نشر بتاريخ: 04/06/2008 ( آخر تحديث: 04/06/2008 الساعة: 22:16 )
بيت لحم - معا - عندما افتتح نادي الخضر الرياضي في بيت لحم إستاده الجميل في 1/5/2007 كنت أعمل على تقرير لقناة العربية، وفي نصف المقابلة مع رئيس نادي إخاء الناصرة كايد أبو عياش الذي كان فريقه طرف المباراة مع شقيقه نادي الخضر عزف السلام الوطني الفلسطيني فأوقفت المقابلة والتزمت الصمت والخشوع كما هو العرف، وبعد أن انتهى عزف السلام الوطني قلت له وعلى الكاميرا ماذا تشعر اليوم، قال (أول مرة في حياتي ينتابني شعور كبير بالفخر والعز ونحن معتادون على نشيد آخر .... ولكن هنا أصابتني القشعريرة) ومن هنا فأن الشوق لدى أخوتنا لا يقل لشوقنا لهم.
وكنت قد تحدثت قبل اكثر من شهرين مع الأخ الصديق صايل سعيد وهو حكم ومدرب واداري معروف حول تبني جهة ما لاستضافة مباراة كرة قدم بين فريقي اتحاد أبناء سخنين وإخاء الناصرة على اي ملعب في الضفة الغربية وذلك لعدة اعتبارات ومنها رسالة في الذكرى الستين للنكبة واحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1948، وأننا شعب واحد. وقد ذهبت ذكرى النكبة من الرزنامة وبقيت كالعادة ذكرى عالقة في الذهن والنفس ولا تسقط بالتقادم وقد نموت ولا تموت إلا بإحياء الدولة الفلسطينية. وتحل هذه الأيام ذكرى النكسة التي حلت بنا عام 1967 وضياع باقي الأراضي الفلسطينية لتمر الذكرى ال41 عاما على احتلال إسرائيلي لأراضي الضفة الغربية وهي سنين عمري التي تذكرني أمي دائما وتقول "وجهك (ول) أي نكد أجيت من هان والاحتلال وراك بعشرين يوم) وما بعرف يا أمي انهم وراي والله لو كنت بعرف ما إجيت أصلا.."
فالدعوة لن تقف عند الهدف السياسي والوطني فقط بل نريد أن نوصل رسالة للعالم أننا وفي عام 2008 لا نستطيع حتى الوصول لسخنين أو الناصرة أو شفا عمر أو طبريا أو أي مدينة عربية محتلة حتى لمجرد مشاهدة مباراة كرة القدم ونسمع عن مستوى أبناءنا واخوتنا ومنافستهم الشرسة من قبل الفرق العنصرية هناك وقدوم هذه الفرق لمباريات ودية أمام الجماهير الفلسطينية يعطينا جرعة مشاهده ممتعة ويبعد الفرق نفسها عن حساسية الفوز والخسارة لان مجرد إجراء المباراة هنا هو فوز للجميع.
واذكر أن الصديق صايل سعيد قد قال أن هناك محاذير مثل (أن هناك بعض اللاعبين الأجانب واليهود في هذه الفرق، بالإضافة لتخوف الفرق من هجمة عنصرية لمثل هذا النشاط) ولكني اعتقد انه بالإمكان تطبيق ذلك ولكن بدون أي لاعب تعزيز غير عربي لان الهدف بعيد عن تسجيل الأهداف بالشباك .وقد لفت نظري أن جنين تعمل على استضافة فريق من النجوم العرب لمباراة مع جنين كبادرة ممتازة ومحترمة.
ومازلت آمل أن تعمل أي جهة ذات علاقة على إقامة الديربي العربي الأشهر والأسخن (سخنين- الناصرة) في إحدى المدن بالضفة الغربية وتشجع أخواننا من الداخل للقدوم والتفاعل الرياضي والاقتصادي والسياحي مع الشمال فالجيران الاعداء يقيمون النشاطات الرياضية لمختلف الالعاب سنويا لرياضييهم من كل أنحاء العالم وببعد قومي وسياسي تحت مسميات (بطولة المكابيات أو الهبوعيل ) وهي أسماء أصلا لعصابات وحركات وتجمعات ساهمت في اغتصاب فلسطين واليوم تتلفح بالرياضة.
ويبقى مجموع 67X48= فلسطين مسلوبة الأرض غير مسلوبة الثقة بالعودة والوحدة وفي كل 5/6 نكبر وتكبر معنا دولة الاحتلال التي نحاول ركل تبعات احتلالها ولو بكرة تحمل رسائل قد تعجز عنها المدافع والقنابل دون ان ننسى ان لنا حق يجب ان يعود و ينتهي تشاؤم أمي العجوز من وجودي وميلادي..
[email protected]