"طوشة" نرويجية حول الرسم الكاريكاتوري الأخير
نشر بتاريخ: 06/06/2008 ( آخر تحديث: 06/06/2008 الساعة: 23:18 )
اوسلو -خاص معا-طارق صبح- فيما تغلي النفوس هناك، عندكم في العالمين العربي والإسلامي عقب نشر الرسم الأخير في إحدى الصحف النرويجية الثلاثاء المنصرم، تشتعل هنا الساحة النرويجية، ويحتدم النقاش حول الموضوع ذاته، بين عنصريين مؤيدين لفكرة نشر الرسم، معادين للإسلام، من جانب وأضادهم ممن يعشقون فكرة احترام الآخر من الجانب المعاكس.
حين نبعثر صفحات الصحف الصادرة هنا، في النرويج، ونبحث عبر ثناياها نجد الكثير والعديد مما كتب حول الموضوع، وما قد يسر البعض في ذلك، أن يجد عدداً هائلاً من الكتاب والقراء الذين يعقبون، لا ينتصرون أبداً لفكرة نشر ذلك الرسم الذي، وبحسب وجهة نظرهم، لا يمكن القبول به طالما أنه يمس طائفة او ديناً معينا، لأن ذلك ليس من طبيعة الفرد النرويجي، بل على النقيض تماماً، ورأى كثير منهم أن نشر الرسم لم يكن ضرورياً ولم يقدم شئ للقارئ النرويجي.
مناصرة مرفوضة!!
هذا على صعيد الصحافة وما ينشر. أما على صعيدٍ آخر، بحق ملفت، هو ما دار من نقاش بين راسم الكاريكاتور مؤخرا "يان هينريكسن"،ً وبين رئيس تحرير مجلة "ماجازيناه" فيبيورن سيلبيك" الذي قام بإعادة نشر الرسوم الدنماركية الشهيرة آنذاك. فقد نشرت صحيفة "فيه غيه" النرويجية ،واسعة الإنتشار،موضوعاً شيقاً، إذ رصدت وكشفت جدلاً بين "هينريكسن" و "سيلبيك"، حول ذات الموضوع.
بعد نشر الرسم الكريكاتوري الأخير سارع رئيس تحرير مجلة "ماجازيناه" وأرسل رسالة قصيرة عبر الهاتف الى الرسام يان هينريكسن معرباًً فيها عن دعمه ومناصرته وأيضاً سعادته لنشر كاريكاتور عن الرسول محمد (ص)، لكن الأخير رفض قبول تلك المناصرة من باب أن الرسم لم يكن للرسول محمد (ص)، بل أن ما قصده عبر رسمه هو شخص "إرهابي" إتخذ من اسم الرسول محمد غطاءاً ليفجر مقر السفارة الدنماركية في إسلام أباد.
هذا الرد لم يرق لـِ "سيلبيك" فاستشاط غضباً ليخرج فيقول عبر وسائل الإعلام بأن الرسم آنف الذكر أكثر فظاعة من الرسوم الدنماركية، التي قام هو شخصياً بإعادة نشرها.
ومما حاول راسم الكاريكاتور توضيحه، أن مئات رسائل المساندة قد وصلته من عنصريين يكرهون الإسلام، عرف ذلك من سياق رسائلهم، لكنه أبدا لا يرضى ولا يقبل دعماً ومساندة كتلك، لأن هدفه من رسم ما رسم، هو إدانة حادثة السفارة، ولكن من خلال طريقته الخاصة، متمنياً ألّا يساء فهمه معرباً عن أمله أن لا تكون هناك ردود فعل حادة او عنيفة على حد قوله.
رفض واسع!!
وكانت "معاً" قد تابعت عدة مواقع إخبارية نرويجية عبر ألإنترنت فرصدت ردود القراء النرويجيين على مجموعة كبيرة من الأخبار فيما يتعلق بموضوع الرسم الكاريكاتوري، ومما يبدو ظاهراً وجلياً أن هناك كماً كبيراً من الردود الرافضة لنشر الرسم ويتواصل النقاش محتدماً بين النرويجيين أنفسهم، بين مؤيد ومعارض.
رئيس التحرير يريد حواراً
من جانبه أطلق آرنيه بليكس رئيس تحرير صحيفة أدريسسا أفيسا دعوة مفتوحة الى مسلمي النرويج لزيارة مقر الصحيفة و فتح باب النقاش والحوار حول الموضوع، مؤكداً أن صحيفته لم تتعمد الإساءة لأحد ولم تقصد المس بمشاعر المسلمين.