خبراء يدعون للاهتمام بتقنيات السيارات الحديثة ودراسة بدائل عملية للوقود التقليدي
نشر بتاريخ: 08/06/2008 ( آخر تحديث: 08/06/2008 الساعة: 13:15 )
غزة- معا- دعا خبراء وباحثون في مجال تكنولوجيا السيارات الحديثة الى العمل بشكل حثيث لزيادة الاهتمام بهذا المجال ورفع مستوى الوعي والكفاءة لدى العاملين وفنيي السيارات، مشيرين في ذات الوقت إلى ضرورة ايلاء الاهتمام لدراسة البدائل المتعددة للوقود المستخدم بما يساهم في تحسين البيئة وتقليل تلوثها.
جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه قسم المهن الهندسية في معهد غزة التقني فرع كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية بخانيونس تحت عنوان: " تكنولوجيا السيارات الحديثة " بحضور الدكتور يحيي السراج عميد الكلية، والدكتور غسان ابو عرف رئيس مركز تدريب خانيونس التابع لوكالة الغوث والمهندس وسام ساق الله رئيس معهد غزة التقني, والدكتور هشام غراب رئيس وحدة البحث العلمي، ولفيف من الباحثين والمهندسين وموظفي الكلية وطلبتها.
وفي بداية اللقاء رحب الدكتور يحيى السراج بالمشاركين في اليوم الدراسي والذي يأتي ضمن إطار الأنشطة اللاصفية التي تحرص الكلية على تنظيمها من أجل مواكبة كل ما هو جديد في عالم المعلومات المتسارع، مضيفا أن على الطالب أن يوسع آفاقه المعرفية بالإطلاع على كل ما هو جديد في عالم المعرفة.
وأوضح الدكتور السراج أن هذه اللقاءات مهمة للطالب لأنها تجعله على تواصل دائم بالتكنولوجيا الحديثة وآخر ما توصل إليه العلم الحديث، مضيفا أن من فوائد هذه اللقاءات أيضا تواصل الطلبة بمدرسيهم ومشاركة الآراء.
كما أعرب المهندس وسام ساق الله رئيس معهد غزة التقني عن سعادته بهذا النشاط ورحب بالمشاركين والحضور في هذا اليوم الدراسي ذو الأهمية البالغة خاصة في هذه الأيام موضحا أن المعهد يحرص على استمرار هذه الفعاليات ويعمل بشكل جاد وبتعاون تام مع مختلف قطاعات المجتمع المحلي كما استعرض المهندس ساق الله خلال كلمته مراحل تطور المعهد وطموحاته المستقبلية مشيرا إلى أن اختصاص الكترونيات السيارات يعد من أهم البرامج التي يقدمها المعهد ضمن العديد من البرامج المهنية والتقنية التي يقدمها في مجالات متعددة.
وأشار المهندس ساق الله إلى طموحات معهد غزة التقني المستقبلية بالوصول الى مجتمع تقني متميز والمساهمة بشكل فعال في الارتقاء بكافة القطاعات وفي بناء وتنمية المجتمع الفلسطيني بمختلف مؤسساته.
ومن ناحيته قدم الدكتور هشام غراب، نبذة عن وحدة البحث العلمي بأهدافها التي تسعى إلى تعزيز ثقافة البحث العلمي ومساعدة الباحثين الفلسطينيين في أبحاثهم العلمية وإبرازهم محليا وإقليميا، مضيفا أن الوحدة تقدم هذه الأنشطة ومثيلاتها من أجل العمل على تعريف الطلبة بالتكنولوجيا الحديثة ومواكبتها.
وخلال كلمته اوضح المهندس رأفت السيقلي رئيس اللجنة التحضيرية المشرفة على فعاليات اليوم الدراسي أن هذا اليوم ياتي استجابة للتغيرات المتلاحقة في مجال السيارات وتكنولوجياتها واضاف "لعبت التقنيات الحديثة بالمركبات دوراً مهماً في تطور أداءها الوظيفي، بجانب زيادة أمنها سواء للركاب أو للبيئة، ونظراً للتطور السريع في هذه التقنيات أصبح من الصعب متابعتها والإلمام بها، وخاصة التطور الالكتروني الذي أصبح يتحكم في معظم أنظمة المركبات للرفع من كفاءتها حتى تتلاءم مع متطلبات البيئة وسلامة ورفاهية الركاب".
