الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.غازي حمد يحمل جميع الفصائل المسؤولية إزاء المآلات التي بلغتها القضية الفلسطينية ويدعو قادتها لخلع ثوب الحزبية الضيق

نشر بتاريخ: 03/06/2008 ( آخر تحديث: 03/06/2008 الساعة: 19:06 )
بيت لحم - معا - حمل د. غازي حمد، القيادي في حركة حماس والناطق باسم الحكومة السابقة ،في مقالة له بعنوان متى "تدق ساعة الخلاص "، الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية، المسؤولية إزاء المآلات الصعبة التي بلغتها القضية الفلسطينية .

وقال د.حمد "أن مقارنة بين ما قدم من تضحيات خلال سنوات النضال الطويلة للفصائل الوطنية والإسلامية وحصاد تلك التضحيات على الأرض وماحل بالشعب والقضية، يجعل الفارق هائلاً ومخيفاً ".

ودعا حمد في مقالة خص بها وكالة "معاً " الى بناء جسور الثقة لإحداث النقلة الحقيقية لتجاوز الخلافات وأنه بدون تلك الثقة فلا طعم للحياة .

وخاطب حمد الفصائل قائلاً " إخلعوا ثوب الحزبية الضيق وسترون كم هو ثوب الوطن أوسع وأدفأ وأجمل واكثر امنا واوفر املا. وفيما يلي النص الكامل للمقال:

متى تدق ساعة الخلاص ؟؟ / د.غازي حمد

لسنا بصدد الوقوف والبكاء على الاطلال!! فهذه السيمفونية اصبحت محفوظة لدينا ولدى الاجيال التي سبقتنا والتي ستأتي بعدنا.

نحن بحاجة الى ان نعرف اين نقف الان, وباي اتجاه نسير, وما هو المكان المفترض ان نصل إليه ,وما هو "المركب"الأفضل الذي يجب أن نمتطيه كي يبلغنا مبتغانا .

لقد قطعنا شوطا طويلا في مشوارنا (ناهز على السبعين عاما) ..بكينا , تحسرنا, صمدنا ,استنجدنا ,قاومنا,غامرنا وجازفنا ,ولجنا دهاليز السياسة وغرقنا في تفاصيلها , اختلفنا , تقاتلنا , و لازلنا نسير ونسير ونحمل على اعناقنا احمالا ثقالا تنوء بها الجبال ..على خطى المليون ميل !!

كلما قرأت تحليلات سياسية عن اللقاءات والاتفاقات والمؤتمرات ازددت قناعة باننا نعمل وفق العمل اليومي(المشرذم المتناثر) الذي تغيب معه الرؤية الشمولية العامة..وغياب الرؤية الاستراتيجية التي ترشدك الى معالم الطريق وتنبهك الى مخاطر متوقعة .

تارة نغرق في (مؤتمر) وكأنه نهاية القضية وتارة تفاجئنا "خارطة", ثم تقتحم علينا مبادرة ثم مبادرة واخرى , ثم نجد أنفسنا أمام مفترق جديد ورؤية جديدة ومعركة سياسة جديدة لا اول لها ولا اخر ..

في المقاومة قدمنا سجلا حافلا -وطويلا -بالتضحيات والبطولات والاساطير لكنها ايضا عانت من غياب الرؤية ووحدة الموقف ومعالجة الاخطاء والتقييم الموضوعي ,ويبقى السؤال المهم (متى ننجح في تحويل تضحياتنا إلى مكاسب على الأرض ؟) ...

آن لنا ان نفتح عيوننا قليلا ,وقبلها عقولنا , لنعرف بعد هذه المسيرة الطويلة المشبعة بالتعب والألم والتضحية- ان كنا نسير في الاتجاه الصحيح ام ان السبل حادت بنا قليلا عن مقصدنا وغايتنا.ليس تعبا من طول المسير ولا احباطا من الوضع لكنه التقييم والتقويم اللذان يعتبران ركنان من اركان نجاح اي تجربة .

وأقر هنا أننا , كمجموع وطني , لم نقم باي محاولة او جهد يذكر لعمل تقييم موضوعي وجدي للمسيرة الوطنية رغم طولها وتعقيداتها - انما جرفتنا الاحداث رغما عنا, بل اننا اصبحنا خصوما وأعداء للتقييم والمنهجية العلمية الذي يطالب به الدين والمنطق والاستحقاق الوطني..وهذه هي الحالقة!! ,وفضلنا ان نعمل بقاعدة "دعوها فانها مأمورة"أو قاعدة "كل يعمل على شاكلته" !!.لذا وجدت ان كل فصيل يدير الصراع مع الاحتلال بطريقته الخاصة وبالأسلوب الذي يعجبه !!.إذا تكلمنا عن ضرورة تقييم وتقويم المقاومة هبوا وقالوا انك ضدها ,واذا طالبنا بضرورة معالجة المسار السياسي وما يعانيه من فشل وتعثر لم تجد اذانا صاغية !!

