السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مواطنو محافظة الوسطى: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي للتصعيد العسكري يفسد الفرحة بأول عيد بعد الانسحاب

نشر بتاريخ: 01/11/2005 ( آخر تحديث: 01/11/2005 الساعة: 19:27 )
غزة-معا- بفرحة منقوصة يستعد 145 ألف مواطن في محافظة الوسطى لاستقبال أول أيام عيد الفطر المبارك, في توقعات بفرحة غير مسبوقة مقارنة بالأعياد السابقة بعيد رحيل الاحتلال من قطاع غزة حرموا على مدار 38 عاماً فيها من صلة الرحم عبر إغلاقه الطرق والمعابر والحواجز.

وينتاب المواطنون خوفا من إقدام قوات الاحتلال مجدداً على إقحامهم في سياسة عقاب جماعي سواء بالغارات الوهمية أو بالقصف الصاروخي الذي لا يفرق بين صغير وكبير وخاصة بعد قيام قوات الاحتلال بعمليتي اغتيال في شمال قطاع غزة والتي كان اخرها عصر اليوم والتي أودت بحياة عدد من المواطنين والضحايا، حيث يعتبر الأهالي ذلك انتهاكاً لحرمة شهر العبادة.

وعبر المواطن عبد الله أبو زايدة الذي يعمل سائقا على طريق جباليا - الوسطى و بالعكس، عن أمله بأن تشهد المناطق حركة مرورية في ظل زوال الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي كانت تغلق الطرق، آملاً أن تخلو سماء القطاع من الطائرات المروحية الإسرائيلية وان تكف الغارات الوهمية التي تبث الرعب في صفوف الأطفال والنساء.

ويتمنى من ناحية أخرى أن يتحسن دخله المادي بعد الانسحاب الإسرائيلي لما يشهده العيد من ازدياد حركة وتنقلات المواطنين، معرباً عن خشيته من ارتفاع أسعار الوقود والمحروقات في ظل غلاء المعيشة وزيادة متطلبات الحياة ، وذكر أبو زايدة بأنه يحرص في كل الأحوال على صلة الرحم وزيارات القربى في أول أيام العيد ومواصلة العمل في باقي الأيام الأخرى.

وفي ذات السياق يتمنى السائق أبو محمد (50) عاماً ويعمل بين مناطق محافظة الوسطى بأن لا يرى الطائرات الإسرائيلية في أجواء القطاع طيلة أيام العيد وأن يزداد دخله رغم ارتفاع أسعار المحروقات معرباً عن فرحته بالأيام التي يمر بها الشعب الفلسطيني الذي يستعد لاستقبال عيد الفطر، قائلاً أنه اعتاد إهداء الفواكه والكعك أثناء زياراته، منوهاً إلى انه يقوم بالزيارات ثاني أيام العيد وقد تحسن دخله في اليوم الأول.

وقالت أم أحمد (42) عاماً من سكان دير البلح أنها قامت بشراء الملابس الجديدة لأبنائها كما قامت بشراء الحلويات والشيكولاتة استعداداً لاستقبال العيد كما جرت العادة ولكنها لا تشعر بفرحة حقيقية نابعة من الداخل حيث يقبع نجلها في سجون الاحتلال قائلة أن يوم العيد بالنسبة لها هو اليوم الذي يتم الإفراج عن ابنها.

وبكت الطفلة مروة (11) عاماً قائلة : " ماما اشترت لي أواعي العيد لكن أنا مش فرحانة بابا شهيد خلاص مش راح يعطيني العيدية ولا راح يضمني زي زمان " متمنية أن يحفظ الله آباء جميع الأطفال في العالم حتى لا يشعر أحد بالحزن كما تشعر هي في أيام العيد .
وفيما يتعلق بالمشتريات الخاصة بالأعياد والتي تشمل الملابس, والحلويات, والشيكولاتة, وصنع الكعك المحشو بالتمر الذي اعتاد الفلسطينيون على صنعه للاحتفال بعيد الفطر عبرت بعض مواطنات دير البلح بمحافظة الوسطى عن حرصن الشديد على مواصلة هذه العادات الشرقية واصفات إياها بالتراثية والجميلة.

كما عبرن عن خشيتهن من قيام الطائرات الإسرائيلية بالقصف أو الاغتيال أو مواصلة الغارات الوهمية التي من شأنها إفساد أي فرحة كما شهدها القطاع في أيام شهر رمضان.
أما بالنسبة لارتفاع أسعار متطلبات العيد قالت المواطنة عواطف بركة (29) عاماً أنها قامت بشراء ملابس العيد والتي اعتادت على شرائها في كل من عيد الفطر والأضحى من كل عام دون انقطاع بأنها لا تلحظ زيادة أسعار الملابس في أيام العيد عما كانت في السابق مضيفة بأن الناس يختلف شعورهم بالغلاء الطفيف الذي يطرأ على متطلباتهم الحياتية كل حسب مقدرته على الصرف ووفقا لدخله الشهري ووضعه المادي.

فيما قالت مواطنة أخرى (39) عاماً كانت تتجول في متجر آخر قائلة بأن أسعار الملابس ترتفع بشكل ملحوظ في الأيام التي تسبق الأعياد عن تلك الأيام العادية أو التالية للعيد.
واختلفت آراء البائعين في محلات الحلويات والسوبر ماركت والبقالة فمنهم من لاحظ كثافة في البيع أرجعها البعض إلى زيادة رواتب العاملين في السلطة التي شهدها العيد القادم فيما أرجعها البعض الآخر إلى أن المصروفات ترتفع بعد استلام الموظفين لرواتبهم والتي سبقت العيد بأيام قليلة، ومنهم من رأى بأن البيع لم يختلف كثيراً في أيام العيد عن الأيام السابقة أو التالية له.

وقال أبو محمد الكرد صاحب سوبر ماركت أن عدم وجود تسهيلات في دخول البضائع الفلسطينية عبر المعابر من خلال ممارسة الاحتلال لسياسة خنق الاقتصاد الفلسطيني في المعابر أمام حركة التصدير والاستيراد إلى جانب إغلاقها من شأنه أن يحدث شللا في الاقتصاد الفلسطيني يؤثر على جميع النواحي في حياة الفلسطينيين.

فيما عبر صاحب البقالة عن ارتياحه لكمية المبيعات التي شهدها خلال الأيام الجارية قائلا أن الناس يحرصون على عمل كعك العيد كما جرت العادة في المجتمع الفلسطيني ويواصلون شراء جميع المستلزمات لذلك من البهارات والتمر والسكر.

وأضاف صاحب البقالة أنه رغم ارتفاع سعر ( شوال السكر) من 90 _145 شيكل إلا أن الناس يحرصون على الحفاظ على عادة صنع كعك العيد في البيوت، وأضاف بأنه يلاحظ تحسناً في الوضع الاقتصادي اختلف عن الأعوام السابقة متمنياً أن تعم الفرحة ويسود السلام يوم العيد.

و لكن يبقى السؤال متى سيشعر الفلسطينيون بالانسحاب الحقيقي من القطاع دون دوي انفجارات وأصوات طائرات حربية وجرائم اغتيال خارج إطار القانون .