واشار السيقلي الى ان هذا اليوم يهدف لإلقاء الضوء على التقنيات الحديثة بالمركبات وتوضيح التخطيط الجيد للورش والإدارة السليمة، كما انه يعمل على تعزيز ثقافة الصيانة الدورية والأمن والسلامة للسائقين ولأصحاب المركبات، والقاء الضوء على المحركات التى تعمل بالطاقة البديلة ومدى تأثيرها على البيئة.
وابتدأ المهندس أحمد صيدم بالحديث مقدما ورقة عمل تحت عنوان "نظام نقل الحركة الدائم التغيير CVT" موضحا أن هذا النظام هو احد التقنيات الحديثة في السيارات كما استعرض أهم مكونات نظام الـ (CVT), و بيَن المهندس صيدم أن فكرة العمل هي نفس فكرة صندوق التروس العادي, وأشار المهندس صيدم إلي مميزات نظام ال(CVT) حيث يعطي هذا النظام تسارع ثابت ودون نقلات من الوقوف حتى السرعة القصوى مما يعطينا قيادة أنعم و راحة أكثر, كما يعمل هذا النظام على تحكم أفضل للمحرك مما يقلل من الانبعاث الصادرة من المحرك ويطيل في عمره.
وحول عيوب نظامCVT) ) تحدث المهندس صيدم مشيرا الى أنها محدودة وتتمثل في العزم المحدود لنظامCVT) ) كما ويعتبر هذا النظام من الأنظمة الأوتوماتيكية وهو غير مرغوب لدى البعض وخصوصا في الدول الأوربية, بعكس أمريكا واليابان , وأضاف أن الجميع يتوقع التقدم لهذا النوع الحديث من ناقلات الحركة.
ورش السيارات
من جانبه تحدث المهندس سعدي ضهير حول إدارة الورش الحديثة وأضاف خلال ورقة العمل التي قدمها تحت عنوان "تخطيط وإدارة الورش الحديثة" موضحا أهم قواعد إنشاء ورشة صيانة وإصلاح السيارات وعوامل نجاح الورشة, وبين المهندس ضهير طرق حساب تكلفة عملية الإصلاح والصيانة المتبعة بالورش, وكذلك أشكال الاستثمار في مجال خدمة السيارات.
وأشار المهندس ضهير إلي أن متطلبات الورشة تختلف حسب حجم الورشة وحجم العمل بها داعيا في ذات الوقت إلى إجراء دراسة مستفيضة للمكان والاحتياجات والعوامل المحيطة قبل المباشرة بافتتاح أي ورشة لخدمة السيارات وأضاف "تختلف متطلبات الورشة حسب حجم الورشة وحجم العمل بها. وكلما صغرت الورشة كلما قلت الأعمال التي تقوم بها وتدمج العديد من الوظائف في وظيفة واحدة ففي الورش الكبيرة نحتاج إلى موظفين استقبال ومحاسبين وفنيين يتحدد عددهم حسب حجم العمل بالورشة, ولكن في الورش الصغيرة (الورش المستقلة) قد يقوم بهذه الأعمال كلها شخص واحد حيث يستقبل السيارة ويكشف عليها ويقوم بالإصلاح ومحاسبة العميل في نفس الوقت".
كما أكد المهندس ضهير ضرورة توفر الأدوات والتجهيزات اللازمة لافتتاح الورشة مشددا في ذات الوقت على أهمية التدريب والتمرن على استخدام وتشغيل هذه الأجهزة وبشكل كاف مشيرا في ذات الوقت إلى أهمية الصيانة الدورية لهذه التجهيزات ومراعاة العمر الافتراضي لها إضافة لإتباع أساليب علمية صحيحة قبل شراء أي ماكينة وضمن مواصفات وشروط معروفة.
ومن ناحية أخرى استعرض المهندس محمود صيدم مراحل تطور نظام حقن البنزين والتطورات التي لحقت به وأشار خلال ورقة العمل التي قدمها خلال اليوم الدراسي في ذات الموضوع إلى النظم المختلفة لحقن الوقود ومنها نظام الحقن بالخانق أو ما يعرف بنظام حقن أحادي النقطة والتي يتم فيها الحقن في الخانق فوق صمام الخانق, في نفس مكان دخول الوقود عن طريق المغذي. وكذلك يوجد نظام الحقن المركزي في مجمع السحب CPI والذي قامت شركة جنرال موتورز بتطويره ويطلق عليه ايضا نظام حقن الوقود المركزي مشيرا الى ان هذا النظام يستخدم أنابيب تمتد من الحقن المركزي لتوصيل الوقود عند كل فتحة سحب بدلاً من الخانق. وفي هذا النظام يتم حقن الوقود بشكل مستمر لجميع الفتحات نفس الوقت.
