المنتدى التنويري يناقش الحداثة وما بعدها في عيون عربية
نشر بتاريخ: 31/05/2008 ( آخر تحديث: 31/05/2008 الساعة: 18:12 )
نابلس- معا عقد المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني "تنوير" ندوة ثقافية بعنوان "صور الحداثة وما بعد الحداثة في عيون عربية"تحدث فيها الكاتب التربوي علي خليل حمد عن تصورات المفكرين العرب وأرائهم في الحداثة وما بعدها.
وبدأت الندوة مديرة الجلسة فاتن أبو زعرور،المحاضرة بجامعة النجاح، فتحدثت عن أهمية الحداثة، وتعدد إشكالها ،وإنها تمثل امتدادا طبيعيا لمرحلة التنوير الأوربية، وإنها كانت التيار الفكري السائد في أوربا في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين.
وبدأ الكاتب التربوي حمد حديثه بالتميز بين مصطلح الحداثة التي هي موقف فكري - كما يقول المفكر المغربي محمد أركون - ومصطلح التحديث الذي يعبر عن تقنيات مادية فحسب، وضرب مثلا لذلك بعض الدول العربية النفطية التي تزخر جامعاتها وكلياتها بأحدث التقنيات، ولكن بينها وبين الحداثة الفكرية أمدا بعيدا.
كما تحدث عن معنى الحداثة عند الكاتبة المصرية فريدة النقاش، وبخاصة تعظيم الحداثة لقيمتي العلم والعلمانية التي شرحتها بأنها تعني رفع يد الدولة عن الدين والعكس.
وعرض حمد تصوير المفكر الفلسطيني هشام شرابي للحداثة، وذلك بالمقارنة بين المجتمع الحداثي من جهة والمجتمع الأبوي التقليدي من جهة أخرى، من حيث اختلاف مفاهيم المعرفة، والحقيقة واللغة، والنظام السياسي، والتركيب الاجتماعي في كل من المجتمعين.
واستعرض أيضا وجهة نظر عبد الإله بلقزيز في الحداثة والأصالة، مبيننا فيها خطأ دعوى المتزمتين العرب الذين يعترضون على الحداثة بالأصالة، مستدلا على ذلك باستيعاب دول مثل اليابان والصين والهند للحداثة، بالرغم من إن تراثها العربي الإسلامي.
وفي السياق نفسه، قدم المتحدث وجهة نظر حليم بركات بان قضايا الحداثة مثل الديمقراطية والعلمانية والحرية والمجتمع المدني والوعي الطبقي والوعي العلمي ،هي قضايا ضرورية، يطرحها المفكرون العرب لأنها وثيقة الاتصال بالمشاكل والتحديات التي يواجهها المجتمع العربي والثقافة العربية، وان الغرب قد اثبت انه لايريد لنا الحداثة بمعناها الشامل .
وقدم المحاضر أيضا تصنيف محمود أمين العالم لمفكري الحداثة العرب بين ليبراليين أمثال طه حسين واحمد أمين،ودينيين مثل محمد عبده والغنوش وحسن حنفي، وقوميين مثل الكواكبي وصلاح البيطار، وثقافيين مثل سلامة موسى والجابري وادونيس.
وأخيرا قدم حمد تلخيصا بين فيه دور الاستعمار الغربي في تعويق الحداثة العربية، وتنبيه المفكرين العرب إلى عدم الانجرار في تيار مابعد الحداثة، وأهمية التفكير الإبداعي في الخروج من مشكلة التعارض بين الحداثة والأصالة، وزيف دعوى وجود صراع جوهري بين الحضارات وان الأمر يتعلق بخلق فتن يقوم بها عملاء الاستعمار من اجل تحقيق سيطرة رأس المال المعولم على مقدرات الشعوب .
كما ناقش الحاضرون عددا من القضايا المتعلقة بالحداثة، منها التفصيل الذي قدمه د.يوسف عبد الحق ،رئيس المنتدى عن تحكم العلم في النظام الاجتماعي والاقتصادي، وتحكيم الشعب في النظام السياسي باعتبارها ركنين أساسين من أركان الحداثة.