ان الحالة الفلسطينية حالة (ملخبطة ) و(مكركبة) و(فوضوية) ..انها تحتاج الى "انتفاضة "حقيقية لاعادة الامور الى نصابها في شتى مجالات الحياة .

لقد اشبعنا شعبنا مؤتمرات ومسيرات ومهرجانات وشعارات وورش عمل وبيانات وخطابات ..نعم ,لقد شبع حتى امتلأت معدته واصابته التخمة..لقد امتلأت الجدران بالشعارات حتى حفظناها , وغصت الفضائيات والاذاعات بالاناشيد والبيانات الثورية الدسمة حتى وعيناها ..وتشنفت آذاننا بالخطب الهدارة حتى اصبحنا نعيدها عن ظهر قلب !!.كل هذا (على اهميته)لا يغني ابدا عن العمل الجاد والبرامج الحقيقية(كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) . لقد كبرنا وانتقلنا من مرحلة (الروضة )الى مرحلة (الجامعة) التي تملي علينا ان نصغي لعقولنا قبل عواطفنا والى أعمالنا وانجازاتنا قبل شعاراتنا...فلا تعاملونا معاملة التلاميذ !!

لقد آن الاوان للعمل الجدي المثمر ..العمل القائم على الفكر والوعي والتخطيط والشراكة الوطنية الحقيقية . ..لقد آن الاوان للبرامج الحقيقية ان تشق طريقها للتطبيق ..آن لنا ان ننضج في فكرنا السياسي والوطني ونتعالى على الحسابات الصغيرة.

يجب ان نتعامل بمستوى كم هي القضية الوطنية كبيرة وخطيرة وصعبة ...بمستوى تطلعات شعب يتوق إلى الحرية بعد ستين عاما من نكبات ونكسات(وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم) .

انا هنا لا اتكلم عن فصيل او حزب بعينه بل اقصد المجموع الفلسطيني اذ ان المسؤولية اليومية مسؤولية وطنية لا مجال للتهرب منها ولا مجال لحملها فرديا او ثنائيا .

** نعشق الخلاف

مشكلتنا كفلسطينيين أننا - طوال مسيرتنا النضالية والسياسية - نعشق الخلاف والاختلاف والانقسام والتشظي لدرجة التتيم والوله, وكأنه اصبح "سنة مؤكدة" من سنن الواقع الفلسطيني !! فما من قضية الا ونحن منقسمون فيها وعليها , ونتبارى في اينا يكون اكثر بعدا -وتميزا-عن الاخر ... اختلفنا في السياسة حتى اصبحت علينا عبئا ورمزا للفشل والاحباط و"المرمطة" , واختلفنا في المقاومة حتى باتت ساحة للتنافس والمزاودة ..اختلفنا في كيفية صياغة مجتمعنا الفلسطيني حتى حولناه الى مجتمع فسيفسائي من الوان خليطة وعادات غريبة وسلوكيات فوضوية شاذة..حولنا وطننا الى رايات ملونة فوق كل بيت وشارع ..حولنا اذاعاتنا وصحفنا ومواقع الانترنت الى "دشم "عسكرية للهجوم والانتقاص والانقضاض حتى باتت صورتنا في العالم مهتزة..سلاحنا تحول الى اداة خطرة يمكن ان يصبح في لحظة قنبلة متفجرة في وجوهنا(وقد كان) ... اتهمنا بعضنا بعضا باتهامات وصلت حد التخوين والعمالة والبيع و الجري وراء الكراسي ,حتى ملت وسائل الاعلام من ملاحقة مؤتمراتنا الصحفية وناطقينا الاعلاميين ...

شعبنا المسكين المجروح المكدود المتعب الممزق(الذي يراهن الكل عليه) لم يملك الا ان يتطلع الينا بعيون دامعة وقلب منفطر وكأنه يقول لنا (كفى كفى),ولم يملك إلا ان يدفع الفاتورة من دمه وابنائه وحياته وراحته ... لقد قسمناه قسمة ضيزى وشطرناه الى اكثر من نصفين .