كما أشار صيدم إلى ما يعرف بنظام متعدد نقاط حقن الوقود أو حقن وقود بالتتابع وفي هذا النظام يتم حقن الوقود في فتحات السحب ما قبل صمام السحب بدلاً من النقطة المركزية في مجمع السحب، إضافة إلى نظام الحقن المباشر وهو حقن متعدد النقاط والحاقن مركب داخل غرفة الاحتراق. وهذا النظام أكثر تحكم للعادم بإلغائه الجزء المبلل بمجمع السحب على حد تعبير صيدم.
ودعا صيدم إلى ضرورة الاهتمام بدراسة الأنظمة المختلفة للحقن والتي تعد عاملا أساسيا في فهم آلية عمل السيارات مشيرا في ذات الوقت إلى تعدد وتنوع هذا الأنظمة وفقا للشركات التي تطرحها وتطورها حيث باتت هذه الأنظمة مدار اهتمامها وطرأ عليها تطورا كبيرا حيث يعد نظام موترونيك لإدارة المحرك هو أول نظام إليكتروني لإدارة للمحرك والذي يجمع بين نظام جيترونيك مع النظام الإليكتروني للتحكم في توقيت الإشعال في وحدة واحدة.
الوقود البديل
ومن جهته تقدم الأستاذ حسن المصري بورقة عمل بعنوان " مصادر وأنواع الوقود البديل : ايجابيات وسلبيات " حيث أكد علي أهمية توفير و تنويع الطاقة لدى كثير من الدول الصناعية في ظل تزايد الطلب العالمي علي الطاقة والناتج عن النمو السريع للصناعات الحديثة والتكنولوجيا وأثرهما على البيئة مما يستدعي العمل على إيجاد مصادر أخري بديلة متجددة دون تجاوز أهمية النفط والغاز الطبيعي ، لاسيما في ظل ارتفاع سعرهما.
ودعا الأستاذ المصري إلى ضرورة إيجاد بدائل للطاقة يكون لها أثر على مستوى إنفاق المواطنين على الطاقة وأيضاً على البيئة والمناخ عبر مصادر الطاقة البديلة, وأوضح المصري أهم مصادر الوقود البديل وهي الطاقة الهيدروجينية و الايثانول والتي تعتبر طريقة غير تقليدية لتوليد الطاقة, ويتم إنتاجها من مادة السليلوز المستخلصة من النباتات وعلى وجه الخصوص نبات الذرة إضافة إلي الطاقة الكهربائية والتي يمكن تحويلها مباشرة أو بطرق غير مباشرة لحرارة وبرودة وكهرباء وقوة محركة.
وفي ختام كلمته أوصي المهندس المصري بإجراء المزيد من البحوث والتجارب العلمية على الوقود البديل وخاصة الإيثانول باعتباره من أفضل أنواع الوقود البديل في العالم, مع التشديد على ضرورة وضع مواصفات قياسية للمحركات تضمن احتراقا أفضل للوقود للتقليل من الانبعاث الضارة بالإنسان والبيئة , و زيادة زارعة المنتجات التي يستخرج منها مادة الإيثانول وخاصة الذرة.
من جانبه تحدث المهندس رأفت السيقلي عن تقنيات السيارات الحديثة وأشار خلال ورقة العمل التي قدمها تحت هذا العنوان إلى مزايا ومعوقات بعض الأنظمة والتكنولوجيا المستخدمة في السيارات الحديثة مثل الإشعال بالليزر, كما شرح المهندس السيقلي نظام الملاحة الحديث و نظام التوقف الاتوماتيكي ونظام ضبط وتثبيت السرعة تلقائياً وكذالك نظام الرؤيا الليلة وأيضا التحكم بالسحب و الثبات الإلكتروني، كما أوصى السيقلي في نهاية كلمته بضرورة متابعة آخر التطورات والتقنيات الحديثة في عالم السيارات حتى يكونوا على اطلاع دائم.