اراضيه صودرت واشجاره اقتلعت- بيت ابو العبد.. على مرمى حجر من مستوطنة افني حيفتس
نشر بتاريخ: 09/06/2008 ( آخر تحديث: 09/06/2008 الساعة: 08:19 )
طولكرم- معا- همسة التايه- يشكل منزل الحاج عبد الباقي حمدان " أبو العبد والذي يبعد أقل من 500 متر عن معسكر الجيش الاسرائيلي، نقطة نهاية لأراضي البلدة مع مستوطنة افني حيفتس الجاثمة على أراضي بلدة شوفه وكفر اللبد جنوب شرق طولكرم والتي لا تزال تمتد كاخطبوط استيطاني هدفه ضم المزيد من الأراضي الزراعية بعد مصادرتها وتدميرها من أجل توسعتها واستيعاب أعداد كبيرة من المستوطنيين.
ولم تسلم أرض الحاج أبو العبد (66) عاما والمزروعة بأشجار الزيتون واللوز والتي تقدر مساحتها 15 دونما من أصل 35 دونما من التدمير والتجريف والاستيلاء عليها لصالح ضمها للمستوطنة لتبقى بقية الأرض تحت سيطرة جيش الاحتلال وقطعان المستوطنيين الذين يتسابقون في فرض سيطرتهم على المواطنين الفلسطينيين وأصحاب الأرض الحقيقيين.
يقول الحاج أبو العبد بصوت حاد يعبر عن ثورة غضب تسكن بداخله " تهديدات كثيرة أتلقاها من الجيش وقطعان المستوطنين الذين يتواجدون باستمرار على مقربة من أرضي التي تم مصادرتها ليبدأ الاحتلال بتوجيه بنادقه واطلاق النيران والاعلان عبر مكبرات الصوت" أن الشخص الذي يتقدم مسافة 200 متر يعرض نفسه للخطر " يريدون ترهيبي للضغط علي ظنا منهم أنني سأترك الأرض في محاولة منهم للسيطرة عليها حيث يتلقى المواطنون العديد من الاخطارات لترك الأرض من أجل مصادرتها والاستيلاء عليها.
وأضاف أبو العبد " لم نكن بمعزل عن مضايقات قطعان المستوطنين الذين قاموا ولأكثر من مرة باحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية مضيفا " أن مستوطن أصغر من ابني اعترضني وقام بضربي من الخلف بعصى كان يحملها محتميا بجنود الاحتلال الذين يشكلون حضنا لحماية المستوطنين والذين بدورهم مارسوا شتى أنواع الارهاب لطردنا من الأرض التي نعمل بها بحجة أننا " أسأنا معاملة قطعانهم " على حد قوله.
وفي سياق متصل لم يتمكن المزارع تحسين حامد من بلدة شوفة القريبة من مستوطنة افني حيفتس شمال الضفة الغربية من الوصول الى أرضه الزراعية بعد قيام مجموعة من قطعان المستوطنين المسلحين باعتلاء " بواجر" " جرافات" اسرائيلية تحت حراسة جنود الاحتلال والتمركز في محيط أرضه وتوجيه عبارات مسيئة له وتهديده بالقتل لترهيبه، والقيام بتدمير وتجريف أكثر من 2000 شجرة اضافة الى حرق 100 دونم من أرضه في حين تتكرر انتهاكات المستوطنيين في ساعات الليل وتحت جنح الظلام.
وبواصل ابو العبد تذمره قائلا: " ممارسات وأساليب المستوطنيين لا تتوقف بدء من منعنا من الوصول للأرض وتعرضنا لاطلاق النيران والضرب وسرقة الدواب ورمي الحجارة والعصي باتجاهنا وانتهاء ببث السموم والمواد الكيماوية الحارقة على الأرض الزراعية، وذلك بهدف مصادرة الأرض الفلسطينية وتهويدها وتفريغها من سكانها الأصليين. مضيفا أن المزارعيين الفلسطينيين يعملون في أراضيهم تحت خطر الاستملاك والتهديد في أي لحظة.
