الجبهة الإسلامية المسيحية تتهم إسرائيل "بتصنيع" الكراهية الدينية وتأجيج الأحقاد بين إتباع الديانات
نشر بتاريخ: 28/05/2008 ( آخر تحديث: 28/05/2008 الساعة: 12:08 )
رام الله- معا- أعربت الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات عن قلقها الكبير "إزاء الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة على المدينة المقدسة".
وقال الأمين العام للجبهة الدكتور حسن خاطر "إن العالم اليوم يسعى بخطى حثيثة نحو ترسيخ أسس الحوار بين أتباع الديانات السماوية وأبناء الحضارات الإنسانية، وان هناك توجه عالمي نحو تحقيق التقارب والعمل على إزالة أسباب الكراهية بين المؤمنين، وإبراز القواسم المشتركة والعمل على تنميتها، الا أن إسرائيل تصر على السير في الاتجاه المعاكس، وتعمل من خلال مواصلة عزل القدس وإغلاقها في وجه المسلمين والمسيحيين على تأجيج الأحقاد الدينية، وتوجيه ضربة قاسمة للتوجهات الدولية نحو الحوار، لأن السطو على القدس والعمل على إغلاقها وعزلها ومنع المسلمين والمسيحيين من الوصل إليها والصلاة في مقدساتها بحرية يعد بمثابة إعلان حرب حقيقية على فكرة الحوار وعلى مبدأ التقارب".
وقال: "لا يمكن فهم هذه الاعتداءات الا أنها سياسة عدوانية تهدف الى تعمد إفشال هذه الجهود المبذولة من قبل العلماء والعقلاء لإعادة اللحمة والوئام بين المؤمنين من بني البشر".
وبين الدكتور خاطر "انه كان بإمكان إسرائيل بدلا من ذلك ان تستفيد من هذه الأجواء العالمية، وان تستثمر هذا المناخ السلمي، وأن تسارع من خلال خطوات عملية على الأرض الى الاعتراف بالحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني المغصوبة، والى رفع الحصار عن المدينة المقدسة، لتكون مدينة مفتوحة لأتباع الديانات السماوية دون قيود ودون حواجز ودون جدران، خصوصا وان إسرائيل تبقى- بكل المقاييس- هي الدولة الأكثر حاجة للسلام على وجه الأرض، وتبقى أيضا هي الرابح الأكبر من هذا التوجه لو أحسنت فهمه وتطبيقه".
وشدد الدكتور خاطر على ان الحوار الذي يتواصل اليوم بين أتباع الديانات السماوية سيبقى يفتقر إلى الكثير من المعاني ما لم يرفع الحصار عن مدينة القدس وما لم تكن المقدسات مفتوحة امام المؤمنين دون قيد او شرط.
وقال الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية "ان من ابسط وأهم الشروط التي تعارف عليها البشر منذ الآف السنين، انه قبل الحوار لا بد من إيقاف العدوان، فكيف اذا كان العدوان يستهدف القاسم المشترك الروحي والجغرافي بين المتحاورين، وهو المدينة المقدسة بكل ما تعنيه من رموز وقيم ومعاني؟!.
واكد انه اذا كانت إسرائيل تؤمن فعلا بالسلام فعليها ان ترفع يدها عن مدينة المحبة والسلام، وان تدع أبوابها مفتوحة امام الجميع لتعود كما كانت على مدار تاريخها الطويل، مدينة للصلاة ومسرحا لحوار الأديان وملتقى لحضارات الإنسان.
وقال الدكتور خاطر "ان على إسرائيل ان تعيد قراءتها للتاريخ جيدا لترى المصير الذي انتهى اليه كل الذين احتلوا هذه المدينة دون استثناء ،ولتتأكد أن القدس هي التي انتصرت وان المحتلين هم الذين هزموا".
وأضاف "ان القدس التي انتصرت على محاريث هادريانوس ستنتصر ايضا على جدران الاحتلال، لأنها خلقت لتكون أرضا مباركة للعالمين، لا لتكون حارة لليهود على حساب المسيحيين والمسلمين".
وقال "اننا في الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات ندعو جميع المؤمنين بالحوار الى تكثيف الجهود من اجل رفع الحصار عن المدينة المقدسة ، لتكون هي المنطلق وهي النموذج الفعلي ليس للحوار فحسب وانما ايضا للتعايش والتسامح والانفتاح، وعدم الاستمرار في غض الطرف عما تقترفه اسرائيل في القدس من جرائم بحق الديانات السماوية جميعا".