الحصار يحرم الغزيين من ملابس الصيف ويؤخر على الفقراء لباس الشتاء
نشر بتاريخ: 07/06/2008 ( آخر تحديث: 07/06/2008 الساعة: 16:36 )
غزة- معا- فصل الصيف يقبل على غزة المحاصرة, حاملاً معه مزيداً من المعاناة لابناء القطاع, وهذه المرة ربما تكون ملابس الصيف هي عنوان معاناة المواطنين.
فمن ارتفاع الاسعار الى قلة الملبوسات وعدم توفرها بكل المقاييس والانواع في الاسواق, يجد المواطن الغزي نفسه حائراً تائها كيف يمكن له ان يلائم نفسه لفصل الصيف الذي يمتاز بالحرارة في قطاع غزة.
حتى الاطفال لم يسلموا من هذا الضيق, فهذه "أم ماهر" تشرح لـ "معا" معاناتها في سبيل الحصول على ملابس لحفيدها ابن الخامسة, قائلة: "امضيت وقتا طويلاً اجول من محل لآخر لاشتري الملابس لحفيدي, حيث وجدت ان غالبية ما يعرض من الملابس قديم وكذلك فلم يكن السعر ملائماً لما يعرض".
من جهتها قالت "عفاف" مواطنة من غزة, وهي تسير في احد اسوق القطاع وتحمل رضيعها على يديها: "ان المعاناة في الاسواق الان هي أن تجد ما تريد, وان وجدت ما تريد فان اسعاره مضاعفة اضعافا كبيرة, وعلى الاغلب لن تجد ما تريده".
وربما كان فقراء غزة الاكثر معاناة من بين ابناء القطاع, فلقد فقدوا سوقهم ذي الاسعار المخفظة "البالة", فكيف لا والقطاع مغلق, والبضائع والملابس "المستخدمة" الرخيصة كانت تأتي من اسرائيل.
"أبو محمد" تاجر في سوق "البالة" قال لـ "معا": الحصار حكم على مهنتنا بالموت, بعد اغلاق جميع المعابر, فنحن أصبحنا عاطلون عن العمل والفقراء لم يعودوا يجدون احتياجاتهم من اللباس الصيفي وباسعار مناسبة, متسائلاً: كيف للفقير ان يغير ملابسة الشتوية في ظل الاسعار المرتفعة في الاسواق؟.
وتشير بعض الاحصائيات الى ارتفاع حاد على اسعار الملابس في القطاع, وصل في بعض الاحيان الى 100% - 200%.
وأرجع "ياسر" بائع ملابس في غزة, أسباب ارتفاع اسعار الملابس الحاد, الى عدم توفر المواد الخام للصناعة, مشيراً الى أن ما يتوفر في مصانع القطاع لا يكفي لاحتياجات المواطنين, وأن المواد الخام ربما تنفد في اي وقت.
وفيما يكون الصيف بداية موسم الرحلات والترفيه في أغلب بقاع الارض, الا ان الصيف في غزة يحمل معه مزيداً من الصعاب ومزيداً من الاعباء التي قد لا يخففها سوى ازالة الحصار وفتح المعابر واعادة الحياة الى طبيعتها في القطاع.