لم نعد نجمعه في صف واحد بل تقسم الى الاخضر والاصفر والاحمر والاسود وما تحت بنفسجي وما فوقه وما ليس له لون (غاب العلم من كثافة الرايات) ... تقسم بين ضفة وغزة , بين حمساوي وفتحاوي ,بين "مرابطين" و"مفرطين" ..بين "مقاومين" و"متخاذلين" ,بين "مجاهدين "و"انقلابيين ,بين "ثابتين" و"مطبعين" ,بين منفتحين وظلاميين..ميليشيات ,عصابات ,شرعية ,لاشرعية, (انها تقسيمة الابيض والاسود التي لا توسط بينها)..الى سلسلة لا متناهية من التصنيفات والتقسيمات التي اصبحت اشبه "بالجدار" الذي يفصل بين بيت واخر, وبين شارع واخر,وبين عائلة واخرى... (انظر وقارن بالتقسيمات في البلدان الأخرى ,امريكا :ديمقراطيين وجمهوريين ,اسرائيل :متدينين وعلمانيين , فرنسا :يسار ويمين ,اوروبا :محافظين وليبراليين , ايران :محافظين واصلاحيين ..انظر ما الطفها من تقسيمات عندهم وما اقساها عندنا!!), انظروا كم هي "التيارات" العنيفة التي غزتنا (التيار الانقلابي ,التيار الدموي ,التيار المتصهين ,التيار المنفلت ...) , كم يتحمل جسدنا الفلسطيني الضعيف المنهك من تيارات واعاصير و"تقسيمات" ..؟ .احسبوا كم هي المرات التي استخدمنا فيها مصطلحات (أجندة خارجية ..أجندة إقليمية ..محاور أجنبية )!!

حار العالم فينا ونحن نخرج عليه كل يوم بالسنة مختلفة ولهجات متعددة واراء لا يجمعها جامع ولاينظمها ناظم ..حتى اخواننا العرب ملوا من كثرة خلافاتنا وقتالنا فلم يملكوا الا التفرج علينا وتركنا لحال سبيلنا لعلنا نفيق الى رشدنا... وأحيانا يشفقون علينا بكلمة تعاطف ودعوة للتوحد وبيان من ورق !!

**أزمة الثقة "ذبحتنا"

شركاء الوطن متشاكسون !! ,وليس هناك حزب سلما لحزب , لا يثقون ببعضهم ,الى درجة ان كلا منهم اصبح شاكا بالاخر غير مؤمن له , يحذر ويتربص ويتمنى الوقيعة ويفرح اذا وقع احدهم في مصيبة !! لقد سالت الكثير من الدماء والاشلاء ..وارتفع عدد الثكالى والايتام والمعاقين ...كل هذا بسبب ماذا؟ (ونحن أبناء أم واحدة ورحم واحد)؟

لقد "أهلكتنا" الثقة الضائعة التي حولتنا الى اعداء وفرقت دمنا في القبائل .
المشكلة ليست في خلافاتنا السياسية, فهي ظاهرة طبيعية في كل دول العالم -حتى المتخلفة منها- ,لكن المشكلة في اننا لا نحسن ادارة الخلاف السياسي بطريقة محترمة وحضارية, مما يجرنا الى معركة دامية غير مجدية .ليس من سبب الا غياب الثقة الذي ولد الامراض والعلل المزمنة على مدى سنوات طويلة.لقد جعلنا الخوف نحشد اسلحتنا ونسن سكاكينا ونتأهب ليوم "الملحمة" ..

لماذا نخاف من بعضنا البعض ونحن قد نكون في البيت الواحد والشارع الواحد والوزارة الواحدة ؟..قد يجمعنا الفرح أو المأتم أو الجنازة ... لماذا نخاف ولا نثق ببعضنا ونحن الذين قطعنا شوطا طويلا في خنادق المقاومة وقاتلنا سويا واختلطت اشلاؤنا ودماؤنا بصواريخ الاحتلال ؟ الم تعد المعادلة واضحة (حتى للعميان) بانه لا يمكن لفتح ان تلغي حماس ولا لحماس ان تلغي فتح ؟ اذن ما جدوى هذا الصراع الذي ليس من ورائه فائدة الا النكد والخسران وضياع القضية ؟

نحن بحاجة قبل الحديث عن الانتخابات وعن الديمقراطية والنظام السياسي والمجلس التشريعي .... الى بناء ثقة حقيقية هي بمثابة الجسر الذي نقطع عليه كل خلافاتنا . بدون الثقة لن يكون لاي شيء طعم في حياتنا :لا انتخابات ولا حكومات ولا امن ...ان الثقة اذا بنيت على اساس من الاحترام وتفهم الاخر ستصنع تاريخا جديدا ..ستبني الامن والسياسة والمجتمع في الاتجاه الصحيح ,ليس اتجاه الحقد والكراهية بل اتجاه الامل والحب والتعايش .

اننا نقولها بملء فينا : اننا نكره الانقسام ونرفض القطيعة ونأبى الاعتقال السياسي ..اننا نمقت لغة الاتهام والتحريض وننبذ العنف الداخلي ...إننا نريد وحدة الصف وروح الإخوة وشراكة الوطن والمصير ,لا أقل من ذلك ولا اكثر !!

