حزب التحرير يعقد ندوة سياسية بالخليل يناقش فيها مفاهيم المقاومة والتحرير
نشر بتاريخ: 28/05/2008 ( آخر تحديث: 28/05/2008 الساعة: 19:50 )
الخليل- معا- عقد حزب التحرير في قاعات قصر النيل بالخليل مساء الأربعاء ندوة سياسية حاضر فيها الدكتور ماهر الجعبري، ناقش خلالها مفاهيم المقاومة والتحرير وانعكاساتها على الأطروحات المتعلقة بمواجهة الاحتلال، بحضور حشد من السياسيين والمهتمين والمدعوين.
وبيّن الحزب ضرورة المراجعة السياسية لهذه المفاهيم لعدم تمييعها أو خضوعها لما سمّاه "الغزو الغربي والخداع الإعلامي"، وأبرز أهمية التباحث المستمر بين أبناء الامة في الحركات الإسلامية وغير الإسلامية فيما يحافظ على "الدفق الجهادي من التلوّث بالمشاريع السياسية الغربية التي لا تقوم إلا على أساس تقسيم فلسطين وشرعنة الاحتلال " -على حد تعبيره.
وقال: "المقاومة التي يريد منها القائمون عليها ممارسة جهاد الدفع ضد الاحتلال في العراق وأفغانستان لخلعه، أو النيل من يهود في فلسطين وإبقاء الصراع في حالة احتدام حتى تتحرك جيوش المسلمين لنصرة البلاد، هي مما لا شك محل الأجر والثواب من الله، سواء نظر إليها البعض من منطلق الفرض أم من منطلق المندوب".
ثم بيّن الدكتور الجعبري رفض الإسلام للمفهوم السياسي المشوّه للمقاومة كما يطرحه بعض السياسين والأكاديميين والمحصور في تحقيق مكاسب سياسية وفي كون المقاومة ورقة ضغط على طاولة المفاوضات، داعيا لعدم الانخداع بمطلب تحسين صورة المسلمين في العالم وبالتالي الدفاع عن مشروعية المقاومة على أساس أنها حق كفلته الشرائع السماوية وأقررته القوانين الدولية، بينما يتم تناسي استنادها لمشروعية الجهاد الذي هو حكم شرعي.
وانتقد في هذا السياق تبدّل التعابير لدى السياسيين من "استئصال الاحتلال" إلى "طرد ودحر الاحتلال عن جزء من الأرض إلى جزء آخر" معتبرا أن هذا الخطاب يمهد للاعتراف بالمحتل حتى ولو ارتبط بأزيز الرصاص وسقوط الشهداء، على حد تعبيره.
ونفى جدوى ومشروعية "مفهوم المقاومة السلمية" والأعمال المنبثقة عنها مثل الاحتجاجات على جدار الفصل كونها تنطلق من حدود الشرعة الدولية ولأنها تصب في الحل السياسي المرفوض.
وأوضح الجعبري هدف الأمة الإسلامية المحدد "بالتحرير الفعلي وغير المجزّأ واستئصال كيان الاحتلال كاملا واجتثاثه من جذوره والقضاء عليه " وهو الذي لا تتمكن من تحقيقه مجموعات مسلحة محاصرة بعد أن تتخلى عنها جيوش الأمة، وخصوصا إذا تم ترسيخ سلخ القضية عن حضن الأمة وتم قبول أن يسند التحرير لهذه المجموعات وحدها على اعتبارها الممثل الشرعي والوحيد.
وبين أن دولة الخلافة الإسلامية هي الكفيلة بالتحرير الكامل لفلسطين وسائر بلاد المسلمين المحتلة .