الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

طلاب التوجيهي: خوف وقلق من الامتحان ..وانتظار ما بعده انتظار !

نشر بتاريخ: 09/06/2008 ( آخر تحديث: 09/06/2008 الساعة: 07:08 )
جنين- تقرير معا- أعلنت حالة الطوارئ في بعض المنازل الفلسطينية, وخاصة ممن لديهم أبناء في الثانوية العامة, أو التوجيهي كما هو معروف لدينا, وخاصة أن موعد الامتحانات النهائية قد اقترب.

قلق وخوف, في وجوه الطلبة, والأهالي يهيئون الجو المناسب لابنائهم, منع تجول في المنزل لمدة عام دراسي كامل, لتهيئة الجو الهادئ, دروس خصوصية في المواد العلمية, وبعض المواد التجارية, حتى بات عقل الطالب كانه كيس يعبأ فيها المعلومات , هذه حياة الطلبة وأهاليهم في هذه الأيام.

مرحلة التوجيهي, مرحلة مصيرية تحدد مستقبل الطلبة "ذكورا وإناثا", في سنوات عمره المقبلة, لكن البعض, إن لم يكن أكثرهم أو جميعهم, يرى أن التوجيهي شبح يدق الخوف في قلوب الطلبة, ويشاركهم الأهالي, كما أن البعض يتعثر في هذه المرحلة بالذات, على الرغم من تميزهم في السنوات الدراسية السابقة, والبعض يعجز عن المذاكرة وحضور اليوم الدراسي بالرغم من عدم وجود أي أسباب ظاهرية لذلك, كما أن اضطرابات تكون بين الطالب وعائلته في تلك السنة, "معا" سلطت الضوء إلى أهم المشاكل والهموم, التي تعتري طلبة التوجيهي:

الطالب عيسى يقول, أن اكبر مشكلة تواجه طالب التوجيهي هو الخوف والقلق, من كلمة التوجيهي والامتحان الوزاري أو النهائي, فمرحلة التوجيهي مرحلة مصيرية في حياة الطالب, لأنها تحدد مستقبله, لذلك يبقى الخوف مسيطرا عليه, منذ بداية العام الدراسي وحتى تقديم آخر امتحان, بل حتى ما قبل إعلان النتائج, كل ذلك يجعل الطالب, لا يركز في دراسته .

بينما سامر يقول العكس, مستشهدا بالمثل, "من جد وجد ومن سار على الدرب وصل", وقال, "أنا أؤمن بأن من يجد ويجتهد, لن ينال إلا النجاح والتفوق, فعلى الطالب أن يؤدي ما عليه وينتظر جزاء اجتهاده".

لكن الطالب أيوب, عقب على كلام سامر بقوله, " الكل يجتهد, مادام الطالب وصل إلى مرحلة التوجيهي, ولكن الخوف ليس من الامتحان, إنما الخوف من نوع النتيجة, فالكل يقدم ما عليه ولكن ما هو نوع الجزاء, فبعض الطلبة يريد دراسة الطب مثلا, لكن لا يستطيع لان المعدل النهائي لا يسمح له بدخول كلية الطب, وسبب عدم الوصول إلى المعدل المطلوب, هو الخوف الذي يعتري الطالب, من أن تكون الامتحانات صعبة, فبعض السنوات كانت الامتحانات في مادة ما صعبة, مما أدى إلى هبوط معدله فهنا يكمن الخوف".

بينما الطالب مهند يقول, "أن المعلمين هم السبب في وجود الخوف في قلوب الطلبة, لأنهم بدلا من تشجيع الطلبة على الجد والاجتهاد والدراسة المتواصلة, يقوم المعلم بتخويف الطالب من صعوبة الأسئلة, ظانا منه ان ذلك يجبه على الدراسة والاهتمام, ومن أن من يقوم بوضع الأسئلة النهائية هم بروفسورات ومحاضرون في الجامعات الكبيرة, وبذلك تكون الأسئلة عكس ما يتوقعها الطالب, وبذلك يقوم الطالب بالدراسة المكثفة دون تركيز, لان تفكيره يكون بنوعية الأسئلة التي ستكون في الامتحانات النهائية ".

