الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة الضمير تعقد ورشة عمل بعنوان "دور وسائل الإعلام في تغطية انتهاكات حقوق الإنسان"

نشر بتاريخ: 31/05/2008 ( آخر تحديث: 31/05/2008 الساعة: 13:03 )
غزة - معا - نظمت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان ورشة عمل بعنوان " دور وسائل الإعلام في تغطية انتهاكات حقوق الإنسان ، يوم الخميس الماضي في قاعة فندق المارنا هاوس في مدينة غزة.

وتحدث فيها كل من الإعلامي عدنان أبو حسنة, ومراسل صحيفة الحياة اللندنية فتحي صباح، ومراسل BBC شهدي الكاشف وأدار اللقاء أ. خليل أبو شمالة المدير التنفيذي لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان.

وناقش اللقاء الذي حضره عدد من الصحفيين وممثلي الوكالات الأجنبية وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان, استعراضا لفاعلية الإعلام العربي والدولي في تغطية انتهاكات حقوق الإنسان, ودور الصحفيين والمراسلين الفلسطينيين في إبراز حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.

وقال خليل أبو شماله في كلمة افتتاحية للقاء : "ان منظمات حقوق الإنسان ترى أن العلاقة بين الإعلام بكل وسائله ومنظمات حقوق الإنسان ينبغي ان تكون تكاملية، إذ أن قيمة عمل هذه المنظمات يقوم على قاعدتين رئيسيتين، وهما التوثيق والنشر، ولذلك لا يمكن أن يكتمل عمل منظمات حقوق الإنسان دون أن يهتم الإعلام والصحافة بما يصدر عن تلك المنظمات وبالطريقة التي يضمن الحيادية والمهنية في النقل، ودون إخراج لمعلومات عن سياقها".

وطرح أبو شمالة عدة تساؤلات امام الحضور وهي : هل يلتزم الصحفي الفلسطيني بالجرأة والحياد في نقل الحقيقة، وهل يتفهم الصحفيون الفلسطينيون طبيعة عمل منظمات حقوق الإنسان واللغة التي تتحدث بها؟ وهل حافظت الصحافة الفلسطينية على موقف مهني ثابت ؟أم أنها مثلها مثل الفئات الأخرى تأثرت بالمتغيرات السياسية؟ وهل المراسل يملك أن يؤثر على سياسة مؤسسته الإعلامية لصالح خدمة الحقيقة، ملتزما بالمهنية وبالمهمة الوطنية قبل كل شيء لخدمة قضية شعبه؟

وحذر أبو شماله من أن هناك تراجعا دراماتيكيا تشهده عدد من وسائل الإعلام، بعد أن كانت تتمتع بدور ريادي سواء في السرعة لنقل الخبر أو الحيادية، موضحا أن برنامج الإعلام في مؤسسة الضمير يتابع بدقة حالة المد والجزر التي تعيشها وسائل الإعلام ، إضافة إلى المواد واللغة المستخدمة ومدى خدمتها لقضايا المجتمع الفلسطيني.

وفي مداخلة للإعلامي عدنان أبو حسنة، أوضح خلالها إلى أن الإعلام العربي لم يكن فاعلا في تغطية انتهاكات حقوق الإنسان وذلك يتضح من خلال تقسيم التغطية الإعلامية العربية إلى قسمين, القسم الأول التغطية الإعلامية الحزبية, وغير الموضوعية والمصطفة لأحد طرفي الصراع .

وأما النوع الثاني فهي تغطية تتجه لنوع من الاستقلالية في تغطية الانتهاكات الإسرائيلية والفلسطينية, وهذا النوع يتصادم دائما مع فلسفة وسياسية المحطة التلفزيونية أو الإذاعية وتقوم هذه الوسيلة أو تلك بحذف اللقطات أو النصوص الإعلامية التي تخالف توجهات المحطة, مضيفا بان هناك انتقائية لدى وسائل الإعلام العربية في تغطيتها لانتهاكات حقوق الفلسطيني, غير أن هناك مشكلة ذاتية لدى هذه الوسائل في ممارستها الانتهاك, أو تهميشها للانتهاكات الجارية في بلدانهم, فكيف لنا أن نتوقع إعلاما عربيا موضوعيا ومساندا لقضايا حقوق الإنسان في فلسطين، ولا يستطيع أن يتحدث عن انتهاكات في بلده, مشيرا إلى أن هذه الضوابط من قبل سياسات الحكومات , وسياسة المحطات , أثرت سلبا على أداء المراسلين في التغطية الإعلامية.