متى نصل ؟

سؤالي : بعد كل هذا الاختلاف والانقسام (في كل شيء) كيف- ومتى - يمكن ان نصل الى اهدافنا؟ هل سيصل احد منا قبل الاخر أم سيذهب كل منا في طريقه ؟ بعد كل هذا التعارض والتناقض في الاتجاهات ما هي المحصلة التي يمكن ان نجمعها ؟ كيف يمكن ان نحقق تحرير فلسطين او بناء الدولة ونحن لا نسلك نفس الطريق ولاتجمعنا الفكرة الواحدة ولا الهدف المشترك ولا حتى الوسيلة والاداة؟

كم ضيعنا من اوقاتنا ؟..كم اهدرنا من اعمارنا؟ .. كم دفعنا من اثمان باهظة من شبابنا ومقاتلينا ومن بيوتنا ومزارعنا ؟... هل قيمنا مدى التضحيات الهائلة التي قدمناها بمدى الانجازات التي حققناها ؟ لا انفي أننا حققنا الكثير من الانجازات على الارض لكنه ليس بمستوى حجم التضحيات ولا بحجم سنين النكبة الطويلة والتي كان يمكن ان نختصرها لاقل من ذلك !! الا ترون ان هناك فرقا بين رجل يتصرف بمليون دولار بطريقة ذكية واستثمارية في جلب مرابح هائلة وبين من يحصل مرابح متواضعة تسد رمقه وتكف عنه حاجة الناس ؟؟

احسبوا معي هذه الحسبة البسيطة : فتح عمرها 43 عاما ,حماس 21 عاما(وقبلها عمر مديد من الاخوان) ,الجهاد 25 عاما ,الجبهة الشعبية 40 عاما ,الديمقراطية 40عاما (اضف اليها عشرات السنين من مجموع اعمار الفصائل الاخرى), لو جمعنا سنوات النضال هذه, يا ترى كم يكون المجموع ؟168 عاما (واكثر) من النضال والتضحيات والعطاء.الان دعونا نقدر كم قدمنا قضيتنا الوطنية نحو هدفها الرئيس "تحرير فلسطين "مقارنة بعدد السنين النضالية. أظن انه بالمقارنة بين سنوات النضال وما فيها من تضحيات وبين ما نحن فيه الان سنجد فرقا هائلا ومخيفا .

تصور لو انك قمت بعملية طرح بين هذه سني الفصائل لملئت رعبا !! تخيلوا لو اننا عملنا سويا ووضعنا ايدينا في ايدي بعض كم ستكون النتائج مذهلة وعظيمة ...كم سنكون سعداء ونحن نحقق احلامنا خطوة خطوة ؟ كم سيلتف الشعب حولنا ويصفق لادائنا ونجاحنا ؟

يجب ان يشغلنا كيف نواجه إسرائيل وننهي احتلالها ..كيف نمسح مستوطناتها من على ظهر الأرض ..كيف نهدم الجدار ..كيف نطمئن لاجئينا بأننا نسهر الليل والنهار لكي نعيدهم ...كيف نطمئن أسرانا - فعليا - بأننا نجهد لهم لاطلاق سراحهم ..كيف نبني وطنا كريما تسوده العدالة والمساواة والقانون,لا ان تشغلنا خلافات الحقائب الوزارية والسلطة والمعابر والتهدئة ...نحن اكبر من أن تجرفنا قضايا هامشية على حساب الوطن والقضية .

ليست هذه مجرد اماني بل هي المعادلة المطلوبة وما دونها فهو ضرب من الاوهام. اذا اعتقد فصيل بانه يمكن ان يحوز المسيرة كلها دون غيره فهو مضيع لوقته وجهده (وكما يقال القليل مع القليل كثير) .كلنا يريد دولة وحرية وبناء مجتمع وخلاص من الاحتلال .قد نختلف في ادواتنا .هذا ليس عيبا, بالإمكان جمع الأدوات بالقدر متاح حتى تكفل لنا ان نتحرك ونتقدم .لكن لا تضعوا عصينا في دواليبنا ..لا ترموا حجارة في طريقنا ...لا تزرعوا الغاما في خط سيرنا ...

صحيح ان امريكا جنت علينا حين غذت عدوان اسرائيل بكل اساليبه وادواته ..وصحيح ان "المجتمع الدولي "جنى علينا حين صم اذانه عن جرائم اسرائيل وعن معاناتنا ...وصحيح ان العرب جنوا علينا حين نسونا وتركونا نحارب منفردين سياسيا وعسكريا.. لكنا جنينا على انفسنا حين فشلنا في صنع جبهة موحدة تكون اقدر على تقريب لحظة شروق الشمس .

دعونا مرة واحدة نعمل بقلب وطني ورئة وطنية ودم وطني وايد وطنية ...مرة واحدة فقط اخلعوا ثوب الحزبية الضيق وسترون كم هو ثوب الوطن اوسع وادفأ واجمل واروع واكثر امنا واوفر أملا ومستقبلا .