الروائح الكريهة تنتشر على شواطئه- تلوث البحر يفسد على أبناء غزة الاستجمام والهرب من ضيق الحصار
نشر بتاريخ: 09/06/2008 ( آخر تحديث: 09/06/2008 الساعة: 10:19 )
غزة- معا- لم يعد يخفى على المواطن الغزي المحاصر أن هذا الصيف الذي بدأ يطل بحرارته المرتفعة هو الأسوأ في ظل تحذيرات متتالية من خطورة تلوث البحر, وخاصة بعد انتشار روائح المياه العادمة "المجاري" على شواطئه.
المواطنون في القطاع بدأوا يشتكون من الروائح الكريهة التي بدأت تنتشر في بعض مناطق بحر غزة نتيجة صب مياه الصرف الصحي بشكل مباشر دون تكريرها.
وتذمر المواطنين ومعاناتهم تزداد, فالمواطن "نضال شملخ" والذي يسكن على شاطئ بحر غزة تحدث لـ "معا" عن المعاناة اليومية التي يلاقيها سكان منطقة "الشيخ عجلين" قائلا: "الحياة في ظل هذه الرائحة أصبحت لا تطاق لدرجة أننا أصبحنا لا نستطيع فتح نوافذ بيتنا خاصة أن الرائحة تزداد في فصل الصيف".
الصياد "أبو محمد" والذي يمتهن الصيد منذ ما يزيد عن العقدين قال: "أنا لي أكثر من عشرين عاما في البحر لم أر بحر غزة بهذه الصورة وهذه الدرجة من التلوث".
أصحاب الاستراحات على شواطئ القطاع أبدوا تخوفا كبيراً من خسارة محتملة هذا الصيف نتيجة ما أسموه "إشاعات تلوث البحر" حيث يعتقد هؤلاء أن العشرة آلاف دولار التي دفعوها لبلدية غزة "أجار مكان" لن يستطيعوا تعويضها في هذا الصيف.
وابو يوسف صاحب إحدى الاستراحات على شاطئ القطاع قال لنا في نبرة الخوف من القادم: "نحن اصبحنا نخاف من المجهول ومن كثرة الشائعات التي تتحدث مرة عن تلوث البحر ومرة عن وجود سمك القرش بالقرب من شواطئ غزة ".
وكان نتيجة تلوث البحر والخوف من المجهول ان حذرت جهات صحية عديدة ومركز حقوق الميزان في قطاع غزة المواطنين من النزول الى البحر والسباحة فيه، مبينة أن المياه العادمة تصب في البحر بشكل مباشر دون أي عملية تصفية ما يعني انتقال الأمراض إلى المواطنين بشكل مباشر.
واكد مركز حقوق الميزان على ضرورة تجنب الاستجمام بالبحر لحين التأكد من زوال المخاطر المحتملة, مشدداً أن تلوث مياه البحر بالمياه العادمة غير المعالجة بما تحتويه من مواد عضوية متخمرة ومواد كيميائية سامة كالمبيدات الحشرية ومواد التنظيف وغيرها من المخلفات، لها تداعيات على النظام البيئي لشاطئ القطاع وعلى الثروة السمكية فيه.
ورغم كل هذه التحذيرات خرج المواطنون الغزيون إلى شواطئ غزة في تحد واضح لكل المخاطر حيث قال المواطن "عمر يونس": "انه مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وحالة الملل التي يمر بها المواطن في القطاع نتيجة ازدياد الحصار خرج وزوجته وأطفاله إلى شاطئ البحر".
وتابع المواطن "يونس" قوله: "إن المياه العادمة تصب في البحر منذ سنوات ونحن في كل عام نسبح في البحر ولم يحدث لنا شيئاً بالإضافة الى أن البحر بطبيعته يتجدد".
وفي ظل الحصار لم يتبق أمام المواطن في القطاع إلا أن يتحدى كل شيء بعد أن طال الحصار كافة مناحي حياته.