجند " للشخص الهدف بان الشاباك يريد معروفا منه ويسهب في شرح اهمية ودور الوحدة اليهودية والضرورة الوطنية في الحفاظ على الامن العام واهمية دوره في هذه المهمة المقدسة .
ويقول بعض الشبان الذين تعرضوا للتجربة بان قدرة الاقناع لدى رجال الشاباك عالية جدا وقال احد هؤلاء ممن تم تجنيدهم لصحيفة معاريف " منذ اللحظة التي تصافحهم فيها اعتبر نفسك داخل جيبهم ولا يوجد طريق للخروج او التراجع حيث يضعونك في حالة من التوتر ويسرون لك بالكثير من الاشياء همسا ما يجعلك في حالة من الضغط تنتظر فيها المقابلة القادمة بحيث يصبح الامر جزءا منك وتغوص في الوحل .
قبل ستة اشهر نجح بعض شبان اليمين المتطرف في احدى البؤر الاستيطانية بتصوير رجل الشاباك ونشر صورته وهذه المرة نجح احدهم بتسجل محادثه مع رجل الشاباك الذي حاول تجنيده .
ويحاول رجل الشاباك خلال المحادثة المسجلة والتي عرف نفسه خلالها بأسم " ايرز " تجنيد الشاب "ب" حيث يقول له " اتضح لنا بانك تستطيع مساعدتنا في كثير من المواضيع انني ارغب بالاجتماع بك ، فيرد عليه "ب" ماهي المواضيع ؟
ايرز : لا اريد الخوض في التفاصيل عبر الهاتف واكون سعيدا ان اقدم لك التفاصيل داخل مقرن ، واضح ، انت تعرف ...
"ب" : فهمت ، ماشي ، اين ؟
ايرز : ما رأيك غدا ظهرا ؟ لا اريد ان امس بعملك .
بعد هذه المحادثه القصيرة عاد "ب" الى منزله غاضبا وروى لوالده واحد الجيران تفاصيل المحادثه حيث اقترح والده وجاره عليه قطع الاتصال مع ايرز ، وبعد يوم واحد وحين اتصل ايرز مرة اخرى لتنسيق اللقاء بينهما قال له "ب" لقد فكرت بالامر وانا غير معني بذلك وقطع الاتصال فورا كما اقترح والده .
بعد عدة دقائق اتصل ايرز مرة اخرى وفي هذه المرة ايضا سجل "ب" فحوى المكالمة واستمر برفض العرض الذي قدمه رجل الشاباك الذي ازداد اصرار حيث قال للشاب "ب" : في المرة السابقة قلت ما بدى لك ولم ارغب انا في مضايقتك . وهنا رد "ب" عليه : قلت لك لا اريد انا غير معني بذلك ولا يوجد لدي ما اقوله لكم .
ايرز : هل انت مستعد للجلوس والتحدث معي ؟ انا سأشرح لك ما نحن وما نقوم به .
"ب" : انا اعرف كل شيئ واعرفكم وانا غير معني بذلك .
ايرز : كل ما تعرفه هو اشاعات فقط وامور ليست صحيحه وانا اعتقد بان كل الامور التي سمعتها عنا هي امور سيئة ، يوجد لي ذنب وقرون ، هذا ما تعرفه ، اريد ان اقول لك بان المجال المسؤول انا عنه مجال معقد ومركب وحساس ولكنه مهم جدا وجزء من هذه الامور تهدف الى الحفاظ على الشيء الذي نحبه انا وانت كثيرا وهو ارض اسرائيل وشعب اسرائيل ، خسارة بانك ليس معنيا حتى بالاجتماع معي .
"ب" : اسمع ، من الواضح لي بان نيتكم حسنة ، ومع ذلك انا اعرف هذه الامور جيدا لذلك انا غير معني بها .
ايرز : انا لن اضايقك ، لاني اعرف من انت ماذا فعلت بالجيش وانك شاب ......... ومع ذلك اذا لم ترغب في محادثتي هكذا لنتحدث كأصدقاء .
"ب" : نعم .
ايرز : مثلي مثلك لذلك اعتقدت بوجود شيئا يمكن ان نتحدث عنه .
"ب" : افهم ان نيتك حسنة لكني غير معني .
ايرز : جيد اخي ، اتمنى لك كل الخير ، يلا باي .
ومع ان ايرز و "ب" انهيا المحادثة الى ان الاخير مقتنع بان ايرز لن يتراجع حتى ينجح بتجنيده او حتى يصل الى قناعه بعدم امكانية ذلك وحينها سيفضل تجنيد شاب اخر من بين اصدقاء "ب" .