اولمرت محامي لعب على التناقضات وتواجد في المكان المناسب -عائلته يسارية ضد الاحتلال وصار بالصدفة رئيس وزراء اسرائيل
نشر بتاريخ: 29/05/2008 ( آخر تحديث: 29/05/2008 الساعة: 12:59 )
بيت لحم - رئاسة التحرير - في شهر كانون ثاني من العام 2006 وحين وصل كبار قادة اسرائيل عند منتصف الى منزل ايهود اولمرت في القدس وطلبوا منه ان يجهّز نفسه لتسلم مهام رئاسة وزراء اسرائيل بدلا عن رئيس الوزراء ارئيل شارون والذي دخل في غيبوبة ، لم يكن اولمرت يصدق نفسه ، فقد حصل على منصب نائب رئيس وزراء اسرائيل بالصدفة ولان كبار قادة حزب الليكود من أمثال بنيامين نتانياهو سلفان شالوم وشاؤول موفاز وارئيل شارون وتساحي هنغبي كانوا اختلفوا فيما بينهم وانشقوا عن بعضهم البعض وتم تأسيس حزب كاديما قبل اشهر ، واراد شارون ان يلقن امراء حزبه الاقوياء درسا قاسيا فاستحضر الى جانبه قائدان "ضعيفان " هما ايهود اولمرت وتسيفي ليفني وعينهما في منصب نائب رئيس الوزراء .
ولان المزاح سرعان ما يتحول الى جد في الشرق الاوسط ، فقد تكررت التجربة في اسرائيل / ومثلما اصبح محمد انور السادات رئيسا لمصر بعد موت جمال عبد الناصر ، اصبح اولمرت رئيسا لوزراء اسرائيل بعد غيبوبة شارون .مع فارق التشبيه طبعا ولكن المثال لتوضيح الفكرة .
ونقلت مجلة نيويوركير الامريكية يوم الاثنين الذي تولى فيه اولمرت رئاسة الحكومة ، نقلت عن رئيس الوزراء الاسرائيلي أرئيل شارون انه كان امر قبل دخوله المستشفى دراسة امكانية تنفيذ بعض من البدائل الاربعة التالية :
- اخلاء المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية.
- اخلاء منطقة استيطانية بكاملها على الارجح في نابلس.
- الانسحاب من 88% من الضفة الغربية .
- الانسحاب من 92% من الضفة الغربية.
فحمل اولمرت الارث وراح يتحدث بما سمعه من شارون لدرجة انه صدق نفسه وخاض مفاوضات صعبة مع الفلسطينيين لم يكن بمستواها ، وخاض حربا مع حزب الله بعد أشهر من توليه المنصب لم يكن يعرف انها ستدق عنقه وتجعله اضحوكة رؤساء وزراء اسرائيل .
الصحافة الاسرائيلية والجبهة الداخلية الاسرائيلية سرعان ما لاذت بالصمت تجاه تعيين اولمرت في هذا المنصب ، لانها لم تكن تجد بديلا قويا من نفس الحزب الحاكم لتولي رئاسة الوزراء ، وعملا بالمثل الشعبي ( الأعور بين العميان باشا ) صار اولمرت رئيسا لوزراء اسرائيل .
وهو محامي "ذكي " او " انتهازي " ، ورغم انه كان من اتباع جابوتنسكي المتطرفين وسبق وانتقد مناحيم بيغن وطالبه بالاستقاله لانه وقع اتفاق سلام مع مصر الا انه سرعان ما انضم الى الليكود ليرشح نفسه لمنصب رئاسة بلدية القدس خلفا للرجل القوي من حزب العمل تيدي كوليك / وبسبب الصراع المحموم بين المتدينيين وبين العلمانيين اليهود على هذا المنصب صبت كل الظروف في مصلحة اولمرت ففاز بالمنصب .
ثم وقف بجانب نتانياهو واصبح حليفه الذي "يصدقه " في كل شئ فكافئه نتانياهو بعضوية الكنيست ، ثم سرعان ما فهم المحامي مصلحته من جديد فتخلى عن نتانياهو وسار في ركب شارون فجعل منه اميرا في حزب الليكود .
اولمرت مواليد 1945 وهو من اصل روسي هاجر والده مردخاي من روسيا الى فلسطين واولمرت خدم في لواء جولاني وبسبب اصابته اثناء التدريب الاول في عام 1965 تم اعفاؤه وارساله للعمل في صحيفة الجيش المسماة ( محنيه ) ثم درس في الجامعة العبرية محاماة ، وحين كان عمره 35 عاما اصبح عضو كنيست ودخل دورة ضباط .
أحب المنظر الصهيوني زئيف جابوتنسكي ، ابنه شاؤول 32 عاما من يعيش في نيويورك ويعمل نائب مدير شركة العاب ديجيتال وابنته دانا سحاقية معروفة تدافع عن السحاقيات ، اما زوجته عليزا فهي رسامة يسارية محترمة كانت تباع لوحتها بعدة الاف من الدولارات وحين اصبح زوجها رئيسا للوزراء صارت اللوحة تباع بعدة عشرات من الاف الدولارات .
واليوم ، يكرر اولمرت 63 عاما خطا كل الزعماء ، ولا يقرأ التاريخ جيدا ، فبعد قضية الفساد التي تكشفت وبعد ان لفت انشوطة النهاية عنقه ، لا يبدار الى صفقة يسقيل من خلالها " بشرف " وانما يزحف ذليلا تحت اعواد المشنقة بانتظار ان يقرر الاخرون من خصومه شكل النهاية .