بينما الطالب علي يقول, "من شدة الخوف الذي يعتريني من صعوبة الأسئلة, وصلت لدرجة أنني عندما افتح الكتاب للقراءة, اشعر بصداع كبير في راسي, والضغط يرتفع عندي, حتى أنني فتحت صيدلية في غرفتي, معظمها من الاكامول, لإزالة الصداع, كما أن الأرق اعتراني, وخاصة في الوقت الذي اقترب فيه الامتحان ".

الطالبة فاتن تقول, "على الرغم من دراستي المتواصلة, وحفظي للمواد جيدا, إلا أنني دائما أخاف من الأسئلة, كوني لا اعلم طبيعتها".

الطالب أيهم يقول, "أن المناهج طويلة, كما أعاني من مادة الرياضيات, التي تحتوي على قوانين كثيرة, من الصعب حفظها وفهمها, ومن السهل نسيانها" .

الطالب جواد يقول, من المراحل الصعبة التي يعيشها الطالب, خلال مرحلة التوجيهي, ضغط الأهالي المستمر على طلبة التوجيهي, مما يؤدي إلى فقدان الرغبة في الدراسة, بالإضافة إلى الضغط النفسي, الذي يعيشه الطالب".

الطالبة نور تشتكي من كثرة إلحاح عائلتها على كثرة الدراسة, والحكم بالإقامة الجبرية داخل الغرفة, وممنوع الخروج إلا للحمام, حتى النوم أصبح في ذات الغرفة التي ادرس فيها, حتى وصلت الأمور إلى عدم رفع راسي عن الكتاب, كل ذلك سبب لي الإحباط" .

بينما صديقتها منال قالت, :كثرة الدروس الخصوصية, وبطلب من أهلي, لاخذها إجبارا, أزعجتني كثيرا, وأفقدتني الصواب, فلم اعد احتمل الكم الهائل من الدراسة .... رجاء ارحموني" .

الطالب يونس, اعتبر أن أهم شيء لراحة طالب التوجيهي, هو توفير جو مناسب في المنزل, وعدم الضغط عليه من قبل الأهل, فكثرة الضغط يولد الانفجار, ويولد ردة فعل عكسية لديه, فيبتعد عن الدراسة.

الطالب فارس يشتكي من عدم الخروج من المنزل, ولو لساعة واحدة في اليوم, حيث قال, "أن أهم المشاكل التي أواجهها مع أهلي, عدم الخروج من المنزل نهائيا, ومسموح لي التجول داخل منزلنا الكبير, وفي الحديقة, لكن رؤية الشارع والوقوف مع الأصدقاء, ولو لساعة واحدة يمنع منعا باتا.

واضاف ساخرا , "فالسجن والله ارحم, لأني بعرف انه سجن, أما انه البيت يتحول للسجن فهذا شيء كبير".

المرشد الاجتماعي الأستاذ عبد الرحيم الديك, يقول في حديث مع مراسلنا, "أن مراحل صعبة وعديدة يواجهها طالب التوجيهي, أهمها الضغوطات الكثيرة من الأهالي, وخاصة في الأشهر الأخيرة من التوجيهي, فكثرة الدروس الخصوصية التي تعبئ في رأس الطالب, والتحذيرات والتوصيات المتكررة للطالب, مما يجعله متوترا وخائفا, ومن التوترات ايضا والضغوطات الذي يعيشها طالب التوجيهي, الامتحان نفسه, والحديث عن الأسئلة الوزارية, وان علماء يضعون الأسئلة دون مراعاة ظروف الطالب, ومراجعة نماذج الامتحان السابق, من الأمور التي توتر الطالب, ويجعل الخوف والقلق يعتريه".

وأضاف, " على الطالب, أن يتحدى ويواجه الضغوطات, سواء من قبل الأهل أو من الدروس الخصوصية أو من المناهج نفسها, بواقعية وعقلانية, ويقوم بالحوار الاسري, مع أهله, ويفهمهم بأن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف, وان الطالب يستطيع الاعتماد على نفسه" .

وأشار الديك, إلى انه من الواجب على الأسرة, توفير الأجواء الهادئة, بعيدة عن التوتر وأجواء الرعب, والإلحاح الزائد والمراقبة, وفرض القوانين الصارمة, من الإقامة الجبرية ومنع التجوال.

وأكد على أن الراحة النفسية للطالب, وتوفير الأجواء دون إظهار القلق والخوف أمام الطالب, سيكون الطالب من اسعد الناس على الأرض, كما أن مرحلة التوجيهي ستكون له ذاكرة جميلة, وليست ذاكرة مرعبة" .