وعن دور المواقع الالكترونية العربية قال أبو حسنة: " بأنها تعتمد على التمويل وبالتالي هناك رؤية الممول في الصراع, فيظهر هنا التغاضي أو الكشف عن الانتهاك على حسب توجهات الجهة الممولة، موضحا أن الإعلام العربي في ألتغطيته الإعلامية للوضع في فلسطين مرتبط بمنظومة معقدة نتيجة تعقيدات الوضع السياسي في الأراضي المحتلة".

ومن ناحيته، تحدث الصحفي فتحي صباح عن الدور الحزبي الذي لعبته وسائل الإعلام الفلسطينية في إبراز حالة حقوق الإنسان ,وذلك من خلال الدور الخطير الذي لعبته في تأجيج الصراع بين الفلسطينيين, ومن خلال اصطفافها إلى طرف دون الطرف الأخر وأقحمت نفسها بالصراع لتشويه وتزيف الحقائق, وتوظيف المواد الإعلامية بشكل حزبي، موضحا بان التغطية الإعلامية الفلسطينية اقتصرت على نشر الانتهاكات السياسية ودون التطرق لأنواع أخري من الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية, وان حدثت فإنها تكون سطحية ".

وعن التغطية الإعلامية لفعاليات مؤسسات حقوق الإنسان، أشار إلى أن تغطية الفعالية تكون مقتصرة فقط على وصف الفعالية دون البحث عن ما وراء اثر هذه الفعالية وعن أسبابها , فتكون فاقدة للنظرة التحليلية العميقة، مضيفا بان الإعلام الفلسطيني ينظر لقضايا حقوق الإنسان بشكل نمطي وتقليدي.

ولخص صباح حديثه بمطالبة الصحفي بالالتزام بأخلاقيات المهنة من خلال الاستقلالية والموضوعية التي من شأنها أن تشكل رأي عام محلي ودولي اتجاه ما يحدث في الراضي الفلسطينية من انتهاكات جمة ومتعددة .

وفي ذات الإطار أوضح الصحفي شهدي الكاشف دور التغطية الإعلامية لأوضاع حقوق الإنسان عبر وسائل الإعلام الدولية من خلال تجربته كمراسل لوكالة رويترز سابقا وال B.B.C حاليا واصفا إياها بان تغطية يشوبها نوع من التشويش في نشر الانتهاكات الجارية في الأراضي الفلسطينية، وتحديدا عندما يكون منتهك الحق هو الجانب الإسرائيلي, على النقيض تماما فهناك تغطية قوية للانتهاكات الجارية بحقوق المواطنين الإسرائيليين وذلك يتضح من خلال إنتاجنا للقصص الإخبارية التي توضح كافة تفاصيل الانتهاك وأثرها علي المواطن الفلسطيني.

وفي نهاية المطاف يتم ذكر تفاصل صغيرة ودمجها بخبر سياسي والسبب في ذلك مساهمة الصحفي الفلسطيني في خلق حالة من المبالغة في تغطيته للحدث , بالإضافة إلى عدم استناده إلي تفاصيل , وأرقام وإحصائيات.

وأشار إلى أن هناك إشكالية تكمن في ضعف الحالة الفلسطينية عالميا مدللا بذلك أنه عندما يقتل مواطن إسرائيلي فان الإعلام يهتم كثيرا لأنه يتوقع ما يمكن أن يحدث على مستوى التصعيد الإسرائيلي، في حين أن قتل عدد من الفلسطينيين لا يؤثر في الإعلام الدولي، على اعتبار أن الفلسطينيين ليسوا بحجم الإسرائيليين في فكر الإعلام ولن يكونوا مؤثرين بقدر التأثير الإسرائيلي.

وقد تـحدث عدد من الإعلاميين والصحفيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان بمداخلات وتعقيبات وقدموا مجموعة من التوصيات ، من أهمها :تكثيف مثل هذه اللقاءات لما لها من تأثير في إتاحة الفرصة أمام الصحفيين والإعلاميين للالتقاء ومناقشة قضاياهم المهنية، إضافة إلى ضرورة إعداد دراسات موثقة حول أداء وسائل الإعلام، ودعوة خبراء لتقييم وسائل الاعلام المختلفة بتوجهاتها ونوع خطابها الإعلامي ، ورسالتها للجمهور.