وفي خطوة استيطانية خطيرة لم يسبق لها مثيل كشف تحسين حامد عضو لجنة الدفاع عن الأراضي في مدينة طولكرم عن مخطط اسرائيلي يقضي بتهويد الأرض الفلسطينية من خلال مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وضمها لصالح مستوطنة افني حيفتس قائلا: "إن مناقصة إسرائيلية قدمت مفادها قيام كل مستوطن بتوسيع منزله بمساحة تزيد عن 80 متر وذلك بهدف السيطرة على الأراضي الزراعية الفلسطينية ومصادرة أراضى بلدة شوفة.
ولا تزال عملية اضرام النيران هي الوسيلة الأكثر سهولة لالحاق الخسائر بالمزارع الفلسطيني خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، حيث لم تكن أراضي قرية عكابا شمال طولكرم بمعزل عن ممارسات المستوطنيين، والتي ما زالت تتعرض لاضرام النيران فيها لتدمير الأرض والتسبب في الحاق خسائر فادحة فيها.
الى ذلك ناشد المزارع تيسير عمارنة من بلدة عكابا شمال الضفة الغربية، الجهات المسؤولة التدخل من اجل وقف اعتداءات المستوطنين على أهالي القرية وأراضيهم، والتي من شأنها سلب مزيد من الاراضي، وتهجير أهلها من خلال تكرار الاعتداءات تحت مظلة الاحتلال.
وتتواصل ممارسات مستوطنو مستعمرة عنّاب شمال الضفة، والتي تهدف الى الحاق الأضرار النفسية والمعنوية بالمزارع الفلسطيني حيث قاموا وخلال فترة ليست بالقصيرة بإضرام النيران في الاراضي الزراعية التابعة لبلدة رامين شرق طولكرم، حيث أتت النيران على أكثر من (80) دونما من الاراضي المزروعة بالزيتون و اللوز اضافة الى احراق أكثر من 150 دونما أخرى.
وفي سياق متصل ولضمان حماية المستوطنين ومنع المواطنين من الوصول لأرضهم الزراعية باشرت سلطات الاحتلال بشق طريق التفافي من حاجز جبارة في الجنوب وحتى أراضي قرية سفارين بطول 5 كم وعرض 50 متر من الأرض مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الاعمار والبناء والانشاء على مسافة 300 متر وهذا الأمر فرض مزيدا من الحصار وتضييق الخناق على المزارعين والحجة حماية المستوطنين.
ومن الجدير بالذكر ان المستوطنات التي تلتف على عنق الأرض الفلسطينية ما هي الا مواقع عسكرية مساندة لسلطات الاحتلال لاستمرار مسلسل العنف وتفريخ المزيد من المتطرفين والبؤر المسمومة حيث كانت ولا زالت مستوطنات الضفة الغربية الأكثر توظيفا للهدف العسكري الاسرائيلي.
ويقول المزارع صادق صالح والذي تم مصادرة أكثر من 50% من أرضه لصالح مستوطنة حومش في حين تقع مستوطنة شوفي شومرون على أطراف بلدته رامينك" أن المحاصيل الزراعية وقت الحصاد يتم سرقتها من قبل قطعان المستوطنين المسلحين بعد العبث فسادا في الأرض الزراعية" مضيفا أن بلدة رامين شمال الضفة الغربية تم عزلها عن محيطها واغلاق طرقها الرئيسية التي تربطها بالقرى والبلدات الفلسطينية وذلك بحجة اطلاق النار من أرض البلد على سيارات المستوطنين .
هذا وشكلت اعتداءات المستوطنين ولا تزال حلقة متواصلة من حلقات "القمع "الذي يتم ممارسته تحت حماية قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تعتبر مظلة الأمان لقطعان المستوطنين في البؤر الاستيطانية كافة.